الإدارة الأميركية تربط المساعدات للفلسطينيين بخطتها للسلام

TT

الإدارة الأميركية تربط المساعدات للفلسطينيين بخطتها للسلام

يسعى البيت الأبيض إلى ربط المساعدات الأمنية الأميركية للسلطة الفلسطينية بمدى التقدم الذي تحققه صفقة القرن.
وتحاول الإدارة الأميركية من خلال خطتها التي قدمتها للكونغرس ضمن موازنة العام 2021، إقناع المشرعين بتمويل خطة السلام الجديدة التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الثامن والعشرين من يناير (كانون الثاني) في البيت الأبيض. وتقترح الإدارة في الموازنة ربط المساعدات الأمنية للفلسطينيين بموافقة الكونغرس على مبلغ 200 مليون دولار لتمويل خطة السلام، يتم وضعه فيما يُسمّى «صندوق التقدم الدبلوماسي». وهو صندوق جديد أسسه البيت الأبيض لتمويل خطة السلام.
وبدلاً من تمويل قوى الأمن الفلسطينية بطريقة مباشرة، تخصص الموازنة مبلغ 25 مليون دولار ضمن صندوق التقدم الدبلوماسي كمساعدات أمنية للفلسطينيين. وبحسب نص الموازنة، يمكن استعمال المساعدات الأمنية «لدعم الجهود الدبلوماسية الحساسة التي قد تنطلق في المستقبل، كالمحادثات المتعلقة بخطة للسلام في الشرق الأوسط».
وكان الكونغرس سبق ورفض العام الماضي طلب الخارجية الأميركية تمويل صندوق التقدم الدبلوماسي ضمن موازنة عام 2020، عندما طلبت الخارجية حينها مبلغ 175 مليون دولار للتمويل. واختار المشرعون عوضاً عن هذا المبلغ رفع التجميد عن المساعدات الأميركية للفلسطينيين والتي بلغت 150 مليون دولار بما فيها 75 مليون دولار من المساعدات الأمنية للفلسطينيين.
وبحسب الموازنة الجديدة التي تسلمها الكونغرس رسمياً يوم الاثنين، فحتى لو غيّر المشرعون قرارهم هذا العام ووافقوا على تمويل صفقة القرن، فإن وزارة الخارجية لا تنوي استعمال مبلغ الـ25 مليون دولار بالكامل في الضفة الغربية وقطاع غزة، بل ستوظفه كذلك، لما وصفته بعملية الانتقال السياسي في فنزويلا.
ولا يبدو أن حظوظ تمرير مقترح موازنة البيت الأبيض كبيرة في الكونغرس، فعلى الرغم من الدعم الجمهوري لصفقة القرن، فإن هناك إجماعاً بين الحزبين على معارضة التخفيضات التي فرضتها الإدارة على المساعدات الخارجية ووزارة الخارجية الأميركية في الموازنة. وعلى غرار موازنة العام الماضي، فرض البيت الأبيض تخفيضات كبيرة على موازنة وزارة الخارجية المعنية بتقديم المساعدات الخارجية. وخضعت أرقام موازنة الخارجية لتخفيضات بنسبة 21 في المائة هذا العام، أي ما يقدر بـ11.7 مليار دولار أقل من العام الماضي.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».