«الانفراديون»... ورقة «داعش» للبقاء والثأر للبغدادي

عبر «الطعن والدهس وإطلاق النار» في الأماكن المزدحمة

TT

«الانفراديون»... ورقة «داعش» للبقاء والثأر للبغدادي

أكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في مصر، أنه «ما بين إطلاق نار وعمليات طعن ودهس، وقعت خلال الفترة الأخيرة بشكل متتابع، يمكن القول إن العواصم الأوروبية باتت مستهدفة من قبل ما يطلق عليهم (الذئاب المنفردة أو الانفراديون) الذين تتزايد خطورتهم يوماً بعد آخر». وأرجع المرصد ذلك إلى أسباب كثيرة، لعل أبرزها «قدرتهم على التحرك بسهولة على الأرض، ودخول أماكن مكتظة بالسكان، ما يساهم في رفع حصيلة ضحايا تلك العمليات الإرهابية، وهو ما يسعى إليه تنظيم (داعش) الإرهابي»، لافتاً إلى أن «(الذئاب المنفردة) يعتبرها (داعش) الذي يلفظ أنفاسه، الورقة التي يحاول من خلالها إيصال رسالة مفادها (ما زلت موجوداً، وأستطيع تنفيذ هجمات جديدة)، إلى جانب سعيه للانتقام لمقتل زعيمه السابق أبو بكر البغدادي».
ويواجه الغرب منذ أشهر مأزقاً خطيراً، تمثل في عودة «العائدين الدواعش» من سوريا والعراق، عقب الهزائم. وقال مراقبون إن «الخطورة الكبرى التي تُسبب للغرب فزعاً ورعباً؛ العمليات المحتملة التي قد تقوم بها العناصر العائدة، باستخدام أي وسيلة متاحة مثل سكين المطبخ أو الدهس بالسيارات». وشهدت العاصمة البريطانية لندن، مطلع فبراير (شباط) الحالي، حادث طعن... كما شهد جسر لندن في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حادث طعن أيضاً.
وقال مرصد الأزهر، إنه «مع وقوع هجمات بين الحين والآخر في بريطانيا، وفي غيرها من مناطق مختلفة من العالم، أصبح المسلمون هناك في مرمى الاتهامات، إلى جانب تعرضهم للتمييز والعنصرية... والأمر هنا ليس مقصوراً على تعامل المدنيين في بريطانيا فقط؛ بل يمتد إلى كيفية تعامل السياسيين أيضاً»، لافتاً إلى أنه «من أبرز مخاطر الإرهاب تنامي ثقافة الكراهية ضد الإسلام والمسلمين، وتأثير ذلك على الأوضاع الحياتية للمسلمين في المجتمعات الأوروبية، على الرغم من دعوة الإسلام إلى التعايش مع الآخر، واحترام التعددية الدينية والثقافية، والتعاون مع وجود الاختلاف الذي هو من قبيل التنوع لا التضاد».
وأكد المرصد في دراسة له أمس، طرح مقتل البغدادي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كثيراً من التساؤلات حول مصير «داعش» وردود الأفعال المتوقعة من قبل عناصر التنظيم، ومدى تأثير ذلك في مؤشر العمليات الإرهابية التي يقوم بها؛ لكن القناعة الرئيسية لدى أغلب المسؤولين والمتخصصين في شؤون الجماعات المتطرفة، تؤكد أن «خطر (داعش) لا يزال قائماً، وهو ما تجسد قبل أيام في هجوم لندن»، موضحاً أن «(الذئاب المنفردة) الموالية لتنظيم (داعش) التي حذرنا منها مراراً وتكراراً في تقارير ودراسات، كشرت عن أنيابها في الهجوم الأخير بمنطقة ستريتهام جنوب لندن»، مضيفاً أن «(الذئاب المنفردة أو الانفراديين) تعد من أكثر آليات التنظيمات الإرهابية جنياً للضحايا بأقل تكلفة، مع قدرتهم على اختراق الأماكن بسهولة، مثلما فعل منفذ حادث منطقة ستريتهام باختياره أحد المتاجر لتنفيذ عملية الطعن».
وفي سبتمبر (أيلول) عام 2019 قتل شخص وجرح 8 آخرون في حادث طعن ببلدة فيلوربان وسط شرقي فرنسا. وفي مايو (أيار) عام 2018 وقع حادث طعن بوسط لاهاي بهولندا أدى إلى جرح 3 أشخاص. وفي يوليو (تموز) عام 2017 قتل شخص، وأصيب عدد آخر في هجوم بسكين داخل متجر في مدينة هامبورغ الألمانية.
وطالب مرصد الأزهر في ذات الصدد «بضرورة وضع خطة متكاملة من قبل المؤسسات المعنية؛ لإعادة تأهيل المسجونين في قضايا الإرهاب لتهيئتهم فكرياً ونفسياً واجتماعياً ودينياً، قبل الخروج إلى المجتمع من جديد، أي مواجهة الفكر المتطرف بآخر أكثر اعتدالاً وتسامحاً، مع تفنيد النقاط التي يستند عليها أولئك في أفكارهم المنحرفة عن النهج الصحيح».


مقالات ذات صلة

قائد «قسد» يناقش الوضع السوري والعمليات ضد «داعش» مع قائد القيادة المركزية الأميركية

المشرق العربي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي (رويترز)

قائد «قسد» يناقش الوضع السوري والعمليات ضد «داعش» مع قائد القيادة المركزية الأميركية

قال القائد العام لـ«قسد» مظلوم عبدي، الجمعة، إنه عقد اجتماعاً مهماً مع قائد القيادة المركزية الأميركية مايكل كوريلا لتقييم الوضع في سوريا والعمليات ضد «داعش».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عبدي لتوحيد الصف الكردي قبل الحوار مع الإدارة السورية

عبدي لتوحيد الصف الكردي قبل الحوار مع الإدارة السورية

عقد مظلوم عبدي، قائد «قسد»، اجتماعاً مع الزعيم الكردي مسعود بارزاني في أربيل، هو الأول من نوعه فرضته التطورات المتسارعة بسوريا.

كمال شيخو (دمشق)
أفريقيا حاكم ولاية بورنو حذر المزارعين من التعامل مع الإرهابيين (صحافة محلية)

«داعش» يحاصر 500 مزارع في نيجيريا

قالت نيجيريا إن الحرب التي يخوضها جيشها ضد مقاتلي «داعش» وجماعة «بوكو حرام»، أسفرت خلال هذا الأسبوع عن مقتل 76 مسلحاً.

الشيخ محمد (نواكشوط )
خاص معتقلون من تنظيم «داعش» في سجن الغويران بالحسكة شمال شرقي سوريا (الشرق الأوسط)

خاص «قسد» ترفض تسليم معتقلي «داعش» لدمشق بلا ضمانات أمنية

نفى قيادي من قوات «قسد» التي تسيطر على مساحات واسعة شمال شرقي سوريا، وجود اتفاق مع الإدارة السورية الجديدة على تسليمها معتقلي تنظيم «داعش».

كمال شيخو (دمشق) حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي امرأة تحمل طفلها تمر من أحد الأنفاق في دمشق ويظهر خلفها بعض الباحثين عن مأوى (أ.ب)

الشيباني يؤكد العمل على دستور شامل لسوريا ويطالب بالضغط على إسرائيل

أكد وزير الخارجية في الإدارة السورية أسعد الشيباني أنه سيتم خلال المرحلة الانتقالية وضع دستور على أساس الحوار الوطني يضمن حقوق جميع السوريين على قدم المساواة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».