بأي صفة زار حافظ بشار الأسد مدرسة في دمشق؟

خلال زيارة حافظ بشار الأسد للمدرسة
خلال زيارة حافظ بشار الأسد للمدرسة
TT

بأي صفة زار حافظ بشار الأسد مدرسة في دمشق؟

خلال زيارة حافظ بشار الأسد للمدرسة
خلال زيارة حافظ بشار الأسد للمدرسة

أثارت «زيارة مفاجئة» لحافظ الأسد مدرسة في دمشق، أسئلة عن الصفة الرسمية التي قام بها النجل الأكبر للرئيس السوري بشار الأسد، لمؤسسة حكومية في البلاد، خصوصاً أنها تضمنت لقاءات مع مسؤولين في المدرسة وعدد من التلامذة.
وقال مدير «ثانوية الباسل للمتفوقين» أحمد أحمد: «خاطبته: أستاذ حافظ، أجابني معتذراً: أنا لست أستاذاً. خاطبته سيد حافظ، أجابني: لست سيداً». وأضاف أن حافظ أبلغه: «أتمنى أن تناديني حافظ من دون ألقاب، لأنني ما زلت طالباً».

واحتفل موالون للنظام بزيارة نجل الرئيس السوري (18 سنة)، و«تواضعه الشديد» و«ثقته بنفسه»، كغيرها من الجولات في معالم العاصمة السورية، فيما انتقد معارضون هذه الزيارة ومعانيها السياسية. وكتب بسام يوسف، أحد النشطاء على صفحته في «فيسبوك»: «مدير مدرسة وإلى جانبه مدرسون آخرون يقفون باستعداد». وأضاف: «المتحدث مراهق... يقوم بزيارة مدرسة اسمها مدرسة باسل الأسد، على الحائط تظهر صورة بشار الأسد، وصورة لحافظ الأسد الآخر، وتظهر صورة لأسماء الأسد أُمّ حافظ الأسد».

كانت نشاطات علنية سابقة لنجل الرئيس السوري قد أثارت الكثير من الجدل بين موالين ومعارضين. وفي 2018، كشف الرئيس السوري في معرض لقائه وفداً برلمانياً روسياً أن أبناءه استجمّوا في معسكر «أرتيك للطلائع» في شبه جزيرة القرم. وقال: «باتوا يفهمون روسيا بشكل أفضل، بفضل العطلة التي أمضوها العام الماضي في معسكر القرم»، التي ضمتها روسيا عام 2014، الأمر الذي قوبل برفض من أوكرانيا ودول غربية.
ويعد «أرتيك» من المعسكرات التي نالت شهرة واسعة في العهد السوفياتي منذ تأسيسه عام 1925، ونسخت سوريا هذه التجربة بتعميم نموذج «طلائع البعث» التابعة للحزب الحاكم. ويحظى المعسكر باهتمام من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يتابع تطويره وتأهيله لاستقبال الأطفال من روسيا ودول أخرى.

ويتقن حافظ الأسد اللغة الروسية، وقام بزيارات عدة إلى المركز الثقافي الروسي في دمشق، في حين أن شقيقه الأصغر كريم (مواليد 2004) يتعلم اللغة الصينية، فيما تتقن زين (مواليد 2003) الإنجليزية.
وكانت صحيفة «إيفنينغ ستاندرد» البريطانية قد نشرت أن حافظ زار ابنة عمته أنيسة شوكت، ابنة بشرى والجنرال الراحل آصف شوكت، في لندن العام الماضي، قبل أن تجمد لندن أموال أنيسة في مصرف بريطاني.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.