الخطر يحدق بمانشستر سيتي مع قرب مواجهة ريال مدريد

غوارديولا الذي كان يطالب بتقليص المباريات أصبح هو من يبحث عن مواجهات لإعداد الفريق قبل دوري الأبطال

غوارديولا يقف في حيرة من أمره بعد تأجيل مباراة سيتي ووستهام (إ.ب.أ)
غوارديولا يقف في حيرة من أمره بعد تأجيل مباراة سيتي ووستهام (إ.ب.أ)
TT

الخطر يحدق بمانشستر سيتي مع قرب مواجهة ريال مدريد

غوارديولا يقف في حيرة من أمره بعد تأجيل مباراة سيتي ووستهام (إ.ب.أ)
غوارديولا يقف في حيرة من أمره بعد تأجيل مباراة سيتي ووستهام (إ.ب.أ)

ربما يحمل قرار تأجيل مباراة مانشستر سيتي التي كانت مقررة الأحد أمام وستهام يونايتد نتيجة جانبية غير مرغوبة للفريق الذي يقوده المدرب جوسيب غوارديولا، لأنهم بذلك ربما لا يكونون على المستوى المناسب من الاستعداد لمواجهة ريال مدريد في مباراة الذهاب لدور الـ16 ببطولة دوري أبطال أوروبا، على أرض استاد برنابيو، في 26 فبراير (شباط) الحالي.
وفي الوقت ذاته، ثمة شكوك تحيط بمدى جاهزية رحيم ستيرلينغ للمشاركة، بسبب الإصابة التي يعانيها في وتر العرقوب، وهناك كذلك شكوك مشابهة حول مدى جاهزية إيمريك لابورتي، بعد ابتعاده عن المشاركة مع الفريق طوال موسم كامل بسبب مشكلات في الركبة. وبالتأكيد لم يكن إرجاء مواجهة وستهام يونايتد ما يحتاج إليه غوارديولا قبل الوقوف أمام ريال مدريد.
فبحلول وقت هذه المباراة في مدريد، سيكون مانشستر سيتي قد خاض 90 دقيقة فقط من كرة القدم على مدار ما يزيد على 3 أسابيع (سيخوض مباراة أمام ليستر سيتي في إطار بطولة الدوري الممتاز على أرض استاد كينغ باور).
ويبدو ذلك موقفاً غريباً لغوارديولا بالنظر إلى أن الشعار الذي حمله منذ توليه مهمة تدريب مانشستر سيتي في صيف 2016 كان يطالب بتخفيف الحمل عن اللاعبين، وأن حجم المباريات التي يخوضها اللاعبون يستنزف طاقتهم. وعليه، كانت العطلة الشتوية التي أقرها مسؤولو الكرة الإنجليزية لأول مرة أمراً مرحباً به، مثلما أعلن غوارديولا الجمعة، حيث قال: «أمامنا مباراة واحدة أخرى (وستهام يونايتد)، وبعد ذلك سنحصل على إجازة لأيام عدة، ونستعد للمباريات التالية؛ أعتقد أن العطلة أمر جيد للجميع».
إلا أن ذلك كان قبل إرجاء المباراة المقررة أمام وستهام يونايتد على أرض استاد الاتحاد، وذلك بسبب العواصف التي أثرت على حركة المواصلات والتنقلات إلى منطقة مانشستر، وعطلت الترام والقطارات، وأغلقت الطرق.
الآن، أصبحت العطلة فترة استرخاء أطول من اللازم، تبلغ 3 أسابيع، قبل مباراة مفصلية في إطار منافسة تعتبر محور اهتمام مانشستر سيتي حالياً، بالنظر إلى فجوة النقاط (22) التي تفصله عن ليفربول المتصدر لبطولة الدوري الممتاز.
وتعتبر بطولة دوري أبطال أوروبا واحدة من البطولات التي لم يحصدها غوارديولا مع مانشستر سيتي بعد، الأمر الذي يترك علامة استفهام وفجوة واضحة في سيرة ذاتية مبهرة لمدرب كروي. وبعد إخفاقه في الوصول إلى مجد الفوز ببطولة دوري أبطال أوروبا منذ تتويج برشلونة بها عام 2011 مع فريق من النجوم، كان بينهم ليونيل ميسي، فإن السؤال اليوم: هل بإمكان غوارديولا الفوز على الفرق الكبرى بأوروبا من دون أن يكون في صفوف فريقه لاعب حاصل على جائزة الكرة الذهبية 5 مرات.
وعلى النقيض من مانشستر سيتي، يخوض ريال مدريد منافسة شرسة مع برشلونة على صدارة الدوري الإسباني الممتاز، ويبدو اليوم الملك المتوج بين أندية أوروبا الكبرى يملك من الأسلحة ما يؤهله للمنافسة مجدداً لحصد مزيد من البطولات الأوروبية. ويملك ريال مدريد في سجله 13 بطولة دوري أبطال أوروبا، منها 3 حصدها عبر 3 مواسم متتالية تحت قيادة المدرب زين الدين زيدان الذي يتولى قيادة الفريق من جديد حالياً.
وربما لم يعد ريال مدريد يملك كريستيانو رونالدو، لكن ينبغي الانتباه هنا إلى أنه مر عامان فقط منذ آخر فوز له بالبطولة، عندما فاز بـ3 أهداف مقابل هدف واحد على ليفربول، بينما يبدو سجل إنجازات مانشستر سيتي بالبطولة في ظل قيادة غوارديولا واهناً. وكان أفضل إنجاز وصله النادي الإنجليزي مع غوارديولا بلوغ الدور ربع النهائي مرتين (عندما بدا الفريقان الإنجليزيان المنافسان ليفربول وتوتنهام هوتسبير كريمين للغاية). أما الخروج من البطولة في موسم (2016-2017)، فيظل النتيجة الأغرب في عهد غوارديولا.
وبعد فوزه بنتيجة (5-3) في المباراة التي أقيمت على أرضه أمام موناكو، أطلق المدرب ادعاءً غريباً قبل مباراة العودة، مفاده أن مانشستر سيتي «سيقتل» إذا لم يسجل أهدافاً على أرض استاد لويس الثاني. إلا أن مانشستر سيتي خسر بنتيجة (3-1)، وخرج من البطولة بفارق الأهداف من دور الـ16.
وآخر ما يحتاج إليه مانشستر سيتي اليوم أن يشعر لاعبوه بالصدأ قبل مباراة الذهاب أمام ريال مدريد، خاصة في ظل خسارة مانشستر سيتي المباراتين السابقتين لفترة العطلة الشتوية: أمام مانشستر يونايتد في إطار بطولة كأس الرابطة الإنجليزية، ثم توتنهام هوتسبير في إطار بطولة الدوري. علاوة على أن الفريق لن يستفيد كثيراً من مواجهته المقبلة أمام ليستر سيتي، بقيادة المدرب بريندان رودجرز الذي من الممكن أن يسبب أسلوبه في اللعب مشكلات للفريق الذي يقوده غوارديولا.
ويضم مانشستر سيتي 3 أعمدة رئيسية، تتمثل في سيرجيو أغويرو (31 عاماً) وديفيد سيلفا (34 عاماً) وفيرناندينهو (34 عاماً)، يتحملون العبء الأكبر، في ظل أسلوب لعب غوارديولا المعتمد على الضغط المستمر. وبالتأكيد، فإن الدفاع مثلما كان الحال في موناكو 2017، وما يزال حتى اليوم، نقطة الضعف، وليس السبيل الأمثل للإعلان عن مهارات مدرب ما. والملاحظ أن جون ستونز يفتقد الثقة، بينما كان من المحتمل بيع نيكولاس أوتاميندي الصيف الماضي، في الوقت الذي تسببت فيه تصرفات كايل والكر الغريبة في منطقة الدفاع إلى خسارته مكانه أساسياً.
وهناك أيضاً معضلة لابورتي. فبعد أن اضطر غوارديولا للمضي قدماً من دونه طيلة 5 أشهر تقريباً، كان المفترض أن يعود اللاعب الفرنسي لصفوف الفريق مطلع عام 2020 في لياقة بدنية مرتفعة ونشاط كبير، من أجل المشاركة في دوري أبطال أوروبا. ولكن بدلاً عن ذلك، فإنه بعد 78 دقيقة من المشاركة في المباراة التي انتهت بالفوز بنتيجة (1-0) على أرض شيفيلد يونايتد في 21 يناير (كانون الثاني) الماضي، لم يظهر قلب الدفاع الفرنسي منذ ذلك الحين.
ومن جهته، قال المدرب إن ذلك يعود إلى حرصه على الاستعانة بلابورتي بهدوء بعد تعافيه من الإصابة. وفي الواقع، حتى لو شارك اللاعب الفرنسي البالغ 25 عاماً في المباراة المقبلة أمام ليستر سيتي بأكملها، وواجه ريال مدريد، فإنه سيظل يواجه صعوبة أكبر عن أقرانه في إيجاد الإيقاع المناسب.
أيضاً، سيحتاج غوارديولا إلى الخطر الذي يشكله ستيرلينغ على شباك الخصوم (خاصة أنه ثاني أعلى هداف في النادي هذا الموسم)، وكذلك سرعته، كأسلحة لإرباك صفوف ريال مدريد، لكن ليس هناك ما يضمن أن اللاعب سيكون في حالة مناسبة.
وهنا، تتجلى المفارقة الكامنة وراء اعتقاد غوارديولا أن لاعبيه بحاجة إلى إجازة، ليفاجئ اليوم بهذه الإجازة تؤتي نتائج عكس المرجوة بسبب حالة الطقس السيئ! يذكر أن مانشستر سيتي يتعين عليه بالفعل اختيار توقيت آخر لمباراة له أمام آرسنال في إطار بطولة الدوري الممتاز، كانت مقررة في الأول من مارس (آذار)، نظراً لخوض الأخير نهائي بطولة كأس الرابطة أمام أستون فيلا. كما سيتعين عليه تحديد موعد لمباراة وستهام يونايتد الملغاة هي الأخرى. والواضح أن غوارديولا الذي كثيراً ما كان ينادي بتحفيف الحمل عن لاعبيه، أصبح الآن أمام اختبار صعب لإعادة لاعبيه لقمة لياقتهم قبل المواجهات المرتقبة المقبلة.


مقالات ذات صلة

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

رياضة عالمية صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري

ديفيد سيغال (لندن)
رياضة عالمية بوستيكوغلو مدرب توتنهام (رويترز)

بوستيكوغلو: غوارديولا في طريقه لأن يصبح أحد عظماء التدريب

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إن بيب غوارديولا رفع سقف المنافسة مع مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

قال المدرب الإسباني بيب غوارديولا الخميس عقب تمديد عقده مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا لعامين اضافيين حتى العام 2027 إنّه «لم يستطع الرحيل الآن».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)

ماذا يعني بقاء بيب غوارديولا لمانشستر سيتي؟

في وقت تسود فيه حالة كبيرة من عدم اليقين حول مانشستر سيتي والدوري الإنجليزي الممتاز، فإن العقد الجديد لبيب غوارديولا يمثل دفعة كبيرة للنادي.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد تعاقده مع سيتي معلنا التحدي بإعادة الفريق للقمة سريعا (رويترز)

غوارديولا أكد قدرته على التحدي بقرار تمديد عقده مع مانشستر سيتي

يُظهر توقيع جوسيب غوارديولا على عقد جديد لمدة عام واحد مع مانشستر سيتي أن المدير الفني الإسباني لديه رغبة كبيرة في التغلب على التحديات الكثيرة التي تواجه فريقه

جيمي جاكسون (لندن)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.