الأكراد يتوقعون أن يحدث وصول البيشمركة «فرقا» في المعارك ضد «داعش» بكوباني

155 مقاتلا يتأهبون داخل حدود تركيا للدخول مزودين بأسلحة نوعية

الأكراد يتوقعون أن يحدث وصول البيشمركة «فرقا» في المعارك ضد «داعش» بكوباني
TT

الأكراد يتوقعون أن يحدث وصول البيشمركة «فرقا» في المعارك ضد «داعش» بكوباني

الأكراد يتوقعون أن يحدث وصول البيشمركة «فرقا» في المعارك ضد «داعش» بكوباني

أكدت مصادر من قوات حماية الشعب الكردي في كوباني لـ«الشرق الأوسط» أن 155 مقاتلا من قوات البيشمركة العراقية ينتظرون داخل الحدود التركية إتمام إجراءات أمنية خاصة بهم، وانتهاء السلطات التركية من إجراءاتها، قبل العبور إلى مدينة كوباني السورية التي تشهد اشتباكات بين القوات الكردية وقوات تنظيم داعش، الذي يحاول السيطرة على المدينة. ينتظر هؤلاء المقاتلون الأكراد الذين وصلوا من إقليم كردستان العراق لمؤازرة قوات «حماية الشعب الكردي» في كوباني، على بعد 10 كيلومترات على الجانب التركي من الحدود، حيث تجمعوا في سوروتش تحت مراقبة صارمة من قبل القوات التركية. وكان جزء من هؤلاء المقاتلين وصل برا قبيل فجر أول من أمس (الخميس) إلى سوروتش، حيث التحقوا بكتيبة أخرى، وصلت جوا الأربعاء. وكان 10 قياديين من هؤلاء البيشمركة أمضوا بضع ساعات في كوباني لمناقشة طرق دخول الرجال والأسلحة إلى المدينة.
ويعيق دخول قوات البيشمركة إلى كوباني: «إجراءات قاسية تتخذها القوات التركية، ومعاملات طويلة قبل السماح لهم بالدخول»، كما قال مسؤول العلاقات العامة في وحدات حماية الشعب الكردي الدكتور ناصر الحاج منصور لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن هؤلاء المقاتلين من أكراد العراق «ينتظرون إتمام خطتهم الأمنية للدخول إلى مدينة كوباني مع أسلحتهم، منعا لأن يستهدفهم مقاتلو (داعش) أثناء عبورهم من الأراضي التركية إلى داخل المدينة الكردية المحاصرة في سوريا»، مشيرا إلى أن «(داعش) نفذ أكثر من 6 هجمات خلال أيام على البوابة الرئيسية على الحدود التركية السورية، بهدف عرقلة دخول البيشمركة وأسلحتهم إلى كوباني».
وشن تنظيم «داعش» الذي يحاول الاستيلاء على الأحياء الشمالية للمدينة لعزلها عبر قطع المحور الذي يربطها بتركيا، قصفا عنيفا على هذا القطاع، أول من أمس (الخميس). وأوضح منصور أن العناصر الـ10 الذين عبروا إلى كوباني أول من أمس «كانت قيادات إدارية»، مشيرا إلى أن المقاتلين الـ155 الذين ينتظرون داخل الأراضي التركية «ينقسمون بين مقاتلين وطواقم إدارية ولوجيستية وخبراء عسكريين إضافة إلى ضباط ارتباط واتصالات بهدف تعزيز التعاون والتنسيق مع قوات التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب في سوريا».
وأعرب عن اعتقاده أن وصولهم إلى كوباني «سيحدث فرقا كبيرا، نظرا لأنهم مسلحون بأسلحة ثقيلة ونوعية ومدافع تفتقر إليها قوات الحماية الكردية في كوباني، وستكون هناك قوات دعم وإسناد ناري». وكان رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني قال، أول من أمس، إن الأكراد في كوباني أبلغوه أنهم «لا يحتاجون إلى قوات مقاتلة من البيشمركة بل إلى قوات دعم، ونحن لبينا طلبهم»، مشيرا إلى أنه «سيتم إرسال مزيد من البيشمركة إذا اقتضت الظروف الميدانية ذلك».
في غضون ذلك، واصلت قوات التحالف الدولي قصف أهداف لـ«داعش» في كوباني، إذ أعلنت القيادة المركزية الأميركية أن الجيش الأميركي واصل استهداف «داعش» قرب بلدة كوباني السورية، أول من أمس (الخميس)، وأمس (الجمعة)، مشيرا إلى أن الغارات الـ4 التي وقعت قرب كوباني على مقربة من حدود تركيا «أوقعت أضرارا بـ4 مواقع قتالية وأحد المباني التي يستخدمها التنظيم المتشدد». وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن أكثر من 21 عنصرا من عناصر الحسبة (الشرطة الدينية) التابعة لتنظيم «داعش» بينهم قيادي على الأقل، قُتلوا جراء قصف لطائرات التحالف العربي - الدولي لمناطق في مدينة كوباني ومحيطها، بعد أن نُقلوا من مدينة الرقة إلى كوباني للمشاركة في قتال وحدات حماية الشعب الكردي، ومحاولة السيطرة على المدينة، بينما لقي مقاتل من التنظيم من الجنسية الدنماركية مصرعه جراء قصف لطائرات التحالف على محيط المدينة.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».