السبسي يؤكد تمسكه بالترشح للانتخابات الرئاسية وينفي اتهام حزبه بـ«التغول»

«النهضة» تؤكد ألا فيتو لها على أي مرشح بمن في ذلك زعيم «نداء تونس».. ورئيس الجمهورية المنتخب هو الذي سيتولى تكليف رئيس الوزراء الجديد

الباجي قائد السبسي زعيم حزب نداء تونس في أول كلمة له بعد فوز حزبه بالمركز الاول في الانتخابات التشريعية في تونس أواخر الشهر الماضي (إ.ب.أ)
الباجي قائد السبسي زعيم حزب نداء تونس في أول كلمة له بعد فوز حزبه بالمركز الاول في الانتخابات التشريعية في تونس أواخر الشهر الماضي (إ.ب.أ)
TT

السبسي يؤكد تمسكه بالترشح للانتخابات الرئاسية وينفي اتهام حزبه بـ«التغول»

الباجي قائد السبسي زعيم حزب نداء تونس في أول كلمة له بعد فوز حزبه بالمركز الاول في الانتخابات التشريعية في تونس أواخر الشهر الماضي (إ.ب.أ)
الباجي قائد السبسي زعيم حزب نداء تونس في أول كلمة له بعد فوز حزبه بالمركز الاول في الانتخابات التشريعية في تونس أواخر الشهر الماضي (إ.ب.أ)

أكد الباجي قائد السبسي زعيم حزب نداء تونس الفائز في الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد الماضي في تونس، والمرشح للانتخابات الرئاسية التي ستجري دورتها الأولى يوم 23 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي أنه «متمسك بترشحه لهذه الانتخابات» وأنه «لن يسحب ترشحه ولا يطلب من أي من المرشحين الآخرين أن يسحبوا ترشحهم». وعلق السبسي في الحديث الذي أدلى به لقناة «نسمة» التلفزيونية التونسية مساء أول من أمس الجمعة على مبادرة الدكتور مصطفى بن جعفر المترشح لرئاسة الجمهورية والداعية إلى التوافق حول مرشح واحد للرئاسة، من بين ما سماه بـ«العائلة الديمقراطية الاجتماعية» بقوله: «أعرف الدكتور بن جعفر جيدا والكلام الذي قاله ليس كلامه، وأنا أسامحه على كل ما قاله ضدي وأتفهم الظرف الذي قال فيه ذلك الكلام» مضيقا قوله.. «المستقبل في حاجة للجميع بن جعفر والمرزوقي والحامدي وغيرهم.. وأنا شخصيا لن أتخلى عن أي طرف.. والرئيس سيختاره الشعب».
أما بخصوص المخاوف من تغول حزب نداء تونس في حالة فوزه بالانتخابات الرئاسية بعد فوز الحزب بالتشريعية أكد السبسي «مسألة التغول أطلقت لغاية في نفس يعقوب.. الشعب أعطانا الأولوية وليس الأغلبية ونحن فهمنا الدرس الذي قدمه شعبنا الحكيم.. وهناك من يلينا في المركز الثاني بنسبة لا بأس بها«.
أما عن علاقته بـ«النهضة» وبرئيسها راشد الغنوشي فقال السبسي إن «النهضة منافس سياسي وليست خصما أو عدوا»، مؤكدا أن راشد الغنوشي قام بتهنئته بفوز نداء تونس بالمرتبة الأولى في الانتخابات معتبرا الأمر مشهدا حضاريا. ومضيفا «علاقتي بالغنوشي تقوم على الاحترام ولن نتجاهل النهضة».
وأبرز زعيم حزب نداء تونس أنه «لن يكون رئيسا للحكومة القادمة بما أنه مترشح للانتخابات الرئاسية». داعيا الحكومة الجديدة «إلى التشاور مع جميع الأطراف وعدم تجاهل أي طرف سياسي حتى وإن لم يكن في الحكومة».
من جانبها أصدرت حركة النهضة أمس بلاغا أكدت فيه أنها «لم تحسم بعد اختيارها لأي من المرشحين، كما أنها ليس لها فيتو على أي منهم، وأن الأمر سيقع الحسم فيه خلال الأيام القادمة ابتداء من الدورة القادمة لمجلس الشورى». التي انطلقت أشغالها أمس.
واعتبرت الحركة في هذا البلاغ أن بعض وسائل الإعلام قامت «بتأويل تصريح» نسب لعماد الحمامي القيادي بالحركة على هامش جلسة الحوار الوطني المنعقدة الجمعة الماضي مفاده «أن الحركة متجهة في عدم التصويت لفائدة السيد الباجي قائد السبسي المرشح للانتخابات الرئاسية القادمة» وهو ما نفته الحركة حسب نص البلاغ.
وتأتي تصريحات السبسي بعد بروز مخاوف على الساحة السياسية التونسية بمخاطر استفراد حزب نداء تونس بكامل السلطات في صورة فوز الباجي قائد السبسي بالرئاسة. حيث سيكون بإمكان حزبه أو التحالف الذي سيكونه الاضطلاع بمهام رئاسة مجلس نواب الشعب (البرلمان التونسي) ورئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة.
وأكد قياديون في نداء تونس أن «البلد بحاجة للانسجام بين مختلف مكونات السلطة وهو ما يخدم الاستقرار السياسي وبما من شأنه أن يمكن الحكام الجدد من تطبيق برنامجهم» وأنه «أصبح لتونس دستور ومؤسسات رقابية تمنع أي نزعة استبدادية».
ويرى الكثير من المتابعين للساحة السياسية أن «الحزب سيعمل على استثمار فوزه بالانتخابات التشريعية لمحاولة إيصال زعيمه الباجي قائد السبسي إلى قصر قرطاج الرئاسي»، وأنه «لن يبحث عن التوصل إلى اتفاقات بشأن تشكيل الحكومة فقط بل على حزمة متكاملة من الاتفاقات من ضمنها قضية رئاسة الجمهورية». وبعبارات أوضح يرى بعض المراقبين أن «حزب نداء تونس يربط التحالف مع أطراف سياسية أخرى حول تشكيل الحكومة بدعم مرشحه في الانتخابات الرئاسية، سواء في الدورة الأولى إن لم يكن لها مرشح أو في الدورة الثانية».
وكانت الأحزاب المشاركة في الحوار الوطني الذي ترعاه 4 منظمات مدنية هي نقابة العمال واتحاد الأعراف وهيئة المحامين ومنظمة الدفاع عن حقوق الإنسان حسمت خلال جلسة عقدت أول من أمس الجمعة بالعاصمة التونسية قضية تعيين رئيس الحكومة الجديد، واتفقت على أن يتولى هذه المهمة الرئيس المنتخب لا الرئيس الحالي، وذلك بعد أن اختلفت التأويلات والقراءات حول هذه القضية حيث اعتبر الأستاذ الجامعي المختص في القانون الدستوري أمين محفوظ أن «الرئيس الفائز في الانتخابات الرئاسية المقبلة هو المؤهل لتكليف رئيس الحكومة الجديد بتشكيل الحكومة»، في حين أكد الحبيب خضر القيادي في حركة النهضة والمقرر العام للدستور الجديد لتونس أن «عدم تعيين الرئيس الحالي لمن سيشكل الحكومة هو خرق للدستور».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.