الجيش اليمني يؤكد تقدمه ويعد بتحرير صنعاء

قتلى حوثيون في تعز والحديدة وهجوم صاروخي للميليشيات على أبين

TT

الجيش اليمني يؤكد تقدمه ويعد بتحرير صنعاء

شدد وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محمد المقدشي أنه «لا تراجع عن استمرار العمليات التي يقوم بها الجيش حتى تحرير صنعاء وكل مناطق اليمن من قبضة الجماعة الحوثية»، فيما أكد المتحدث باسم الجيش اليمني العميد عبده مجلي أن إحزار القوات الحكومية «تقدماً كبيراً في جبهات القتال المشتعلة في الجوف ونهم والبيضاء والضالع وتعز»، بإسناد من التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة السعودية، في حين أعلن الإعلام العسكري سقوط عشرات الحوثيين في تعز والحديد، بالتزامن مع استمرار ميليشيات الحوثي في خرق الهدنة الأممية في الحديدة.
وأفادت مصادر رسمية في تصريحات نقلتها أمس (الأربعاء) وكالة «سبأ» الحكومية، بأن وزير الدفاع التقى قائد المنطقة العسكرية السابعة اللواء الركن أحمد حسان وعدداً من قادة الألوية في المنطقة، للاطّلاع على سير العمليات الميدانية.
وحض المقدشي على رفع درجة الحيطة والحذر والاهتمام باحتياجات المُقاتلين، مؤكداً «العزم على تحرير صنعاء وكل اليمن من الميليشيات الحوثية مهما تكن التضحيات».
في غضون ذلك، أوضح العميد مجلي في مؤتمر صحافي عقده في مدينة مأرب (الأربعاء) أن الميليشيات الحوثية «في حالة انهيار وتقهقر وانهزام» في جبهات نهم والجوف وصرواح والبيضاء وتعز والضالع، وأن قوات الجيش استعادت مواقع عديدة وآليات ومعدات عسكرية في معارك الأيام الماضية.
وقال إن «القوات الحكومية حققت تقدماً خلال المواجهات التي شهدتها منطقة العقبة الواقعة بين محافظتي الجوف ومأرب، وطهّرت المواقع التي كانت تحت سيطرة الميليشيا الحوثية وقضت على التسللات في منطقة الصفراء التي أصبحت تحت سيطرة الجيش»، مؤكداً «سحق التسللات الحوثية في منطقة الجرعوب وبدعم وإسناد من طيران التحالف العربي الذي استهدف مخزناً للذخائر والأسلحة في جبل حام بمديرية المتون، فضلاً عن تمكن قوات الجيش من إسقاط طائرتين مسيرتين حوثيتين».
وبين مجلي أن «الجيش حقق تقدماً ملحوظاً في الجبهة حام غرب الجوف وحرر مواقع كانت تحت سيطرة الميليشيات الانقلابية، كما دحر عناصر الميليشيا وحرر عدداً من المواقع المهمة في جبهة المحزمات التابعة لمديرية مجزر المحاذية لمحافظة الجوف وسيطر على جبل قائمة حليف والمواقع المجاورة له واستعاد العديد من الأسلحة والآليات العسكرية وحقق انتصارات كبيرة في جبال يام وجبال آل جرشب والغيل وبرط العنان».
وتحدث مجلي عن جبهة فأكد أن «قوات الجيش استعادت عدداً من المواقع بعد معارك شرسة أدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من عناصر الميليشيات والسيطرة على التباب السود في حريب نهم وقطع طرق إمداد بعد عملية التفاف ناجحة تم من خلالها تطويق مجموعات من عناصر الميليشيا الحوثية وتنفيذ كمين محكم بمنطقة صلب ونجد العتق في حريب نهم نتج عنه عشرات من القتلى والجرحى وتدمير عدد من الآليات والعتاد وتدمير عدد من الأطقم والآليات، وإسقاط طائرتين مسيرتين».
وعن محافظة تعز (جنوب غرب) قال مجلي إن «الجيش حقق تقدماً في العديد من المواقع والتلال وقضى على التسللات الحوثية في مواقع بالضباب والزنوج وسيطر نارياً على عدد من التلال الواقعة تحت سيطرة الميليشيات وأسقط طائرة مسيرة».
وفي جبهتي قانية والملاجم في محافظة البيضاء، أوضح مجلي أن «الجيش اليمني صد هجوماً للميليشيات الحوثية وقتل وأصاب العشرات منها، ونفذ عملية ناجحة حيث تم الالتفاف وتطويق الميليشيات في جبهة قانية وتم القضاء على عناصرها التي حاولت التسلل إلى مواقع الجيش».
وفي جبهة صرواح غرب محافظة مأرب، أكد مجلي أن «القوت المسلحة أحكمت سيطرتها على تلال ومواقع استراتيجية من جبل هيلان، المطل على الطريق الذي يربط المحافظة بالعاصمة صنعاء، تزامناً مع ضربات مركزة لمقاتلات التحالف على تعزيزات حوثية كانت في طريقها إلى جبهات هيلان والمشجح والمخدرة»، مؤكداً السيطرة على مواقع وتباب وأماكن مهمة في جبهة المخدرة والضيق وجبهة المشجح، إضافة إلى قطع خط إمداد الحوثيين المؤدي إلى جبل هيلان.
وأشار المتحدث باسم الجيش اليمني إلى أن «الميليشيات حاولت التسلل إلى مواقع الجيش في جبهة الفاخر وبتار شمال غربي مديرية قعطبة بمحافظة الضالع، إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل بعد أن تصدت لها القوات المسلحة وألحقت بها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد».
واتهم مجلي عناصر الجماعة الحوثية بـ«قصف إحدى نقاط المراقبة الأممية في الحديدة أمام مرأى ومسمع فريق المراقبة الأممية، بالتزامن مع استمرارهم بالقصف على سكان أحياء المدينة والأسواق الشعبية وبعض المناطق الريفية بمحافظة تعز».
وكانت مصادر عسكرية يمنية أكدت أن الميليشيات الحوثية صعّدت من عملياتها باتجاه محافظة أبين الجنوبية انطلاقاً من محافظة البيضاء المجاورة، حيث استهدفت بالصواريخ معسكراً للجيش في مديرية لودر مساء الثلاثاء، مما أدى إلى مقتل جنديين على الأقل وإصابة 11 آخرين.
وفي محافظة تعز، أكد الإعلام العسكري في المحافظة أن 50 حوثياً على الأقل قتلوا وجرح العشرات خلال مواجهات مع قوات الجيش الوطني في جبهات متفرقة في وقت استهدفت مدفعية الجيش معسكراً تدريبياً للحوثيين في منطقة غراب في منطقة الخمسين غرب مدينة تعز.
في الأثناء، ذكرت مصادر عسكرية أن مقاتلات تحالف دعم الشرعية استهدفت أمس (الأربعاء) آليات حوثية ومواقع للميليشيات وتعزيزات في مديرية قعطبة، شمال محافظة الضالع، ومعسكر الحمزة في محافظة إب.
وفي السياق الميداني نفسه، قال المركز الإعلامي لألوية قوات العمالقة الحكومية إن «القيادي الحوثي المكنى أبو عزيز الهاشمي، لقي مصرعه مع عدد من أفراده وجرح آخرون لحظة استهدافهم الأحياء السكنية المحررة شرق مدينة الحديدة، حيث تم الرد على مصادر النيران وإسكاتها من قبل القوات المشتركة».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.