متحف النسيج المصري يحتفل بعيده العاشر

موقعه في قلب القاهرة الفاطمية جعله منفتحاً على الجمهور

بعض الزوار في إحدى قاعات المتحف ({الشرق الأوسط})
بعض الزوار في إحدى قاعات المتحف ({الشرق الأوسط})
TT

متحف النسيج المصري يحتفل بعيده العاشر

بعض الزوار في إحدى قاعات المتحف ({الشرق الأوسط})
بعض الزوار في إحدى قاعات المتحف ({الشرق الأوسط})

رغم حداثة نشأته مقارنة بمتاحف مصرية أخرى يعود تاريخ إنشائها إلى أكثر من مائة عام، تحول متحف النسيج المصري خلال سنوات قليلة إلى وجهة فنية وثقافية للزائرين المصريين والأجانب، وحظي بشهرة واسعة استمد بعضها من اندماجه في محيطه الأثري والتراثي بحكم موقعه الفريد في قلب القاهرة الفاطمية، وأبرزت احتفالية المتحف بشارع المعز بذكرى مرور 10 سنوات على تأسيسه المكانة التراثية التي يتمتع بها المتحف باعتباره الأول من نوعه في الشرق الأوسط.
وشهدت الاحتفالية التي نظمها المتحف مساء أول من أمس «الخميس» فقرات متنوعة تربط التاريخ والفنون التراثية مع فنون الحاضر وواقعه، بينها محاضرة علمية تناولت تاريخ المتحف وقصة تحويل المبنى من «سبيل» محمد علي إلى متحف النسيج المصري، إضافة إلى عرض فيلم وثائقي عن المتحف والقطع المعروضة به وأنشطته الثقافية والتربوية المختلفة منذ إنشائه، وكذلك ورشة لفن الخط العربي تحت عنوان «تقليدية وحروف أم تجديد وإبداع؟»، وتم خلال الاحتفالية تدشين الموقع الإلكتروني الخاص بالمتحف على موقع وزارة السياحة والآثار.
كما تضمنت الاحتفالية عرضا لفرقة التنورة التابعة لوزارة الثقافة، تضمن فقرات فنية تراثية شهدت إقبالاً جماهيرياً لافتاً، وأقيم على هامش الاحتفالية معرض فني تحت عنوان «الفن للجميع» شارك فيه 25 فناناً من طلاب كليات الفنون الجميلة بينهم 5 فنانين من ذوي الاحتياجات الخاصة، وضم المعرض أعمالاً فنية تنوعت بين الفن التشكيلي والنحت والتصوير الفوتوغرافي.
اُفتتح المتحف في 13 فبراير (شباط) 2010 في بناية تاريخية شهيرة هي «سبيل» محمد علي بشارع المُعز.
ويتكون من طابقين يضمان 11 قاعة، تعرض القطع النسيجية الأكثر ندرة تاريخياً، بداية من العصر المصري القديم مروراً بالعصر الروماني واليوناني، والفن القبطي، وتطور صناعة النسيج في العصور الإسلامية بدءا من العصر الأموي ثم العباسي مروراً بالعصر الطولوني والفاطمي والأيوبي والمملوكي والعثماني، ثم عصر الدولة الحديثة التي بدأت بحكم أسرة محمد علي.
ووفقاً للدكتور أشرف أبو اليزيد مدير عام المتحف، يمتلك متحف النسيج ثروة كبيرة تصل إلى أكثر من 1000 قطعة من المنسوجات النادرة التي تؤرخ لتاريخ النسيج في عصور مختلفة تبدأ من العصر الفرعوني إلى العصر الحديث، وتم تخطيطه بطريقة بسيطة حيث تضم كل غرفة معلومات على الحوائط عن الحقبة التي تنتمي لها المنسوجات التي بداخلها وتاريخ صنعها، وقصتها التاريخية، أكثر من نصف هذه القطع ما زال محفوظاً بالمخازن ولم يعرض على الجمهور.
ويقول أبو اليزيد لـ«الشرق الأوسط» إن «الاحتفالية حاولت المزج بين التاريخ والواقع من خلال تنوع فقراتها التي تعكس فلسفة المتحف بتحويل التراث إلى فاعل مؤثر في الواقع الاجتماعي والثقافي والفني، وهو ما جعل المتحف يحقق شهرة واسعة ومكانة مميزة خلال فترة قصيرة من خلال انفتاحه على الجماهير».
ويضيف أبو اليزيد «دعونا كل المديرين السابقين بالمتحف والزملاء الذين انتقلوا للعمل في متاحف أخرى لتكريمهم في الاحتفالية، وكي يشاهدوا ثمرة الجهد الذي بذلوه خلال فترات عملهم».
وحقق المتحف مكانة بارزة بين المتاحف المصرية خلال فترة قصيرة، واستفاد من موقعه المميز بشارع المُعز في قلب القاهرة الفاطمية حيث يوجد عشرات البنايات التاريخية التي تبعث بالمنطقة عبقاً تاريخياً نادراً، وانفتح المتحف على محيطه التراثي والاجتماعي من خلال أنشطته الفنية والثقافية المتنوعة التي يقيم بعضها في الشارع بالهواء الطلق، مما جعله مقصداً متميزاً للزائرين المصريين والأجانب، وكأنه أثر وتأثر بمحيطه التراثي والاجتماعي والعبق التاريخي للمنطقة.
ويُعد شارع المُعز واحدا من أشهر المناطق الأثرية المصرية، مما جعله أكبر المتاحف المفتوحة للفن الإسلامي، إذ يضم عدداً كبيراً من البنايات الأثرية الفريدة التي تحول بعضها إلى مراكز للإبداع الفني والثقافي، منها بيت السحيمي ومجموعة السلطان قلاوون التي تضم مسجدا ومدرسة وقبة على الطراز الإسلامي المملوكي.
فاطمة إسماعيل مسؤول العلاقات العامة والإعلام بالمتحف تقول لـ«الشرق الأوسط» إن «المكانة البارزة التي احتلها المتحف خلال فترة قصيرة تعود إلى مجموعة من العوامل، منها موقع المتحف وسط منطقة تاريخية متميزة، والتخصص النادر في النسيج، فهو متحف نوعي يمتلك قطعاً نادرة تشكل عامل جذب مختلف للزوار».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.