بارزاني أكد رفضه اختيار مرشحين لحكومة علاوي باسم الأكراد

صورة من موقع شبكة «رووداو» الإعلامية للقاء الذي جمع الزعيم الكردي مسعود بارزاني ورئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي
صورة من موقع شبكة «رووداو» الإعلامية للقاء الذي جمع الزعيم الكردي مسعود بارزاني ورئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي
TT

بارزاني أكد رفضه اختيار مرشحين لحكومة علاوي باسم الأكراد

صورة من موقع شبكة «رووداو» الإعلامية للقاء الذي جمع الزعيم الكردي مسعود بارزاني ورئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي
صورة من موقع شبكة «رووداو» الإعلامية للقاء الذي جمع الزعيم الكردي مسعود بارزاني ورئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي

انتقد عرفات كرم، مسؤول ملف بغداد في مقر زعيم «الحزب الديمقراطي الكردستاني» مسعود بارزاني، ما ذهبت إليه القوى السياسية الشيعية بإعطاء الحق لنفسها في تعيين رئيس الوزراء العراقي والسعي في الوقت ذاته لمنع الكرد من اختيار وزرائهم، كاشفاً عن مضمون اتصال هاتفي جرى بين رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي وبارزاني.
وحول موقف «الحزب الديمقراطي الكردستاني» من المشاركة في الحكومة الجديدة، قال عرفات كرم لشبكة «رووداو» الإعلامية: «(الديمقراطي الكردستاني) هو الحزب الأكبر في العراق، ويملك أكبر عدد من المقاعد في البرلمان، وموقف (الديمقراطي) يتمثل في عدم المشاركة في الحكومة إذا قام علاوي باختيار الوزراء دون مباحثات مسبقة». وأضاف أن «موقف الكرد والسنّة بشأن تشكيل الحكومة العراقية الجديدة واضح، خاصة أن الرئيس بارزاني أعلن عدم قبول فرض أي شخص علينا واختيار الوزراء باسم الكرد».
وكشف كرم عن أن بارزاني أخبر علاوي بأنه «شخص نزيه وموضع احترام بالنسبة لنا، لكن الآلية التي تتبعها غير ناجحة، أنت تتعامل معنا الآن بشكل فني في حين يجب أن يكون التعامل سياسياً».
وتساءل كرم: «لماذا يرى الشيعة أن من حقهم اختيار رئيس الوزراء لكنهم يمنعون الكرد والسنة من اختيار الوزراء؟ في الوقت الذي يعرف فيه الجميع حقيقة أن رئيس الوزراء جاء باتفاق بين (سائرون) و(تحالف الفتح)»، مخاطباً الأطراف السياسية الشيعية: «كيف يحق لك اختيار رئيس الوزراء ونحن لا يحق لنا اختيار الوزراء؟ هذا غير مقبول». وتابع: «لدى الرئيس بارزاني مقولة يكررها دائماً وهي: أتمنى أن يأتي يوم يكون فيه رئيس وزراء العراق، عراقياً، حتى متى يتم تنصيب رئيس وزراء للعراق من الخارج؟». ومضى إلى القول: «في كل مرة يتم اختيار حكومة من الخارج».
وحول موقف بقية الأطراف الكردية، أشار كرم إلى أن «لـ(الحزب الديمقراطي) و(الاتحاد الوطني) و(حركة التغيير) موقفاً موحداً من مفاوضات تشكيل الحكومة العراقية».
بدوره، قال رئيس كتلة «الاتحاد الإسلامي الكردستاني» في البرلمان العراقي، جمال كوجر، إنه حتى الآن لم تتم المباشرة رسمياً في التباحث مع الكرد بشأن تشكيل الحكومة، «ومهما كان الوزراء الكرد مستقلين، فلا بد من موافقة الكتل الكردستانية عليهم». وشدد على أنه «حتى لو لم يتم التحاور مع الأحزاب، فينبغي تحديد الوزراء الكرد من قبل رئاسة أو حكومة إقليم كردستان».
من جانبه، أوضح عضو البرلمان العراقي عن «الاتحاد الوطني»، شروان ميرزا، أن «التحفظ على كيفية تشكيل الحكومة لا يقتصر على الكرد وحدهم، بل لدى السنّة ملاحظات أيضاً ويريدون أن يتم اختيار الوزراء بالتشاور معهم».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.