يقول غاريث أينوورث، إنه أكثر شخص يعشق قصص الخيال والأساطير، لكن فيما يخص نادي ويكومب واندررز، الذي يشارك في دوري الدرجة الثانية الإنجليزية، فقد شدد المدرب على أنه لا تزال هناك مساحة لمزيد من قصص النجاح الرائعة لتحقيقها معه، وذلك رغم إقراره بأنه تبقى للمال الكلمة الأولى والأخيرة في الأدوار الأعلى من أجل الترقي.
وأقر أينوورث كذلك بعشقه الشديد للسيارات وسباقاتها، واستعان بمثال من مسابقة «فورمولا 1» لتوضيح وجهة نظره، بقوله: «كنت عاشقاً لهذه المسابقة في الثمانينيات، عندما كان في الساحة نيكي لودا وألين بروست وكيكي روزبرغ وميشيل ألبوريتو، كانوا جميعاً أسماء شهيرة، وكان بمقدور أي منهم تحقيق الفوز. إلا أنه بمرور الوقت أصبح من السهل توقع نتائج هذه المسابقة، الأمر الذي خلق بداخلي فتوراً تجاهها وبدأ معدل مشاهدتي له يقل. هل تعلم لماذا تفوز شركتا (مرسيدس) و(فيراري) بجميع السباقات، لأنها تملك السيارات الأسرع، وهي الأفضل لأنها تملك القدر الأكبر من المال لاستثماره. فيما يخص كرة القدم، فإن معدل التضخم، لا أدري نسبته المئوية على وجه الدقة... لكنه تجاوز حدود المنطق».
وتبدو هذه صورة مناسبة تماماً لرجل يطلق عليه المقربون منه «وايلد ثينغ» يعود بذاكرته لأيام مسيرته الكروية داخل نادي ويمبلدون، الذي لا يزال يقود إلى اليوم سيارة «فورد موستانغ» برتقالية اللون إنتاج عام 1969. من جانبه، قال إيان هولواي، الذي ضم لاعب الجناح السابق إلى كوينز بارك رينجرز عام 2003، إن أسلوب أينوورث القوي والسريع يجسد بالفعل رياضة سباقات السيارات.
أما أينوورث، فقد وصف أسلوب لعبه على النحو التالي: «أداء رائع في الخطوط المستقيمة، ويبدو وكأن الجسم يملك محركاً قوياً للغاية، علاوة على التميز بمعدل تسارع كبير». واستطرد موضحاً أنه: «في مجال التدريب، انتقلت بعيداً عن أسلوب (الموستانغ)، وهي سيارة تسير في خطوط مستقيمة أساسية ولافتة للأنظار. اليوم، أصبحت أكثر حكمة عن أي وقت مضى، وأشعر بفخر لتطوري على هذا النحو. لقد كنت بعيداً تماماً عن هذا المستوى عندما توليت مهمة التدريب للمرة الأولى».
وداخل مكتب المدرب المغرم بموسيقى «روك آند رول» (بل والاسم الأوسط لنجله كين هو بريسلي، احتفاءً بألفيس بريسلي)، القائم بزاوية ملعب التدريب، يوجد غيتار وعدد من الألبومات الموسيقية، منها النشيد غير الرسمي للنادي. ويحمل الجدار نسخة من جدول ترتيب أندية دوري الدرجة الثانية لموسم حسب توقعات «فورفورتو» لموسم 2019 - 2020، ويحتل فيها ويكومب واندررز المركز الـ23. وعن هذا الجدول، قال أينوورث الذي يحتل فريقه اليوم المركز الرابع بالبطولة: «سيبقى معلقاً على الجدار لباقي الموسم، فعندما جرى وضعه كان لا يزال ينظر إلينا باعتبارنا فريقاً مرشحاً للهبوط، لكن أعتقد أن هناك تغييراً في وجهة النظر إزاءنا هذا الموسم. وأصبح يجري النظر إلى فريقنا على نحو مختلف بعض الشيء، الأمر الذي اعتبره مجاملة لطيفة، ويتعين على اللاعبين النظر إليه على هذا النحو».
وتزامن هذا الموسم مع الذكرى السابعة لتولي أينوورث مسؤولية تدريب ويكومب واندررز، وخلال تلك الفترة يشعر أنه نضج على نحو هائل. ومع ذلك، فإن أينوورث الذي يعتبر المدرب صاحب ثاني أطول فترة تدريب بالبلاد بعد جيم بنتلي، مدرب موركامبي، لا يزال محتفظاً بشخصيته المحبوبة، ومن السهل للغاية التعرف على السبب الذي يدفع اللاعبين وأفراد الفريق الفني لمحاولة فعل المستحيل من أجله. أيضاً، تكن الجماهير مشاعر ود عميق تجاه أينوورث، والواضح أن هذه المشاعر متبادلة.
ويصف المدرب، البالغ 46 عاماً، النادي، بأنه «أقرب إلى أسرة». جدير بالذكر أن أينوورث ورئيس النادي تريفور ستراود حضرا جنازة أحد حاملي التذاكر الموسمية للنادي الذي يعيش بجوار النادي. ورفض أينوورث عروضاً من أندية بارنزلي ونوتس كاونتي، وفي وقت قريب من نادي لينوكلن، من أجل البقاء في ملعب «آدامز بارك»، حيث يبدو أن هناك قراراً مهماً على وشك الصدور بالتصويت في نادي وينكومب واندررز، المملوك للجماهير منذ عام 2012، بمنح حصة أغلبية من الأسهم إلى روب كوهيغ، مستثمر أميركي كان قد أوشك على شراء يويفيل في مايو (أيار)، وعن هذا، قال أينوورث: «أعتقد أننا بحاجة لذلك، قد نواجه مشكلات خطيرة إذا لم يمض هذا الأمر قدماً».
جدير بالذكر، أنه خلال الشهور الماضية انضم كوهيغ إلى كيان إداري داخل النادي في إطار تجربة قبل شرائه النادي، وذلك للمعاونة في استعادة وزيادة موازنة أينوورث بعض الشيء، بعدما جرى تخفيضها بنسبة 35 في المائة، لتصبح حوالي 1.2 مليون جنيه إسترليني نهاية الموسم، عندما أنهى ويكومب واندررز الموسم في المركز الـ17. وكان من شأن هذا المال الجديد منح أينوورث، الذي مضى نحو ضم رولاندو آرونز ونامدي أوفوبور على سبيل الاستعارة من نيوكاسل يونايتد وبورنموث، مساحة لالتقاط الأنفاس.
وقال أينوورث عما كان يمكن أن يصبح عليه الوضع: «خمسة أو ستة أندية من دوري الدرجة الثانية كانت لتتمتع بموازنات أكبر، خلال 10 دقائق، راودتني هواجس عن وقوع كارثة، وربما كانت هذه اللحظة الوحيدة خلال مسيرتي بمجال التدريب التي قلت فيها لنفسي: سنتعرض للهبوط. وبالفعل، بدأت في الإذعان لهذه الفكرة، ثم سرعان ما أفقت من هذه الهواجس».
الملاحظ أن أينوورث أبلى بلاءً حسناً داخل ويكومب واندررز، لكنه يحمل بداخله طموحاً هائلاً نحو تحقيق مزيد من النجاح. وتعزز نماذج إيدي هوي وكريس وايلدر وشون دايك، الذين يتولون التدريب في بطولة الدوري الممتاز بعدما نجحوا في الصعود بأنديتهم، رغبته في ممارسة التدريب على أعلى المستويات. وقال: «هذه النماذج تكشف قوة الاستمرارية وما يمكن تحقيقه داخل أي ناد. إنهم مصدر إلهام عظيم لي، وأحمل بداخلي شعوراً كبيراً بالإعجاب والتعاطف مع أي شخص تولى مسؤولية ما لفترة طويلة، ونجح في بناء أمر متميز، لأن تلك مهمة شاقة».
من ناحية أخرى، في بعض الأحيان، يبدو التغيير بطيئاً داخل ويكومب واندررز. على سبيل المثال، العام الماضي، تمكن أينوورث أخيراً من تعزيز فريق العمل شديد الضآلة المعاون له عبر تعيين محلل بدوام كامل يدعى غوش هارت. ومع ذلك، فإن المدرب الذي استقى أسلوبه الدؤوب في العمل من رحم سنوات نشأته في نادي بلاكبرن مع شقيقه ليام في كنف أب (بيل)، وأم (كريستين)، كانا يتنقلان باستمرار من عمل لآخر، يبدو سعيداً وراضياً بالاضطلاع بأعمال صغيرة وربما شاقة مثل سد الحفر التي تسببها الأرانب داخل ملعب التدريب، أو جمع الكرات بعد التدريب. ومع أينوورث، يبدو كل ما هو أمامك حقيقي وصادق.
وأكد أينوورث على أن الأهمية الكبرى تكمن في تحقيق توازن بين الحياة والعمل. وقال: «لحظات مثل مشاهدة ابني يلعب الكرة، أو بناتي يلعبن، لا تقدر بثمن. عندما أراه وقد خاض مواجهة جيدة لاستخلاص الكرة ـ لا أعلم ممن تعلم هذا الأمر ـ أو أنقذ مرماه من هدف محتمل بصورة بارعة، ثم ينظر نحوي ـ هذه لحظات لا يمكن للأموال شراءها، ولا يجب أن يفوتها المرء».
غاريث أينوورث: اليوم أصبحت أكثر حكمة من أي وقت مضى
المدرب صاحب أطول ثاني فترة عمل على مستوى الدرجة الثانية الإنجليزية يأمل الترقي بنادي ويكومب إلى الممتاز
غاريث أينوورث: اليوم أصبحت أكثر حكمة من أي وقت مضى
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة