ستيوارت ماكول: الظروف الصعبة تزيد ارتباطي ببرادفورد

وافق على العودة إلى قيادة الفريق للمرة الثالثة ويسعى للترقي لدوري الدرجة الثانية الإنجليزي

لم يستغرق الأمر سوى دقائق ليوافق ماكول على العودة لقيادة برادفورد
لم يستغرق الأمر سوى دقائق ليوافق ماكول على العودة لقيادة برادفورد
TT

ستيوارت ماكول: الظروف الصعبة تزيد ارتباطي ببرادفورد

لم يستغرق الأمر سوى دقائق ليوافق ماكول على العودة لقيادة برادفورد
لم يستغرق الأمر سوى دقائق ليوافق ماكول على العودة لقيادة برادفورد

يقولون إنه لا يجب أن تعود أبداً لوظيفتك السابقة في عالم كرة القدم؛ لكن ذلك الأمر لا ينطبق على الإطلاق على المدير الفني الاسكوتلندي ستيوارت ماكول، الذي عمل مع نادي برادفورد في خمس مرات مختلفة، على مدار ما يقرب من 40 عاماً، سواء كان لاعباً أو مديراً فنياً.
وخلال هذه المسيرة الطويلة، كانت هناك فترات من السعادة وفترات أخرى من المآسي والشعور باليأس. وهناك علاقة قوية للغاية بين ماكول ونادي برادفورد، لدرجة أنه عندما طلب النادي منه العودة وتولي تدريب الفريق للمرة الثالثة، لم يتردد وعاد لقيادة النادي الذي لا يحتل أحد المراكز المؤهلة لملحق الصعود لدوري الدرجة الثانية، بعد إقالة المدير الفني السابق، غاري بوير، من منصبه.
يقول ماكول عن ذلك: «لقد كانت هذه فرصة جيدة للعودة إلى اللعبة، كما كانت فرصة رائعة للعودة للعمل مع هؤلاء الناس وفي هذا النادي الرائع. لم يستغرق الأمر سوى دقيقتين فقط حتى أوافق على العودة لتولي قيادة برادفورد».
وبالنظر إلى الكيفية التي انتهت بها ولايته السابقة – الولاية الرابعة – قبل عامين من الآن، ربما كانت هناك شكوك حول إمكانية عودته للفريق للمرة الخامسة.
وكان ماكول على وشك قيادة برادفورد إلى الصعود لدوري الدرجة الأولى في عام 2017؛ لكنه خسر المباراة الحاسمة في ملحق الصعود بهدف دون رد أمام ميلوول، قبل أن يقال من منصبه في يناير (كانون الثاني) التالي، بعدما وصل النادي مرة أخرى إلى ملحق الصعود. وخلال تلك الفترة، كان ماكول يعمل تحت إشراف مالكي النادي الألمانيين، ستيفان روب وإيدن راهيك، في ظل رغبة الأخير في السيطرة على كافة الأمور المتعلقة بكرة القدم داخل النادي.
كان راهيك يريد التدخل في اختيار تشكيلة الفريق، وكان يتحكم في كل شيء في الاجتماعات الخاصة بالتعاقد مع اللاعبين الجدد، وكان مصراً على أن تتم الإشارة إلى ماكول على أنه المدرب وليس المدير الفني. وبعد إقالة ماكول من منصبه، تم إزالة صورة كانت موضوعة له على مدخل النادي.
يقول ماكول عن ذلك: «ما أدهشني هو أننا قد وصلنا إلى أبعد الحدود رغم كل ما كان يحدث. لقد كان من الواضح أن إيدن يسعى لإقالتي بعد خوض المباراة الفاصلة في استاد (ويمبلي)، لذلك كانت النية واضحة تماماً».
ويضيف: «لقد تقبلت كثيراً من الأشياء التي كانت تحدث وراء الكواليس، وكنت أعرف تماماً ما الذي سأفعله فور عودتي لقيادة الفريق، ولو كان هذا الأمر مع نادٍ آخر غير برادفورد لما وافقت على تولي قيادته على الإطلاق. في ذلك الصيف، وبعد المباراة التي خضناها ضمن ملحق التصفيات، لم تكن لي أي علاقة بالتعاقدات الجديدة، لذلك كنت أعرف أنني سأرحل عن الفريق. لكن إيدن كان يسعى لتجنب ردود الأفعال القوية في حال قام بإقالتي، لذلك لم يكن هناك بد من رحيلي عن هذا النادي، لذا فضلت الاستقالة».
ولم يتعافَ برادفورد على الإطلاق بعد إقالة ماكول. فخلال العامين الماضيين اللذين كان فيهما ماكول بعيداً عن النادي، مر الفريق بكثير من المصاعب والمشكلات، وتعاقب على إدارته أربعة مديرين فنيين، وهبط النادي لدوري الدرجة الثالثة الموسم الماضي. لكن الشيء المهم هو أن راهيك قد رحل هو الآخر عن النادي، وتولى الرئيس التنفيذي السابق، جوليان رودس، منصب المدير التنفيذي المؤقت للنادي، على أمل إعادة الهدوء والاستقرار.
وكان ماكول منشغلاً أيضاً بإعادة بناء مسيرته التدريبية؛ لكنه قضى فترة صعبة في نادي سكونثورب العام الماضي. ويقول عن هذه التجربة: «لقد أصبت بخيبة أمل من التجربة مع سكونثورب؛ حيث رحلت عن النادي قبل نهاية الموسم بسبع جولات. لقد شعرت بخيبة أمل كبيرة، لأول مرة كمدير فني؛ لكن العودة إلى برادفورد عوضتني عن كل ذلك».
وبعدما لعب 460 مباراة بقميص برادفورد، وقيامه بضم أشخاص مثل مارتن ألين، وغراهام ويستلي، ومديره الفني السابق في نادي إيفرتون، هوارد كيندال، لطاقمه الفني لقيادة النادي للمرة الثالثة، أصبحت هناك علاقة راسخة ووطيدة بين المدير الفني الاسكوتلندي ونادي برادفورد. ومن المؤكد أن قيادة النادي للترقي مرتين – بما في ذلك الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز عام 1999 – كلاعب، كان مهماً للغاية في توطيد هذه العلاقة؛ لكن التجارب الصعبة التي مر بها في هذا النادي لعبت أيضاً دوراً كبيراً في تطور هذه العلاقة.
لقد كان ماكول على أرض الملعب في أحلك أيام برادفورد، عندما أودى حريق في ملعب «فالي باراد» بحياة 54 من أنصار برادفورد، واثنين من مشجعي لينكولن. ومن المفهوم أن ماكول لا يريد الحديث عن تلك الأحداث الصعبة التي عاشها النادي في 11 مايو (أيار) عام 1985؛ لكنه يقول: «لقد أمضيت ثماني سنوات رائعة هنا، حدثت خلالها تلك المأساة المروعة. هذه الظروف الصعبة تربط الناس بعضها ببعض، وتزيد ارتباطك بالنادي».
ومهما كان المكان الذي يوجد به ماكول خلال مسيرته التدريبية، فإنه يعود دائماً إلى المدينة في ذكرى الحريق، لإحياء ذكرى المتضررين أمام نصب تذكاري في وسط المدينة.
يقول ماكول: «أعتقد أنني لم أشارك في إحياء تلك الذكرى مرتين أو ثلاث مرات، وقد حدث ذلك عندما كنت بالخارج مع اسكوتلندا أو رينجرز. لكن ذلك يعد واجباً بالنسبة لي، ولا بد من المشاركة في هذه الذكرى للتعبير عن احترامنا لمن رحلوا. وسأشارك دائماً في إحياء هذه الذكرى، سواء كنت أعمل هنا أم لا».
ويقام الملحق النهائي لتصفيات الصعود هذا العام، بعد أيام من الذكرى الخامسة والثلاثين لتلك الكارثة. ويسعى ماكول لقيادة النادي للتأهل المباشر من دون المشاركة في ملحق الترقي، على الرغم من أن الفريق لم ينجح في تحقيق أي فوز في آخر سبع مباريات. ورغم كل الإنجازات التي حققها ماكول مع برادفورد، فإن الإنجاز الذي ينقصه هو قيادة النادي، كمدير فني، للصعود.
يقول المدير الفني الاسكوتلندي عن ذلك: «من المحتمل أن أنظر إلى الوراء بكل أسف إذا لم أنجح في تحقيق ذلك مطلقاً. إنه تحدٍّ كبير؛ لكن هذا النادي قادر على الصعود لدوري الدرجة الثانية. ولن يكون هناك شخص أكثر سعادة مني إذا نجح النادي في الصعود، ولا أريد أن أفعل ذلك من أجلي؛ بل من أجل سكان هذه المدينة، الذين عانوا كثيراً».


مقالات ذات صلة

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

رياضة عالمية صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري

ديفيد سيغال (لندن)
رياضة عالمية بوستيكوغلو مدرب توتنهام (رويترز)

بوستيكوغلو: غوارديولا في طريقه لأن يصبح أحد عظماء التدريب

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إن بيب غوارديولا رفع سقف المنافسة مع مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

قال المدرب الإسباني بيب غوارديولا الخميس عقب تمديد عقده مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا لعامين اضافيين حتى العام 2027 إنّه «لم يستطع الرحيل الآن».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)

ماذا يعني بقاء بيب غوارديولا لمانشستر سيتي؟

في وقت تسود فيه حالة كبيرة من عدم اليقين حول مانشستر سيتي والدوري الإنجليزي الممتاز، فإن العقد الجديد لبيب غوارديولا يمثل دفعة كبيرة للنادي.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد تعاقده مع سيتي معلنا التحدي بإعادة الفريق للقمة سريعا (رويترز)

غوارديولا أكد قدرته على التحدي بقرار تمديد عقده مع مانشستر سيتي

يُظهر توقيع جوسيب غوارديولا على عقد جديد لمدة عام واحد مع مانشستر سيتي أن المدير الفني الإسباني لديه رغبة كبيرة في التغلب على التحديات الكثيرة التي تواجه فريقه

جيمي جاكسون (لندن)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.