«طش فش» يحييه فنانون من لبنان ودول عربية

يتضمن قصصاً من نوع الكوميكس والكرتون

جعفر الزين  -    روجيه فغالي
جعفر الزين - روجيه فغالي
TT

«طش فش» يحييه فنانون من لبنان ودول عربية

جعفر الزين  -    روجيه فغالي
جعفر الزين - روجيه فغالي

تختتم منصة «طش فش» الثقافية مساء اليوم النسخة الثامنة من معرضها الذي يحمل اسمها، وذلك في «دار النمر للفن والثقافة» في بيروت. ويتضمن المعرض الذي استمر لثلاثة أيام متتالية (من 12 لغاية 14 فبراير/شباط)، إضافة إلى رسوم كاريكاتير للفنانين اللبنانيين جعفر الزين وروجيه فغالي، إصدارات جديدة لهما وأخرى من سلسلة قصص الكوميكس والكرتون لفنانين عرب ولبنانيين.
ويتميز كتاب «طش فش» الذي يصدر بالتزامن، في نسخته الثامنة بأنه يواكب الأحداث الآنية التي تجري في لبنان، فيتناول موضوع ثورة «لبنان ينتفض» من خلال دراسة أجراها الكاتب فيديل سبيتي عنها. كما يتضمن القسم الأول من الكتاب المذكور مجموعة صور ورسوم لفنانين لبنانيين لاقت أعمالهم الفنية شهرة كبيرة منذ اندلاع الثورة في لبنان وحتى الساعة. فهم رافقوا ساحات الحراك المدني والمظاهرات وقدموها في إطار فني فذاع صيتها ليصل بلاد الغرب.
أما القسم الثاني من كتاب «طش فش» فيحتوي على قصص قصيرة (لا تتعدى الصفحات الثلاث) تم إعدادها وتنفيذها مع فنون الكوميكس. ويشارك فيها فنانون من مصر، والأردن، ولبنان، أمثال محمد صلاح، ودينا محمد، وحسان الناصرة، وإيفون دبس، وتحمل عناوين «دليل لاختيار قصة شعر مثالية»، و«أمادورا»، وغسالة أوتوماتيك»، و«الفضول المميت».
وفي فن الكاريكاتير يطل علينا في القسم الثاني من كتاب «طش فش» مواهب فنية شابة في عالم الكاريكاتير كمحمد زواوي من ليبيا، وأنطوان غانم من لبنان، وماهر رشوان من مصر، وفارس قرة بيت من سوريا، إضافة إلى كل من محمد سباغتة من فلسطين، وأحمد رحمة من الأردن. أما موضوعات هذه الرسوم فتتراوح ما بين السياسة والاستغلال والاحتلال والمدارس الفلسطينية واعتقال الأطفال، وكذلك موضوعات الأسرى والجوع، وغيرها من الأمور التي تحكي بلسان المواطن العربي أينما كان.
وتقول مديرة المعرض ومنظمة الحدث، عبير شاهين، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إن منصة (طش فش) تهتم منذ تأسيسها بالمواهب الفنية الشابة وتدعمها محلياً وعالمياً فتتيح لهم الفرص اللازمة لتتقدم وتتطور وتنتشر». وعن شروط المشاركة في هذا المعرض، توضح في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «إننا كشركة لا نبغي الربح المادي، وما يهمنا هو أن تكون هذه القصص المصورة لا تخدش الحياء وتحاكي جميع الأعمار، بحيث لا تقتصر على شريحة معينة. فنحن نتناول هذه الفنون (كوميكس وكرتون) لتناسب بموضوعاتها حالات يعيشها تخاطب قراءها. كما أننا عادة لا نهدف في إصداراتنا إلى استقطاب الأولاد من أعمار صغيرة».
ومن الإصدارات في عالم الكوميكس التي يتضمنها أيضاً «طش فش 8»، قصة لجعفر الزين بعنوان «ذي ديمون». وهو لبناني تخصص بفن التصميم الغرافيكي. ويُعرف بأعماله الواضحة والجريئة معاً عندما تتعلق بمعالجة المشاعر المدفونة والعميقة في داخل كل منّا. وفي قصته «ذي ديمون» يتخيل مستقبل لبنان كدولة بائسة مزقها الفساد والفضائح والأكاذيب.
أما الفنان اللبناني ابن مدينة عاليه روجيه فغالي فيشارك في المعرض من خلال قصته «ذهاب وإياب» ترتكز على فن الكوميكس. وهي تحكي عن الروح التي تتحرك بين الوالدين ولبنان الوطن وفرنسا البلد المتبني.
«هذه السنة وقع اختيارنا على اللبناني المعروف روجيه فغالي للمشاركة معنا؛ لأن أعماله تخرج عن المألوف، وتتناول موضوعات غريبة لا نصادفها بشكل دائم». تشرح عبير شاهين في معرض حديثها. وتتابع: «إن حبه لوطنه الأم لبنان يصوره ضمن لوحات فنية حلوة يغرق ناظرها في تفسيرها واستيعاب تفاصلها لما تحمل من خطوط فنية بامتياز». وتفتح منصة «طش فش» باب المشاركة أمام مواهب شابة قبل 5 أشهر من إقامة هذا المعرض السنوي. وبالتعاون مع لجنة مشرفة ومختصة وبينهم أساتذة في الجامعة الأميركية في بيروت، يجري اختيار أسماء الفنانين الذين يستطيعون المشاركة في هذا الحدث.



دواء جديد لاضطراب ما بعد الصدمة

اضطراب ما بعد الصدمة يصيب الأفراد بعد تعرّضهم لحدث صادم (جامعة ولاية واشنطن)
اضطراب ما بعد الصدمة يصيب الأفراد بعد تعرّضهم لحدث صادم (جامعة ولاية واشنطن)
TT

دواء جديد لاضطراب ما بعد الصدمة

اضطراب ما بعد الصدمة يصيب الأفراد بعد تعرّضهم لحدث صادم (جامعة ولاية واشنطن)
اضطراب ما بعد الصدمة يصيب الأفراد بعد تعرّضهم لحدث صادم (جامعة ولاية واشنطن)

أعلنت شركة «بيونوميكس» الأسترالية للأدوية عن نتائج واعدة لعلاجها التجريبي «BNC210»، لإظهاره تحسّناً ملحوظاً في علاج العوارض لدى المرضى المصابين باضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).

وأوضح الباحثون أنّ النتائج الأولية تشير إلى فعّالية الدواء في تقليل العوارض المرتبطة بالحالة النفسية، مثل القلق والاكتئاب، ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية «NEJM Evidence».

واضطراب ما بعد الصدمة هو حالة نفسية تصيب الأفراد بعد تعرّضهم لحدث صادم أو مروع، مثل الكوارث الطبيعية أو الحروب أو الحوادث الخطيرة. ويتميّز بظهور عوارض مثل الذكريات المزعجة للحدث، والشعور بالتهديد المستمر، والقلق الشديد، بالإضافة إلى مشاعر الاكتئاب والعزلة.

ويعاني الأشخاص المصابون صعوبةً في التكيُّف مع حياتهم اليومية بسبب التأثيرات النفسية العميقة، وقد يعانون أيضاً مشكلات في النوم والتركيز. ويتطلّب علاج اضطراب ما بعد الصدمة تدخّلات نفسية وطبّية متعدّدة تساعد المرضى على التعامل مع هذه العوارض والتعافي تدريجياً.

ووفق الدراسة، فإنّ علاج «BNC210» هو دواء تجريبي يعمل على تعديل المسارات البيولوجية لمستقبلات «الأستيل كولين» النيكوتينية، خصوصاً مستقبل «النيكوتين ألفا-7» (α7) المتورّط في الذاكرة طويلة المدى، وهو نهج جديد لعلاج هذه الحالة النفسية المعقَّدة.

وشملت التجربة 182 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 18 و75 عاماً، وكانوا جميعاً يعانون تشخيصَ اضطراب ما بعد الصدمة. وهم تلقّوا إما 900 ملغ من «BNC210» مرتين يومياً أو دواءً وهمياً لمدة 12 أسبوعاً.

وأظهرت النتائج أنّ الدواء التجريبي أسهم بشكل ملحوظ في تخفيف شدّة عوارض اضطراب ما بعد الصدمة بعد 12 أسبوعاً، مقارنةً بمجموعة الدواء الوهمي.

وكان التحسُّن ملحوظاً في العوارض الاكتئابية، بينما لم يكن له تأثير كبير في مشكلات النوم. وبدأ يظهر مبكراً، إذ لوحظت بعض الفوائد بعد 4 أسابيع فقط من بداية العلاج.

وأظهرت الدراسة أنّ 66.7 في المائة من المرضى الذين استخدموا الدواء التجريبي «BNC210» عانوا تأثيرات جانبية، مقارنةً بـ53.8 في المائة ضمن مجموعة الدواء الوهمي.

وتشمل التأثيرات الجانبية؛ الصداع، والغثيان، والإرهاق، وارتفاع مستويات الإنزيمات الكبدية. كما انسحب 21 مريضاً من مجموعة العلاج التجريبي بسبب هذه التأثيرات، مقارنةً بـ10 في مجموعة الدواء الوهمي، من دون تسجيل تأثيرات جانبية خطيرة أو وفيات بين المجموعتين.

ووفق الباحثين، خلصت الدراسة إلى أنّ دواء «BNC210» يقلّل بشكل فعال من شدّة عوارض اضطراب ما بعد الصدمة مع مؤشرات مبكرة على الفائدة.

وأضافوا أنّ هذه الدراسة تدعم الحاجة إلى إجراء تجارب أكبر لتحديد مدى فعّالية الدواء وتوسيع تطبيقه في العلاج، مع أهمية متابعة التأثيرات طويلة المدى لهذا العلاج.