ترمب يدعو روسيا للتوقف عن دعم «فظائع» النظام السوري

تصاعد الدخان في أعقاب غارة جوية روسية على قرية معرة النعسان في ريف إدلب (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان في أعقاب غارة جوية روسية على قرية معرة النعسان في ريف إدلب (أ.ف.ب)
TT
20

ترمب يدعو روسيا للتوقف عن دعم «فظائع» النظام السوري

تصاعد الدخان في أعقاب غارة جوية روسية على قرية معرة النعسان في ريف إدلب (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان في أعقاب غارة جوية روسية على قرية معرة النعسان في ريف إدلب (أ.ف.ب)

دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب روسيا إلى وقف دعمها لـ«الفظائع» التي يرتكبها النظام السوري، معرباً عن خشية الولايات المتحدة من العنف في منطقة إدلب، بحسب ما أعلن البيت الأبيض أمس (الأحد).
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أنه أبلغ نظيره الروسي سيرغي لافروف بأن هجمات النظام السوري في إدلب يجب أن تتوقف.
وبدعم جوي روسي حققت قوات النظام السوري تقدماً جديداً الأحد في هجومها على آخر معقل للمتشددين وفصائل المعارضة في منطقة إدلب شمال غربي سوريا.
وخلال مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أعرب ترمب «عن قلقه إزاء العنف في إدلب... وأبلغه برغبة الولايات المتحدة في أن يتوقف الدعم الروسي للفظائع التي يرتكبها نظام الأسد»، وفق البيت الأبيض.
وتركيا لها 12 نقطة مراقبة في إدلب في إطار اتفاق تم التوصل إليه في 2018 بين أنقرة وموسكو في سوتشي لمنع هجوم النظام، لكن قوات النظام السوري مضت في تقدمها.
ويعتقد أن قوات النظام تحاصر أربع نقاط تركية، وقد هددت أنقرة بمهاجمة هذه القوات في حال لم تتراجع بنهاية فبراير (شباط).
وصرح جاويش أوغلو للصحافيين خلال منتدى ميونيخ للأمن في ألمانيا «أكدت أن الهجمات في إدلب يجب أن تتوقف، وأنه من الضروري التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وألا يتم انتهاكه».
وسيتوجه وفد تركي إلى موسكو اليوم (الاثنين)، بعد أن زار مسؤولون روس أنقرة في عطلة نهاية الأسبوع، ولم يتم التوصل إلى اتفاق ملموس.
ورغم اختلاف مواقفهما بشأن النزاع المستمر منذ تسع سنوات، تعاونت تركيا الداعمة لفصائل في المعارضة السورية وموسكو المتحالفة مع دمشق عن قرب فيما يتعلّق بالملف السوري.
وفي نهاية الأسبوع وسعت قوات النظام السوري سيطرتها في محيط مدينة حلب في شمال سوريا، وتمكنت بذلك من إبعاد «هيئة تحرير الشام» والفصائل الأخرى عنها وضمان أمنها.
وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس، أن قوات النظام «سيطرت على كامل القرى والبلدات المحيطة بمدينة حلب للمرة الأولى منذ عام 2012؛ لتتمكن بذلك من تأمين المدينة بالكامل وحمايتها من قذائف الفصائل».
ورغم سيطرة قوات النظام على كامل حلب في عام 2016 إثر معارك وحصار استمر أشهراً عدة للفصائل المعارضة في أحيائها الشرقية، بقيت المدينة هدفاً لـ«هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً) وللفصائل المنتشرة عند أطرافها الغربية والشمالية وفي قرى وبلدات ريفها الغربي.
وبعد استعادتها الأسبوع الماضي كامل الطريق الدولية حلب – دمشق، التي تصل المدينة من الجهة الجنوبية الغربية، بدأت قوات النظام بالتقدم في المناطق المحيطة بحلب تدريجياً.
وتسبب التصعيد منذ ديسمبر (كانون الأول) في مقتل أكثر من 380 مدنياً، وفق «المرصد السوري»، وبنزوح أكثر من 800 ألف شخص بحسب الأمم المتحدة.
وباتت قوات النظام السوري، المدعومة من روسيا وإيران و«حزب الله» اللبناني، تسيطر على أكثر من 70 في المائة من سوريا، وقد تعهد بشار الأسد استعادة السيطرة على كل مساحة البلاد.



وزير الإعلام السوري: أحداث ريف دمشق تعكس توترات المرحلة الانتقالية

تصاعد أعمدة الدخان في صحنايا قرب دمشق (أ. ب)
تصاعد أعمدة الدخان في صحنايا قرب دمشق (أ. ب)
TT
20

وزير الإعلام السوري: أحداث ريف دمشق تعكس توترات المرحلة الانتقالية

تصاعد أعمدة الدخان في صحنايا قرب دمشق (أ. ب)
تصاعد أعمدة الدخان في صحنايا قرب دمشق (أ. ب)

أكد وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى اليوم الأربعاء، أن خطاب الدولة لا يميز بين أكثرية أو أقلية بل يقوم على المواطنة، وذلك بعد أحداث عنف طائفية دموية في ريف دمشق.

ولقي العشرات حتفهم في جرمانا وصحنايا بريف دمشق يومي الثلاثاء والأربعاء إثر مواجهات بين مسلحين مسلمين ودروز بعد انتشار مقطع صوتي يتضمن إساءة للنبي محمد.

وقال وزير الإعلام في مقابلة مع «تلفزيون سوريا»، إن أجهزة الدولة السورية سعت إلى حماية السكان داخل جرمانا وخارجها من أي اعتداء، مؤكدا أن العنف في المدينة طال أيضا أفراداً من إدارة الأمن العام.
وأضاف المصطفى أن أحداث العنف التي شهدها ريف دمشق «تعكس توترات المرحلة الانتقالية». وأكد أن قوات الجيش والأمن العام سيطرت على منطقة أشرفية صحنايا بعد أحداث العنف التي تسببت في مقتل 16 على الأقل، بحسب وسائل إعلام سورية.

إلى ذلك، قتل شخصان جراء غارة شنّتها إسرائيل على منطقة صحنايا قرب دمشق أثناء اشتباكات بين مسلحين مرتبطين بالسلطات وآخرين من الدروز في بلدة صحنايا، بحسب ما أفاد مسؤول محلي اليوم الأربعاء.

ووفقا لوكالة الصحافة الفرنسية، قال محافظ ريف دمشق عامر الشيخ خلال مؤتمر صحافي «قام طيران الاحتلال الإسرائيلي خلال هذه العملية... باستهداف إحدى دوريات الأمن مما أدى لمقتل أحد عناصر الدورية وأحد أهالي بلدة أشرفية صحنايا» وجرح آخرين.

وأفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) في وقت سابق اليوم، نقلا عن مدير الأمن في ريف دمشق بانتهاء العملية الأمنية في منطقة أشرفية صحنايا بعد أحداث عنف أسفرت عن سقوط قتلى.

ونقل «تلفزيون سوريا» عن مصدر عسكري قوله إن قوات الجيش السوري والأمن العام تسيطر على كامل منطقة أشرفية صحنايا في ريف دمشق، مضيفاً أن قوات الأمن العام اعتقلت عددا من «المسلحين الخارجين عن القانون» في صحنايا لتقديمهم إلى المحاكمة.

وذكرت وسائل إعلام سورية أنه جرى التوصل إلى اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار في جرمانا وصحنايا «وتحديد خطوات عملية لتحقيق التهدئة في المنطقتين».

وفي وقت سابق وصل وفد من مشايخ محافظة السويداء وزعماء من الطائفة الدرزية إلى صحنايا في محاولة لاحتواء التوتر.

واندلعت أعمال عنف طائفية في منطقة جرمانا ذات الأغلبية الدرزية بالقرب من دمشق أمس الثلاثاء بين مسلحين دروز ومسلمين سنة أسفرت عن مقتل 12، بحسب وسائل إعلام سورية.

وامتد العنف إلى صحنايا ذات الأغلبية الدرزية أيضا، وذكرت وسائل إعلام سورية أن 16 لقوا حتفهم اليوم الأربعاء بعد هجوم مسلح استهدف مقرا للأمن العام. وأفاد «تلفزيون سوريا» في وقت لاحق بمقتل اثنين من أفراد الأمن العام برصاص «مجموعات خارجة عن القانون» قرب طريق سريع يربط بين السويداء ودرعا في جنوب البلاد.

وقالت وزارة الداخلية السورية إن العنف اندلع بعد تداول تسجيل صوتي يتضمن إساءة للنبي محمد، مشيراً إلى أنها تحقق في مصدره.

وأكدت سوريا التزامها بحماية الأقليات، بما في ذلك الطائفة الدرزية.

وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان إنها ترفض بشكل قاطع جميع أشكال التدخل الخارجي «وتعتبر الدعوات التي أطلقتها جماعات خارجة عن القانون، شاركت في أعمال عنف على الأراضي السورية، للمطالبة بما يسمى 'حماية دولية'، دعوات غير شرعية ومرفوضة بشكل كامل».

وأضافت «تؤكد الجمهورية السورية التزامها الراسخ بحماية جميع مكونات الشعب السوري دون استثناء، بما في ذلك أبناء الطائفة الدرزية، التي كانت ولا زالت جزءا أصيلا من النسيج الوطني السوري».