مطالب بتنسيق عالمي لتخفيف أثر الوباء على الاقتصاد

مطالب بتنسيق عالمي لتخفيف أثر الوباء على الاقتصاد
TT

مطالب بتنسيق عالمي لتخفيف أثر الوباء على الاقتصاد

مطالب بتنسيق عالمي لتخفيف أثر الوباء على الاقتصاد

في الوقت الذي قال فيه خبراء في الاقتصاد، استطلعت «رويترز» آراءهم، إن التباطؤ الاقتصادي بالصين سيكون قصير المدى، إذا تم احتواء الفيروس، لكنهم توقعوا أن تسجل في هذا الربع أقل معدل نمو منذ الأزمة المالية العالمية، طالب صندوق النقد الدولي بتنسيق عالمي لتخفيف أثر تداعيات «كورونا».
تأتي هذه المطالبات، بينما قال أكبر اتحاد لصناعة السيارات في الصين، أول من أمس (الجمعة)، إنه من المرجح أن تشهد سوق السيارات بالبلاد، وهي الكبرى في العالم، تراجعاً في المبيعات بأكثر من 10% في النصف الأول من العام بسبب وباء الفيروس التاجي.
وقالت كريستالينا جورجيفا، مديرة صندوق النقد الدولي، إن الصندوق يأمل أن تتفق الحكومات والبنوك المركزية على إجراءات في مواجهة تفشي الفيروس التاجي فور اتضاح عواقبه الاقتصادية. وقالت جورجيفا، متحدثةً خلال مؤتمر ميونيخ للأمن يوم الجمعة، إن الأسابيع القليلة القادمة ستكون حاسمة لتكوين صورة «شاملة» عن تداعيات الفيروس في الصين والعالم.
وأبلغت الحاضرين: «عندها يمكننا الاتفاق على إجراءات متزامنة، أو بالأحرى، منسَّقة لحماية الاقتصاد العالمي من صدمة أشد... هل نستطيع؟ أجل. هل سنفعل؟ في الحقيقة أعتقد أننا سنفعل».
ويكافح اقتصاد الصين لمواصلة النشاط بعد عطلة السنة القمرية الجديدة، التي تقرر تمديدها لعشرة أيام من أجل احتواء تفشي الفيروس التنفسي الجديد شديد العدوى.
وحذرت جورجيفا من محاولة التنبؤ بدقة حالياً، نظراً إلى نقص المعلومات. وقالت إن الخبراء الذين يتكهنون بالتداعيات الاقتصادية إنما يخاطرون. وأوضحت أن مبعث قلقها الرئيسي هو احتواءٌ للوباء يُفضي إلى تعافٍ اقتصادي لكن يعقبه تفشٍّ آخر للفيروس. وقالت: «نفحص البيانات بعناية بالغة... ينبغي أن نفعل مثل عاملي فرق الاستجابة السريعة: نبتهل من أجل الأفضل ونستعد للأسوأ».
وقال مسؤولان محليان في فيتنام إن السلطات فرضت حجراً صحياً لمدة عشرين يوماً على منطقة سون لوي الريفية قرب العاصمة هانوي، حيث رُصدت 11 من 16 حالة إصابة بالبلاد.
وأضر الفيروس بشدة صناعة ركوب السفن السياحية العالمية التي تقدر بنحو 46 مليار دولار. وسجلت سفينة سياحية تخضع لحجر صحي في ميناء ياباني أكبر عدد للإصابات بالفيروس خارج الصين بلغ 218 حالة.
وأعلنت شركة صناعة السيارات الإيطالية الأميركية «فيات كرايسلر أوتوموبيلز»، اعتزامها وقف العمل في مصنع تجميع سيارتها في دولة صربيا بسبب توقف إمدادات مكونات السيارات القادمة من الصين، نتيجة استمرار أزمة تفشي فيروس «كورونا» المتحور الجديد (كوفيد - 19) في الصين والذي أدى إلى وقف الإنتاج في العديد من المصانع المختلفة بالصين.
وأشارت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، إلى أن هذا التوقف سيكون أول وقف لمصنع سيارات في أوروبا بسبب مشكلات متعلقة بالفيروس الذي أدى إلى أكثر من 1380 حالة وفاة وأكثر من 63 ألف مريض. وكان عدد كبير من شركات صناعة السيارات العالمية قد أوقفت تشغيل مصانعها في الصين بسبب الأزمة.
وقال متحدث باسم «فيات كرايسلر» إن الشركة ستعيد ترتيب جدول العمل في مصنعها في صربيا، مضيفاً أن الشركة تحاول توفير مصادر بديلة للمكونات المستوردة من الصين حتى تتمكن من استئناف تشغيل المصنع في وقت لاحق من الشهر الحالي.
كانت مصادر مطلعة قد قالت في وقت سابق إن مصنع صربيا ينتج السيارة «فيات 500 إل». وقد توقف الإنتاج في المصنع بسبب عدم توافر مخزون من أنظمة الصوت والمكونات الإلكترونية الأخرى التي يتم استيرادها من الصين.
وقد وصل إنتاج المصنع في العام الماضي إلى نحو 40 ألف سيارة وهو ما يعادل نحو ربع إجمالي الطاقة الإنتاجية للمصنع، حسب تقارير إعلامية صربية. وقال فو بينغ فنغ، نائب الرئيس التنفيذي لاتحاد مصنّعي السيارات في الصين، لـ«رويترز» في مقابلة مكتوبة: «نتوقع أن تنخفض مبيعات السيارات أكثر من 10% في النصف الأول من العام ونحو 5% للعام بأكمله إذا جرى احتواء الوباء على نحو فعّال قبل أبريل (نيسان)».
وأحدث توقعات الاتحاد أشد تشاؤماً من توقعات أولية صدرت الشهر الماضي وكانت لتراجع 2% في المبيعات هذا العام.
الصين سوق رئيسية لشتى مصنعي السيارات العالميين من «فولكسفاغن» إلى «جنرال موتورز»، إلى جانب المصنّعين المحليين مثل «جيلي» و«سايك موتور». وتكثف «تسلا» أيضاً الإنتاج من مصنعها في شنغهاي الذي تكلف ملياري دولار.
ويقول مسؤولون تنفيذيون بقطاع السيارات، إن الفيروس، الذي راح ضحيته أكثر من 1380 شخصاً وأصاب قرابة 64 ألفاً في البر الرئيسي للصين، يكبّد القطاع خسائر ثقيلة، إذ يُضعف طلب المشترين ويعطل سلاسل الإمداد لمصنعي السيارات على مستوى العالم.


مقالات ذات صلة

تراجع تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة... والصين الأكبر تضرراً

الاقتصاد امرأة على دراجتها الهوائية أمام «بورصة بكين»... (رويترز)

تراجع تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة... والصين الأكبر تضرراً

من المتوقع أن يشهد النمو العالمي تباطؤاً في عام 2025، في حين سيتجه المستثمرون الأجانب إلى تقليص حجم الأموال التي يوجهونها إلى الأسواق الناشئة.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد برج المقر الرئيس لبنك التسويات الدولية في بازل (رويترز)

بنك التسويات الدولية يحذر من تهديد الديون الحكومية للأسواق المالية

حذّر بنك التسويات الدولية من أن تهديد الزيادة المستمرة في إمدادات الديون الحكومية قد يؤدي إلى اضطرابات بالأسواق المالية

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد متداولون في كوريا الجنوبية يعملون أمام شاشات الكومبيوتر في بنك هانا في سيول (وكالة حماية البيئة)

الأسواق الآسيوية تنخفض في ظل قلق سياسي عالمي

انخفضت الأسهم في آسيا في الغالب يوم الاثنين، مع انخفاض المؤشر الرئيسي في كوريا الجنوبية بنسبة 2.3 في المائة.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ )
الاقتصاد لافتة إلكترونية وملصق يعرضان الدين القومي الأميركي الحالي للفرد بالدولار في واشنطن (رويترز)

غوتيريش يعيّن مجموعة من الخبراء لوضع حلول لأزمة الديون

عيّن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجموعة من الخبراء البارزين لإيجاد حلول لأزمة الديون المتفاقمة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الاجتماع السنوي الرابع والخمسون للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس (رويترز)

المنتدى الاقتصادي العالمي: قادة الأعمال يخشون من الركود وارتفاع التضخم

أظهر استطلاع للرأي أجراه المنتدى الاقتصادي العالمي يوم الخميس أن قادة الأعمال على مستوى العالم يشعرون بالقلق من مخاطر الركود ونقص العمالة وارتفاع التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
TT

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الخميس، اكتمال الاستحواذ على حصة تُقارب 15 في المائة في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو بالعاصمة البريطانية لندن من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين في «توبكو».

وبالتزامن، استحوذت شركة «أرديان» الاستثمارية الخاصة على قرابة 22.6 في المائة من «إف جي بي توبكو» من المساهمين ذاتهم عبر عملية استثمارية منفصلة.

من جانبه، عدّ تركي النويصر، نائب المحافظ ومدير الإدارة العامة للاستثمارات الدولية في الصندوق، مطار هيثرو «أحد الأصول المهمة في المملكة المتحدة ومطاراً عالمي المستوى»، مؤكداً ثقتهم بأهمية قطاع البنية التحتية، ودوره في تمكين التحول نحو الحياد الصفري.

وأكد النويصر تطلعهم إلى دعم إدارة «هيثرو»، الذي يُعدّ بوابة عالمية متميزة، في جهودها لتعزيز النمو المستدام للمطار، والحفاظ على مكانته الرائدة بين مراكز النقل الجوي الدولية.

ويتماشى استثمار «السيادي» السعودي في المطار مع استراتيجيته لتمكين القطاعات والشركات المهمة عبر الشراكة الطويلة المدى، ضمن محفظة الصندوق من الاستثمارات الدولية.