ليبرمان قبل أسبوعين من الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية: نتنياهو انتهى

غانتس يرفض التناوب معه على رئاسة الحكومة

لافتة للانتخابات الاسرائيلية تضم غانتس ونتنياهو في مطبعة بتل أبيب (إ ب)
لافتة للانتخابات الاسرائيلية تضم غانتس ونتنياهو في مطبعة بتل أبيب (إ ب)
TT

ليبرمان قبل أسبوعين من الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية: نتنياهو انتهى

لافتة للانتخابات الاسرائيلية تضم غانتس ونتنياهو في مطبعة بتل أبيب (إ ب)
لافتة للانتخابات الاسرائيلية تضم غانتس ونتنياهو في مطبعة بتل أبيب (إ ب)

في تصريحين متتاليين، أعلن كل من رئيس حزب الجنرالات «كحول لفان»، بيني غانتس، ورئيس حزب اليهود الروس، «يسرائيل بيتنو»، أفيغدور ليبرمان، أن الأزمة السياسية في إسرائيل لن تحل إلا إذا تنحى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، عن منصبه وتفضيلهما أن يتنحى عن قيادة حزب الليكود ويعتزل السياسة. فقال ليبرمان إن «عهد نتنياهو قد انتهى»، وقال غانتس إنه لن يقبل بالتناوب مع نتنياهو على رئاسة الحكومة القادمة.
وكان غانتس وليبرمان يتحدثان في ضوء نتائج استطلاعات الرأي التي أشارت إلى أن نتائج الانتخابات القادمة، التي ستجرى بعد أسبوعين تماما، لن تكون مختلفة بشكل جوهري عن نتائج الانتخابات الأخيرة التي جرت في سبتمبر (أيلول) الماضي، وأن هناك خطرا حقيقيا بأن يفشل نتنياهو وغانتس في تشكيل حكومة لمرة ثالثة في غضون سنة، لتقاد إسرائيل لانتخابات رابعة في سبتمبر القادم. ومع أن غانتس وليبرمان تبادلا الانتقادات، فهاجم كل منهما الآخر بكلمات حادة، فقد اتخذا موقفا مشابها من نتنياهو، ورد عليهما حزب الليكود باتهامهما بـ«التلاعب بالكلمات للتستر على حقيقة أنهما ينويان إقامة حكومة يسار تستند إلى «القائمة المشتركة» للأحزاب العربية». لكن ليبرمان وغانتس، كل من جهته، نفى هذا الاحتمال وأكدا أنه «لا مكان للقائمة المشتركة في الائتلاف الحكومي الذي سيسعيان لتشكيله».
وكان ليبرمان، يتحدث مساء الأول من أمس، خلال فعاليات برنامج «السبت الثقافي»، التي أقيمت في مدينة شوهم، فقال: «نحن في نهاية عهد نتنياهو. آمل حقا أن يقوم بعمل جيد لنا جميعا ويتنحى. فإذا تنحى واعتزل السياسة، فسيكون من السهل للغاية تشكيل ائتلاف حكومي قومي كما تحتاج إسرائيل في هذه الظروف العصيبة». وأضاف: «أنا لا أفهم العلاقة بين نتنياهو واليمين، نتنياهو جلس مع ياسر عرفات ووقع اتفاق الخليل وصوت لفك الارتباط مع غزة. وحتى يومنا هذا ما زال نتنياهو يلعب ضد أفكار اليمين. فهو الشخص الذي منع حزب «يسرائيل بيتنو»، من تقديم مشروع قانون فرض السيادة وضم منطقة الأغوار».
وأضاف ليبرمان أن «نتنياهو استسلم للأحزاب الدينية، ونقل العدوى في الولاء لهم إلى غانتس أيضا، وهذا في الوقت الذي كان فيه حزبنا «يسرائيل بيتنو» يواصل معركة التحرر من سطوة المتدينين. فمن يريد إسرائيل دولة ديمقراطية علمانية عليه أن يقوي حزبنا». وهاجم ليبرمان بشدة زعيم «كحول لفان»، بيني غانتس، ووصفه بأنه «ضعيف ومرتبك وكذاب»، وقال إنه «فضلا عن زحفه خنوعا أمام المتدينين، لم يوضح بعد بشكل قاطع إن كان يؤيد تطبيق السيادة الإسرائيلية على غور الأردن أم لا».
وأما غانتس، فقال في تصريحات للقنوات التلفزيونية العبرية، إن «نتنياهو أنهى وظيفته التاريخية، لن تشكل حكومة لليكود يرأسها نتنياهو، وفقط من دون نتنياهو، سيكون بالإمكان تشكيل حكومة وحدة وطنية».
من جهته، قال غانتس إن نتنياهو ليس صادقا في تأييد خطة السلام الأميركية المعروفة بـ«صفقة القرن»، وأضاف: «نتنياهو يريد استغلالها وتحويلها إلى مسرحية، القيام بخطوات أحادية الجانب وفرض السيادة يشكل خطرا ويزعزع الاستقرار ويدمر الأساسات التي تقوم عليها إسرائيل. أنا ببساطة لا أؤمن بما يقوله نتنياهو ولا أثق بتصريحاته، أعتقد أنه يقول الأشياء فقط على المستوى السياسي الحزبي ولا يقصد تنفيذ ما يقول، وذلك خلافا لي، حيث أكدت توجهي لتنفيذ الخطة، بينما هو استغلها كمسرحية سياسية». وقال غانتس: «أنا سأعمل على تنفيذ هذه الخطة وفقا للمحاذير اللازمة لضمان نجاحها. سأعمل مع الرئيس دونالد ترمب، على تحسين وتعديل بعض البنود المشمولة في الخطة. وسأعمل على إنشاء آلية تفاهم وتعاون مع الدول العربية والفلسطينيين. مثلا في مسألة ضم غور الأردن لإسرائيل. أنا أريد ذلك جدا. ولا أرى هذه المنطقة إلا وهي جزء لا يتجزأ من دولة إسرائيل، ولكن هذا يجب أن يتم جنبا إلى جنب مع الحرص على العلاقات المشتركة مع الأردن. أريد الحفاظ على السلام مع الأردن وليس تدميره؟».
وقال غانتس إن الكثيرين ينسون ما هو وضع نتنياهو اليوم. ويتعاملون معه كما لو أنه رئيس حكومة سابق ويتجاهلون مكانته القانونية. وأضاف: «نتنياهو سيذهب إلى قفص الاتهام في المحكمة. تخيل أنه بينما يستعد للمحاكمة مع مجموعة من المحامين بشأن قضايا شخصية، سيجتمع مع رئيس الأركان لإجراء مناقشة عاجلة بشأن قضايا أمنية». ولذلك أستبعد أي إمكانية للتناوب معه على رئاسة الحكومة.
وردّ غانتس على اتهامه باليسارية مرة وبالرضوخ للأحزاب الدينية مرة، فقال إن القائمة المشتركة لن تكون ولا بأي حال من الأحوال شريكة في الائتلاف الحكومي الذي سيشكله في المستقبل، وإنه لم يرضخ للأحزاب الدينية، ورفض إمكانية إشراكها في الائتلاف الحكومي، مضيفا: «لدي تقدير خاص لتقاليد الأحزاب الدينية وهي جزء لا يتجزأ من المجتمع الإسرائيلي، أريد أن أستمع إلى جميع احتياجات الجمهور الإسرائيلي حتى عندما لا ينتخبني».
ورد رئيس «القائمة المشتركة»، النائب أيمن عودة، على ذلك، بقوله، إن «غانتس يجعل الأحزاب العربية تتردد حتى في التوصية عليه رئيسا مكلفا بتشكيل الحكومة». وأضاف: «عليه أن يعرف أنه من دون دعمنا لن يستطيع أن يصبح رئيسا للحكومة».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».