الفخفاخ يقدم غداً حصيلة مشاورات تشكيل الحكومة إلى الرئيس التونسي

قبل أسبوع من انتهاء الآجال الدستورية

إلياس الفخفاخ في مؤتمر صحافي حول مشاورات تشكيل الحكومة بالعاصمة تونس أمس (د.ب.أ)
إلياس الفخفاخ في مؤتمر صحافي حول مشاورات تشكيل الحكومة بالعاصمة تونس أمس (د.ب.أ)
TT

الفخفاخ يقدم غداً حصيلة مشاورات تشكيل الحكومة إلى الرئيس التونسي

إلياس الفخفاخ في مؤتمر صحافي حول مشاورات تشكيل الحكومة بالعاصمة تونس أمس (د.ب.أ)
إلياس الفخفاخ في مؤتمر صحافي حول مشاورات تشكيل الحكومة بالعاصمة تونس أمس (د.ب.أ)

حدّد إلياس الفخفاخ، رئيس الحكومة التونسية المكلف، مساء غد (الجمعة) موعداً للقاء الرئيس قيس سعيد، بهدف تقديم الحصيلة النهائية للمشاورات التي قادها على امتداد 25 يوماً مع قادة الأحزاب السياسية، بهدف تشكيل الحكومة الجديدة المرتقبة، متجاهلاً التجاذبات والصراعات التي لا تزال متواصلة بين الأحزاب السياسية المرشحة للانضمام إلى الائتلاف الحاكم.
ويسابق رئيس الحكومة المكلف الزمن، لكي لا يتجاوز الآجال الدستورية المحددة بشهر واحد، بدأ في 20 من يناير (كانون الثاني) الماضي، تاريخ تكليفه من قبل رئيس الجمهورية، وسينتهي في العشرين من شهر فبراير (شباط) الحالي، أي يوم الخميس المقبل.
في غضون ذلك، أعلن حزب «حركة الشعب» (قومي) الذي يقوده زهير المغزاوي، وحزب التيار الديمقراطي (يساري) بزعامة محمد عبو، عن معارضتهما لمقترح تعيين شخصيات لا تنتمي للأحزاب على رأس بعض الوزارات في الحكومة المرتقبة، وهددا بالانسحاب من الائتلاف الحاكم، والانضمام إلى المعارضة. واعتبر المغزاوي في تصريح إعلامي أن «إغراق الحكومة بشخصيات مستقلة يجعل من الصعب تحميل مسؤولية نجاح الحكومة أو فشلها لأي طرف سياسي بعينه»، داعياً إلى توضيح المهام بشكل دقيق، وتحميل كل طرف سياسي مشارك في الحكم جزءاً من المسؤولية، على حد قوله. كما طالب هذان الحزبان بتقليص عدد الوزارات التي يقودها وزراء من خارج الأحزاب السياسية، وعبّرا بشكل صريح عن تخوفهما من تعيين شخصيات «تنتمي لأحزاب غير معنية بتشكيل الحكومة». في إشارة إلى حزب «قلب تونس»، الذي يترأسه نبيل القروي، المرشح السابق للانتخابات الرئاسية؛ لكن القروي رد على ذلك بالقول إنه يستغرب من تصرف رئيس الحكومة، وإصراره على إقصاء حزبه من المشاورات، والمشاركة في الحزام السياسي الداعم لحكومته، واستغرب عدم حصول تطور في المشاورات، منذ اللقاء الوحيد الذي جمعه مع رئيس الحكومة المكلف.
أما حركة «النهضة» فقد طالبت من ناحيتها بتوسيع الحزام السياسي الداعم للحكومة. غير أن رئيس الحكومة المكلف تمسك بعدم إشراك حزب «قلب تونس» في تركيبة الحكومة المنتظرة، رغم موافقته على ضمه لمسار مشاورات تشكيل الحكومة.
وتؤكد تصريحات قيادات «النهضة» و«قلب تونس» أن الفخفاخ خالف بنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي، والذي انتهى إلى دعوة «قلب تونس» للمشاركة في المشاورات، في إطار توسيع الحوار بشأن برنامج الحكومة.
وفي هذا السياق يرى مراقبون أن رئيس الحكومة المكلف لا يرغب في خسارة دعم «ائتلاف الكرامة» وحزبي «حركة الشعب» و«التيار الديمقراطي»، الذين يمثلون قرابة 62 صوتاً في البرلمان، في حين أن حزب «قلب تونس» ممثل بـ38 برلمانياً. واعتبروا أن الفخفاخ لا يسعى إلى أن يكون حزب «قلب تونس» في الواجهة السياسية، على أن ينال عدداً قليلاً من الحقائب الوزارية عبر المستقلين، ويقدم في المقابل دعمه لحكومة الفخفاخ.
وعلى مستوى التركيبة المنتظرة للحكومة، رجحت بعض المصادر المقربة من رئيس الحكومة المكلف، أن ينهي الفخفاخ مسلسل تشكيل الحكومة المرتقبة، الذي طال وشهد تقلبات متعددة.
ومن المنتظر تخصيص 17 حقيبة وزارية للأحزاب السياسية والائتلافات البرلمانية، وفقاً لحجمها البرلماني، كما تمسكت بذلك حركة «النهضة»، على أن تمنح بقية الوزارات (11 وزارة) إلى خبرات وكفاءات مستقلة.
ومن المتوقع أن تحصل حركة «النهضة» على ست حقائب وزارية، ويحصل حزب «التيار الديمقراطي» على ثلاث حقائب، بينما توزع بقية الوزارات (عددها ثماني) بالتساوي بين «حركة الشعب» و«ائتلاف الكرامة» و«تحيا تونس» و«كتلة الإصلاح الوطني» البرلمانية.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.