قمة لبنانية ـ يونانية ـ قبرصية لبحث قضايا النفط والسياحة

اتصالات تحضر لعقدها في نيقوسيا خلال مارس الحالي

TT

قمة لبنانية ـ يونانية ـ قبرصية لبحث قضايا النفط والسياحة

يجرى التحضير لعقد قمة لبنانية - قبرصية - يونانية في نيقوسيا، خلال مارس (آذار) المقبل، بعدما أرجئت من يونيو (حزيران) العام الماضي، بسبب ظروف سياسية طرأت في اليونان وحالت دون انعقادها.
وأفادت مصادر دبلوماسية لبنانية «الشرق الأوسط» أن اتصالات يقودها وزراء خارجية الدول الثلاث بزيارات يتبادلونها لمراجعة القضايا التي ستشكّل حجر الزاوية في التنسيق بين بيروت ونيقوسيا وأثينا في مجالات النفط والسياحة والأمن. وتندرج في إطار هذه الاتصالات، زيارة سيقوم بها إلى بيروت بعد غد (الأربعاء)، وزير خارجية اليونان نيكوس دندياس حيث سيلتقي نظيره ناصيف حتّي، إضافة إلى مسؤولين آخرين لمراجعة ما قطعته مشروعات الاتفاقات الجاري إعدادها، والموعد النهائي لانعقاد هذه القمة في نيقوسيا، في يوم يتعارض مع انعقاد القمة العربية الدورية التي ستعقد نهاية الشهر نفسه. مع العلم أنه سبق لنظيره القبرصي نيكوس كريستودوليدس أن زار بيروت للغاية نفسها في 11 من الشهر الحالي.
ولفتت المصادر إلى أن عناوين هذه القمة التي كانت من الأصل باقتراح لبناني، ترمي إلى التعاون في مجالات السياحة والتجارة والثقافة، وإلى تثبيت الأمان للنموذج الديمقراطي.
وكانت خلال الأسابيع الماضية عقدت اجتماعات عدة لوزراء الخارجية والاقتصاد والسياحة لترجمة القضايا المطروحة، وأثار لبنان خلالها، بقوة قضية النزوح السوري، التي حملت الخزينة اللبنانية نحو 25 مليار دولار، إضافة إلى الانعكاسات السلبية في ميادين الصحة والبيئة والاكتظاظ السكاني ومنافسة العمالة السورية لمثيلتها اللبنانية. واقترح وزير الخارجية القبرصي أن ينشئ لبنان أمانة عامة لتنسيق التعاون في هذه المجالات، إضافة إلى موارد جديدة، مع التنقيب عن حقول للنفط والغاز في المنطقة الاقتصادية الخالصة، وأن تستضيف نيقوسيا القمة الأولى. تجدر الإشارة إلى أنه تم التوقيع على تطوير التعاون في مجال السياحة فيما سمي «الطريق الفينيقي».
وأشارت التقارير التي وضعت عن اجتماعات بيروت الوزارية إلى أن هناك تفهماً قبرصياً ويونانياً لما يعانيه لبنان من أزمة النازحين السوريين والسعي لدى الاتحاد الأوروبي لتوفير أقصى المساعدات المادية من أجل تأمين العودة للنازحين إلى ديارهم. كما تضمنت التقارير أن الخلل في الميزان التجاري بين كل من لبنان وقبرص واليونان يجب أن يصار إلى تسويته.
وختمت المصادر الدبلوماسية في وزارة الخارجية اللبنانية، أن تثبيت موعد القمة هو موضع تشاور بين العواصم الثلاث، لأن لبنان مضطر أن يشارك في القمة العربية الدورية التي ستعقد نهاية شهر مارس المقبل بحيث يجب أن يكون هناك فاصل زمني بين موعدي القمتين.



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).