جعجع: الحكومة الحالية أفضل من السابقة

قال إن «مواجهة متماسكة من القوات والمستقبل والاشتراكي تشِّل حزب الله»

رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع (تويتر)
رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع (تويتر)
TT

جعجع: الحكومة الحالية أفضل من السابقة

رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع (تويتر)
رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع (تويتر)

قال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، إن «دول الخليج لم تعد تهتم بلبنان إلا من خلال المواجهة الكبيرة الإقليمية، وليس بالشكل المباشر». وأضاف أن «المواجهة الأميركية الإيرانية مستمرة. لكن الخطر المتعلق بلبنان، إضافةً إلى هذه المواجهة يرتبط بامتلاك (حزب الله) صواريخ دقيقة، الأمر الذي دفع إسرائيل إلى التحدّث عن احتمال وقوع حرب جديدة، ما يستدعي تصرفاً من رئاستي الجمهورية والحكومة لإفهام الحزب أن لبنان لا يحتمل أي حرب جديدة».
وأوضح جعجع في لقاء ضمّ عدداً من الصحافيين أمس (الاثنين)، أن «سياسة (القوات) للمرحلة المقبلة هي التأني، بانتظار قيام الحكومة الحالية بحلول إنقاذية، وإذا لم تتمكن، حينها لا بد من الضغط لإجراء انتخابات نيابية مبكّرة وبموجب القانون الانتخابي الحالي (النسبي)، لأن الحديث عن قانون جديد للانتخابات يسبّب مشكلة كبيرة، إذ ليس هناك أي فريق متفق مع فريق آخر في هذا الإطار. وطرح قانون انتخابي جديد يَحول دون القيام بانتخابات نيابيّة مبكّرة».
وقال جعجع إن «الخطوات الإنقاذية ممكنة، لأن الأصول الأساسية للدولة اللبنانية متوفرة. وهي تقتضي الحد الأدنى من الإدارة السليمة. وأولها الاستغناء عن فائض الموظفين في الدولة والذين يقارب عددهم 5300 موظف تم توظيفهم بشكل غير شرعي. وكذلك إقفال المعابر غير الشرعيّة، بالإضافة إلى الفساد والهدر في الجمارك. وتنفيذ هذه الخطوات يدرّ أكثر من مليار دولار».
ورداً على دعوة أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، أول من أمس (الأحد)، الموالاة والمعارضة للتفاهم على دعم الحكومة من أجل إنقاذ البلاد، قال جعجع إن «أكثر من يستطيع المساعدة اليوم من أجل وقف التدهور هو (حزب الله) وذلك برفع غطائه السياسي عن الفاسدين من حلفائه، وبالخروج الفوري من كل مشكلات المنطقة. فهل من الممكن لدولة أن تساعد لبنان وهناك فريق فيه يعمل ضدّها في المنطقة؟ وكذلك على الحزب أن يحرر الدولة في خيارها الاستراتيجي حتى تستعيد مصداقيتها».
وأشار جعجع إلى أن «الانتفاضة الشعبيّة هي النقطة المضيئة الوحيدة في السواد الذي نعيشه، ولولاها لبقيت الحكومة السابقة. وفي كل المقاييس، الحكومة الحاليّة أفضل من الحكومة السابقة».
وعن خطاب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، لمناسبة «14 شباط»، قال جعجع إنه «لا ملاحظة» لديه على الخطاب، لكنه ينتظر «كيفية ترجمته في السياسة، وإذا ذهب في الاتجاه المطلوب، حينها نضع كتفنا على كتفه لإنقاذ البلد».
وأضاف أن «المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي (برئاسة النائب السابق وليد جنبلاط) والقوات هم في المعارضة، لكن لا يكفي التفاهم على العناوين، لأن التفاصيل مهمة. ففي الحكومة السابقة اختلفنا مع المستقبل على التفاصيل».
وقال جعجع: «الله يبارك لسعد بوليد»، في إشارة إلى تحية الحريري لجنبلاط خلال خطابه في «14 شباط» من دون أي إشارة إلى جعجع، مضيفاً: «نحن أصدقاء وبشكل دائم. ولكن إلى أي حد يريد كل من الحريري وجنبلاط الذهاب في معارضتهما؟ إذا التقينا مع (المستقبل) و(الاشتراكي) بروح المواجهة المتماسكة نستطيع أن نُحدث تغييراً جذرياً، ونشلّ (حزب الله)».
واعتبر جعجع أن «مطالبة جنبلاط بـإسقاط العهد، يفرض وجود خطة تَحول دون الوقوع في الفراغ. عندما تتوفر هذه الخطة نبحث الأمر».



​الحوثيون يرفضون إطلاق قيادات من «المؤتمر الشعبي»

الجماعة الحوثية وجدت في حرب غزة وسيلة إضافية لترهيب المعارضين لها (رويترز)
الجماعة الحوثية وجدت في حرب غزة وسيلة إضافية لترهيب المعارضين لها (رويترز)
TT

​الحوثيون يرفضون إطلاق قيادات من «المؤتمر الشعبي»

الجماعة الحوثية وجدت في حرب غزة وسيلة إضافية لترهيب المعارضين لها (رويترز)
الجماعة الحوثية وجدت في حرب غزة وسيلة إضافية لترهيب المعارضين لها (رويترز)

بالتزامن مع الكشف عن وسائل تعذيب موحشة يتعرض لها المعتقلون في سجون مخابرات الجماعة الحوثية، أكدت مصادر حقوقية استمرار الجماعة في رفض إطلاق سراح مجموعة كبيرة من المعتقلين، في طليعتهم قيادات في حزب «المؤتمر الشعبي»، رغم انقضاء شهرين على إيداعهم السجن بتهمة التحضير للاحتفال بذكرى الثورة التي أطاحت أسلاف الجماعة.

وذكرت مصادر حقوقية يمنية لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أفرجوا أخيراً عن خمسة فقط من المعتقلين في مدينة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، لكنها مستمرة في رفض إطلاق سراح وكيل وزارة الشباب والرياضة والقيادي في حزب «المؤتمر الشعبي» أحمد العشاري وزميليه في الحزب أمين راجح وسعد الغليسي.

الحوثيون يرون قادة جناح «المؤتمر الشعبي» بصنعاء خصوماً لهم (إعلام محلي)

وقالت المصادر إن الجماعة تتهم المعتقلين بالتآمر مع الحكومة الشرعية لقيادة انتفاضة شعبية في مناطق سيطرتها تحت شعار الاحتفال بالذكرى السنوية لقيام «ثورة 26 سبتمبر» التي أطاحت نظام حكم الإمامة في شمال اليمن عام 1962.

ووفق هذه المصادر، فإن الاتصالات التي أجراها جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرة الحوثيين للمطالبة بالإفراج عن قياداته قوبلت بتعنت وتسويف.

وأشارت المصادر إلى أن مجموعة كبيرة من المعتقلين لا يُعرف مصيرهم، وأن كلّاً من فهد أحمد عيسى، وعمر أحمد منة، وأحمد البياض، وعبد الخالق المنجد، وحسين الخلقي لا يزالون رهن الاعتقال، إلى جانب الناشطة سحر الخولاني، والكاتبين سعد الحيمي، ومحمد دبوان المياحي، والناشط عبد الرحمن البيضاني، ورداد الحذيفي، وعبد الإله الياجوري، وغالب شيزر، وعبد الملك الثعيلي، ويوسف سند، وعبده الدويري، وغازي الروحاني.

شروط الإفراج

تقول مصادر سياسية في صنعاء إن «التحالف الشكلي» الذي كان قائماً بين جناح «المؤتمر الشعبي» والحوثيين قد انتهى فعلياً مع تشكيل حكومة الانقلاب الأخيرة، حيث تم استبعاد كل المحسوبين على هذا الجناح، وسيطرة الحوثيين على كل المناصب.

وبالتالي، فإن الحزب لا يعول على ذلك في تأمين إطلاق سراح المعتقلين، والذين لا يُعرف حتى الآن ما نيات الحوثيين تجاههم، هل سيتم الاحتفاظ بهم لفترة إضافية في السجون أم محاكمتهم؟

أكدت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية استخدام الحوثيين التعذيب لانتزاع الاعترافات (إعلام حوثي)

ووفق إفادة بعض المعتقلين الذين أفرج الحوثيون عنهم، فقد تم استجوابهم بتهمة الانخراط في مخطط تآمري للإطاحة بحكم الجماعة في صنعاء بدعم وتمويل من الحكومة الشرعية.

وبعد جلسات من التحقيق والاستجواب وتفتيش الجوالات، ومراجعة منشورات المعتقلين في مواقع التواصل الاجتماعي، أفاد المعتقلون المفرج عنهم بأنه يتم الموافقة على إطلاق سراحهم، ولكن بعد التوقيع على تعهد بعدم العودة للاحتفال بذكرى «ثورة 26 سبتمبر» أو أي فعالية وطنية أخرى، وأن يظلوا رهن الاستعداد للحضور متى ما طُلب منهم ذلك إلى جهاز المخابرات الحوثي.

ولا تقتصر شروط الإفراج على ذلك، بل يُلزم المعتقلون بإحضار ضامن من الشخصيات الاجتماعية، ويكون ملزماً بإحضارهم متى طُلب منهم ذلك، ومنعهم من مغادرة منطقة سكنهم إلا بإذن مسبق، وعدم تغيير رقم جوالاتهم أو إغلاقها، وأن يظل تطبيق «الواتساب» يعمل كما كان عليه قبل اعتقالهم. كما يلحق بذلك تهديدات شفهية بإيذاء أطفالهم أو أقاربهم إذا غادروا إلى مناطق سيطرة الحكومة، أو عادوا للنشر ضد الجماعة.

تعذيب مروع

بالتزامن مع استمرار الحوثيين في اعتقال المئات من الناشطين، كشف النائب اليمني المعارض أحمد سيف حاشد، عما سماها «غرف التعذيب» في سجون مخابرات الجماعة.

وقال حاشد إن هناك مسلخاً للتعذيب اسمه «الورشة» في صنعاء، وتحديداً في مقر سجن «الأمن والمخابرات» (الأمن السياسي سابقاً)، وإن هذا المسلخ يقع في الدور الثالث، وموزع إلى عدة غرف، وكل غرفة تحتوي على وسائل تعذيب تصنع في نفوس الضحايا الخوف المريع والبشاعة التي لا تُنسى.

الناشطة اليمنية سحر الخولاني انتقدت فساد الحوثيين وطالبت بصرف رواتب الموظفين فتم اعتقالها (إعلام محلي)

ووفق ما أورده حاشد، الذي غادر مؤخراً مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، توجد في هذا المكان سلاسل ترفع الشخص إلى الأعلى وتعيده إلى الأسفل بواسطة زر تحكم، حيث يُعلَّق الضحية ويُثبَّت بالطريقة التي يريد المحققون رؤيته عليها.

وذكر أن البعض من الضحايا يُعلق من يديه لساعات طويلة، وبعضهم يُعلق من رجليه، وبعد ذلك يتم إنزاله وقد صار عاجزاً أو محمولاً في بطانية.

ووفق هذه الرواية، فإن هذا القسم يشمل وسائل تعذيب متنوعة تشمل الكراسي الكهربائية، والكماشات لنزع الأظافر، والكابلات، والسياط، والأسياخ الحديدية، والكلاب البوليسية، وكل ما لا يخطر على البال من وسائل صناعة الرعب والخوف والألم.