تفكيك «خلية إخوانية» خططت لتفجيرات في الخرطوم

السودان يوقع اتفاقاً مع أسر ضحايا عملية استهداف المدمرة الأميركية «كول»

تفكيك «خلية إخوانية» خططت لتفجيرات في الخرطوم
TT

تفكيك «خلية إخوانية» خططت لتفجيرات في الخرطوم

تفكيك «خلية إخوانية» خططت لتفجيرات في الخرطوم

كشفت السلطات السودانية، أمس، تفاصيل جديدة عن «خلية إرهابية كانت تخطط لتنفيذ تفجيرات في الخرطوم»، وقيّدت دعوى جنائية بالإرهاب وحيازة الأسلحة والذخائر، في مواجهة أحد أفرادها، وأصدرت أوامر قبض على بقية أعضاء الخلية.
وقالت النيابة العامة، في بيان صحافي، إن المتهم الذي ألقت القوات الأمنية القبض عليه الثلاثاء الماضي، اعترف بانتمائه إلى شبكة إرهابية تتبع جماعة «الإخوان المسلمين» المصرية.
وأضافت أن المتهم أكد أن الخلية أرسلت إلى السودان لتنفيذ عمليات تفجيرات في مدن العاصمة. وذكرت أن المتهم أقر بتلقيه تدريبات على صناعة وتركيب المتفجرات، وإرساله وبقية أعضاء الشبكة للسودان عن طريق التهريب بجوازات سفر سورية مزورة.
وكشف المتهم عن وصول الخلية إلى السودان قبل 6 أشهر، وكانت تعقد اجتماعات متنقلة في مدن الخرطوم الثلاث. وأعلنت المباحث الجنائية أنها حرزت المعروضات لإخضاعها لمزيد من الفحص والتصنيف بواسطة فرق متخصصة لكشف أبعاد العملية الإجرامية.
وكانت السلطات السودانية ضبطت الثلاثاء الماضي، خلية إرهابية مكونة من سودانيين وأجانب، بحوزتهم مواد كيميائية وأدوات تستعمل في صناعة المتفجرات.
من جهة ثانية، قالت وزارة العدل إن السودان وافق على دفع تعويضات لأسر البحارة الذين قتلوا في هجوم نفذه تنظيم «القاعدة» على المدمرة الأميركية «يو إس إس كول» قبل 20 عاماً، وذلك في إطار جهوده لرفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وأشارت إلى أن اتفاق التسوية أبرم يوم الجمعة الماضي، ولم يذكر مبلغ التعويض. لكن مصدراً تحدث إلى «رويترز» لم تذكر اسمه، أشار إلى أن السودان وافق على تسوية القضية مقابل 30 مليون دولار.
وقُتل 17 بحاراً وأصيب عشرات في الهجوم الذي وقع في 12 أكتوبر (تشرين الأول) عام 2000 عندما فجر رجلان على متن قارب صغير متفجرات، بجوار المدمرة التي كانت متوقفة للتزود بالوقود في ميناء عدن اليمني. وقال مسؤول في وزارة العدل إن السودان وافق على التسوية «بغرض استيفاء الشروط التي وضعتها الإدارة الأميركية لحذف السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب».
وقالت الوزارة، في بيان: «ترغب حكومة السودان أن تشير إلى أنه تم التأكيد صراحة في اتفاقية التسوية المبرمة على عدم مسؤولية الحكومة عن هذه الحادثة... أو أفعال إرهاب أخرى». وأشار وزير العدل نصر الدين عبد الباري إلى أن إجراءات التقاضي لا تزال مستمرة في المحاكم الأميركية.
وأضاف أن الحكومة أكدت في اتفاقية التسوية عدم مسؤوليتها عن الحادث أو أي حوادث أو أفعال إرهابية أخرى، وأنها أجرت الاتفاقية حرصاً على تسوية مزاعم الإرهاب التاريخية التي خلفها النظام المباد.
ورفع أقارب البحارة الأميركيين دعوى قضائية ضد السودان بموجب قانون الحصانة السيادية الأجنبية لعام 1976 الذي يحظر بشكل عام مقاضاة الدول الأجنبية باستثناء التي تصنفها الولايات المتحدة راعية للإرهاب مثلما هو تصنيف السودان منذ 1993.
ولم يدافع السودان عن نفسه أمام المحكمة. وفي 2014 خلص أحد قضاة المحكمة إلى أن مساعدة السودان لتنظيم «القاعدة» «أدت لمقتل» 17 أميركياً، وحكم بتعويض قيمته نحو 35 مليون دولار لأسر الضحايا، منها 14 مليوناً تعويضات تأديبية.
وحاول السودان إلغاء هذا الحكم على أساس أن الدعوى القضائية لم تقدم لوزير خارجيتها بشكل قانوني، وهو ما ينتهك شروط الإخطار بموجب القانونين الأميركي والدولي. ورفضت المحكمة الأميركية العليا الدعوى التي قدمتها أسر البحارة في العام الماضي.


مقالات ذات صلة

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

المشرق العربي وزير الدفاع التركي يشار غولر متحدثاً خلال لقاء مع ممثلي وسائل الإعلام التركية الأحد (وزارة الدفاع التركية)

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا استعدادها لتقديم الدعم العسكري للإدارة الجديدة في سوريا إذا طلبت ذلك وشددت على أن سحب قواتها من هناك يمكن أن يتم تقييمه على ضوء التطورات الجديدة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية جانب من الدمار الذي خلفه الهجوم المزدوج في ريحانلي عام 2013 (أرشيفية)

تركيا: القبض على مطلوب متورط في هجوم إرهابي وقع عام 2013

أُلقي القبض على أحد المسؤولين عن التفجير الإرهابي المزدوج، بسيارتين ملغومتين، الذي وقع في بلدة ريحانلي (الريحانية)، التابعة لولاية هطاي جنوب تركيا، عام 2013

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

تصاعدت المواجهات بين جيوش دول الساحل المدعومة من روسيا (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، والجماعات المسلحة الموالية لتنظيمَي «القاعدة» و«داعش».

الشيخ محمد (نواكشوط)
آسيا الملا عثمان جوهري في جولة بين التلال بولاية نورستان قال: «لم تكن هنا طالبان هنا عندما بدأت الحرب» (نيويورك تايمز)

الملا عثمان جوهري يستذكر العمليات ضد الأميركيين

قاد الملا عثمان جوهري واحدة من أعنف الهجمات على القوات الأميركية في أفغانستان، وهي معركة «ونت» التي باتت رمزاً للحرب ذاتها.

عزام أحمد (إسلام آباد - كابل)
أوروبا استنفار أمني ألماني في برلين (أرشيفية - متداولة)

ألمانيا: دراسة تكشف استمرار ارتباط كراهية اليهود باليمين المتطرف بشكل وثيق

انتهت نتائج دراسة في ألمانيا إلى أن كراهية اليهود لا تزال مرتبطة بشكل وثيق باليمين المتطرف.

«الشرق الأوسط» (بوتسدام )

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.