بيرغامو... من العصور الوسطى ببصمة القرن الواحد والعشرين

صلة الوصل في إيطاليا وجارة أكبر بحيراتها

بيرغامو... من العصور الوسطى ببصمة القرن الواحد والعشرين
TT

بيرغامو... من العصور الوسطى ببصمة القرن الواحد والعشرين

بيرغامو... من العصور الوسطى ببصمة القرن الواحد والعشرين

بيرغامو واحدة من أجمل وأهم المحطات السياحية في شمال إيطاليا ويمكن السفر إليها مباشرة من العاصمة لندن والوصول إلى مطار كرافاجيو الدولي خلال ساعتين. وهي مدينة صغيرة بالمقارنة مع المدن الإيطالية الأخرى وهي أيضاً عاصمة الإقليم الذي يقع فيه إقليم لومبارديا الجميل. وهي المدينة أكثر استقطاباً للسياح في الإقليمين بعد مدينة ميلانو.
تحد المدينة التي يترجم اسمها إلى «بيت الجبل» سبعة تلال على الجانب الشمالي وتقسمها إلى قسمين؛ السفلي شيتا باسا وهي المدينة الحديثة والمنبسطة والمدينة العليا شيتا ألتا التي تستقطب السياح عادة لجمالها وجمال عمرانها. وهي منطقة محاطة بأنظمة أو جدران دفاعية ضخمة تم بناؤها بين القرنين السادس والسابع عشر من قبل جمهورية البندقية. وتعتبر المدينة العليا منطقة محمية وجزءاً من التراث العالمي الذي تعتني به منظمة اليونيسكو. وجميع أزقة المدينة القديمة والضيقة مرصوفة بالحجارة.
المدينة بشكل عام مدينة نظيفة وهواؤها نظيف وأحوالها الجوية صحية ومعتدلة وطيبة وهادئة وخصوصاً المدينة الحديثة التي تضم عدداً لا بأس به من المرافق الحكومية والمباني القديمة والحدائق الجميلة ومحلات الأنتيك والمكتبات والمطاعم ومحلات الحرف والخضراوات والمقاهي ودار للأوبرا والأهم من ذلك محطة قطار ممتازة توصلك إلى حيث تشاء.
ومن المطاعم المعروفة والهامة جداً في المدينة العليا والقديمة مطعم «دا ميمو بيرغامو ألتا» وهو مطعم راقٍ من الدرجة الأولى يقصده الناس من كل حدب وصوب من إيطاليا ودول العالم ومطعم «بيرنابو» ومطعم «لاليمانتاري» في الساحة الرئيسية ساحة بيزا فاكيا وهو مطعم عائلي يقدم لائحة ممتازة من الأطعمة التقليدية والحديثة بالإضافة إلى الحلويات الإيطالية الطيبة.
يمكن البقاء في المدينة التي تتمتع بشبكة مواصلات جيدة والتمتع بها وبعمرانها، وخصوصاً أكاديمية كرارا التي تعتبر مركزاً فنياً هاماً وحصن القاعة وكنيسة سانتا ماريا مادجوري وبوابة سان جاكومو وغيره من المحطات السياحية الرئيسية مثل الساحة القديمة ومكتبة أنجيلو ماي.
بشكل عام تعتبر المدينة مركزاً ثقافياً هاماً في الشمال الإيطالي، إذ تضم داراً مهمة للأوبرا وهو دار تياترو دونيزيتي وتستضيف مهرجاناً شعرياً كل عام ومؤتمرات عمرانية وهي مسقط رأس الكثير من المشاهير مثل المايسترو جاناندريا غافتسيني وملعب فريق أتلانتا في الدوري الإيطالي.
وأهمية بيرغامو من الناحية السياحية لا تكمن في هذه المرافق بل في كونها محطة رئيسية قريبة جداً من جنوب سويسرا (30 كلم) ومن الكثير من النقاط والمدن والمناطق السياحية الإيطالية المعروفة، أي أن بالإمكان البقاء في بيرغامو والتنقل إلى الكثير من هذه النقاط التي لا تبعد كثيراً. فالمدينة على الطريق الرئيسي المعروف بموتورواي 4 الذي يصل بين تورينو وميلان (40 كلم عن المدينة - تستعرض رحلة القطار نصف ساعة) وفيرونا والبندقية وتريستي. وعبر محطة القطار الرئيسية يمكن الوصول بسهولة إلى هذه المدن ومدن أخرى أصغر وأجمل كليكو وكريمونا وتريفيغليو وبريشا ومونزا. كما توفر المحطة رحلتين في اليوم إلى العاصمة روما.
باختصار يمكن الوصول خلال نصف ساعة أو ساعتين إلى كل تلك المحطات والعودة إلى بيرغامو في نفس اليوم. والأهم من هذا يمكن الوصول بسهولة وخلال ساعة ونصف أو ساعتين إلى مدينة كومو وعدد مهم من البحيرات الإيطالية المعروفة والرائعة والتي يطلق عليها بحيرات الألب كبحيرة كومو الجميلة والمشهورة جداً حول العالم وهي ثالث أكبر البحيرات الإيطالية البركانية التي تعتبر أعمق البحيرات الأوروبية بعمق 400 متر. وبحيرة إيسيو التي تعتبر رابع أكبر البحيرات في مقاطعة أو إقليم لمبارديا. كما يمكن زيارة بحيرة غاردا بين بريشا وفيرونا وميلان والبندقية (70 كلم - 70 دقيقة بالحافلة) التي تعبر أكبر البحيرات الإيطالية وبحيرة مادجوري وهي ثاني أكبر البحيرات في إيطاليا.
وبالطبع تفتح فرصة زيارة هذه البحيرات، زيارة الكثير من البلدات والمدن الصغيرة التي تنتشر على شواطئها. وتؤمن هذه البلدات الكثير من المطاعم والحدائق العامة والخاصة الممتازة، وهي من النقاط السياحية الممتازة للراغبين في السير مشياً على الأقدام والتمتع بطبيعة خلابة وصحية هادئة.
من أهم المحطات الممتازة التي يمكن الوصول إليها بسهولة من بيرغامو هي مدينة ميلانو التي يمكن الوصول إليها خلال نصف ساعة كما سبق وذكرنا.
وفي ميلانو يمكن زيارة الكثير من المعالم الهامة والأثرية كأعمدة سان لورينزو الرومانية وكاتدرائية ميلانو الكبرى التي تعتبر أكبر كاتدرائية قوطية في العالم وأكبر الكنائس في إيطاليا وثالث أكبر الكاتدرائيات في القارة الأوروبية. ويمكن زيارة كاتدرائية سانت أمبروغيو (ثاني أكبر الكنائس في المدينة) وهي من أقدم الكنائس في المدينة والتي يعود تاريخها إلى عام 379 للميلاد. بالإضافة إلى القصر الملكي، يمكن إطلاق نظرة على قلعة سفورزا القرميدية الرائعة التي يعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر. أضف إلى ذلك حدائق مونتانيلي وقوس السلام على مدخل حدائق سيمبيوني.
وربما تكون محطة القطار الرئيسية أو محطة ميلانو المركزية التي تعتبر أكبر محطات القطار الأوروبية والتي بنيت في الثلاثينيات من القرن الماضي واحدة من أجمل المعالم العمرانية في المدينة وأكثرها إثارة.
والمحطة الثانية والجميلة التي يمكن الوصول إليها عبر الحافلة وبسهولة وخلال رحلة لا تتعدى الساعتين هي مدينة أو بلدة كومو على فم البحيرة التي تحمل اسمها. وهذه المدينة الصغيرة التي ولد فيها الفيلسوف والكاتب الروماني الشهير بليني الأكبر وتشتهر بصناعة الحرير، جميلة جداً وتضم نخبة رائحة من النقاط المعمارية والسياحية التي لا يمكن تفويتها مثل الساحة الرئيسية وكاتدرائية كومو القوطية التي بنيت نهاية القرن الرابع عشر. وتعرف الكاتدرائية الجميلة باسم دوومو دي كومو وبكاتدرائية دي سانتا ماريا أسونتا.
وفضلاً عن الكثير من المطاعم ومنها مطعم لبناني قرب محطة القطار لأحد المهاجرين من مدينة النبطية، يمكن من المدينة النظيفة والفسيحة أخذ القارب والتعرف على محطات بحيرة كومو الرئيسية. ويمكن أخذ القارب إلى محطات قصيرة ويمكن التمتع برحلة طويلة لساعات للتمتع بأحد أجمل المناظر الطبيعية والعمراني في العالم.



«سوق السفر العالمي» ينطلق في لندن والعيون على السعودية

وزير السياحة أحمد بن عقيل الخطيب يفتتح الجناح السعودي في «سوق السفر العالمي» بلندن (واس)
وزير السياحة أحمد بن عقيل الخطيب يفتتح الجناح السعودي في «سوق السفر العالمي» بلندن (واس)
TT

«سوق السفر العالمي» ينطلق في لندن والعيون على السعودية

وزير السياحة أحمد بن عقيل الخطيب يفتتح الجناح السعودي في «سوق السفر العالمي» بلندن (واس)
وزير السياحة أحمد بن عقيل الخطيب يفتتح الجناح السعودي في «سوق السفر العالمي» بلندن (واس)

انطلقت فعاليات معرض «سوق السفر العالمي» WTM في نسخته الـ44 في المركز الدولي للمؤتمرات والمعارض في إكسيل في شرق لندن وتستمر لغاية الخميس.

ويعدّ هذا المعرض الأكثر تأثيراً في صناعة السفر، ويقدم فرصة مثالية لبناء العارضين شبكات قوية تساهم في تعزيز إجراء صفقات تجارية وشراكات جديدة والتعرف على أحدث تطورات السوق السياحية في العالم.

مشاركة قوية من المملكة السعودية (الشرق الأوسط)

ويشارك هذا العام في المعرض 4 آلاف عارض، بما في ذلك مجالس وممثلو السياحة وأصحاب الفنادق والخدمات التكنولوجية والتجارب العالمية وشركات الطيران، بالإضافة إلى انضمام 80 عارضاً جديداً هذا العام. وعلقت جولييت لوساردو، مديرة العارضين: «سيكون عام 2024 أفضل عام حتى الآن بالنسبة إلى سوق السفر العالمي، حيث تشير التوقعات إلى حدوث نمو وتوسع بنسبة 7 في المائة؛ مما يعكس ازدهار قطاع السياحة الدولي».

ويسهم المعرض في تسليط الضوء على التحديات والفرص المستقبلية، خصوصاً في ظل التغيرات الاقتصادية والتكنولوجية، مثل تأثير الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والابتكار والاستدامة البيئية في صناعة السياحة، إضافة إلى استعادة صناعة السفر من تداعيات جائحة «كوفيد - 19» وكيفية تكييف الشركات مع التغيرات الكبيرة في سلوكيات السفر.

جانب من الجناح السعودي (الشرق الأوسط)

ويتضمن المعرض أيضاً عدداً من الندوات والجلسات حول مواضيع متنوعة مثل الأمن السيبراني والاستثمار في السياحة وكيفية جذب السياح في ظل المنافسة العالمية.

واللافت هذا العام مشاركة المملكة العربية السعودية القوية، حيث تقود وفداً يضم 61 من أصحاب المصلحة الرئيسيين لتسليط الضوء على النمو السريع الذي تشهده البلاد في قطاع السياحة.

ويحتضن جناح «روح السعودية» هذا العام كثيراً من الأجنحة المميزة والتفاعلية التي ترسخ الحفاوة السعودية، وتبرز الثقافة الغنية والأصيلة، وتسلط الضوء على الطبيعة الساحرة والتنوع الطبيعي والمناخي.

كوكتيلات تُستخدم فيها المنتجات السعودية مثل ورد الطائف (الشرق الأوسط)

وكشفت السعودية خلال المعرض عن خطط سياحية جديدة، وتركت انطباعاً قوياً في «سوق السفر العالمي» من خلال حجم منصات العرض الخاصة بها والعروض التي قدمتها للمشاركين في المعرض وتعريفهم بثقافة البلاد وتقديم القهوة والحلويات التقليدية للضيوف.

وترأس الوفد السعودي أحمد الخطيب، وزير السياحة ورئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للسياحة، إلى جانب الرئيس التنفيذي للهيئة فهد حميد الدين وشخصيات رئيسية أخرى من قطاع السياحة السعودي.

ويضم الوفد ممثلين عن المنظمات الكبرى مثل وزارة السياحة وصندوق التنمية السياحية، وشركة «الرحلات البحرية السعودية»، و«طيران الرياض»، و«البحر الأحمر العالمية» و«الهيئة الملكية للعلا».

ويتم عرض المشروعات الرئيسية في المملكة مثل «نيوم»، بالإضافة إلى المعالم الثقافية والترفيهية مثل «موسم الرياض».

مدخل الجناح السعودي في «سوق السفر العالمي» بلندن (الشرق الأوسط)

وتشارك أيضاً 17 علامة تجارية لفنادق محلية ودولية، وهو ما يمثل أكبر عدد من شركاء الفنادق الممثلين في الجناح السعودي.

وخلال المعرض من المتوقع كشف النقاب عن شراكات جديدة تتماشى مع استراتيجية السياحة التطلعية للمملكة.

وكانت منطقة عسير في السعودية من بين المشاركين الجدد في المعرض هذا العام، حيث قال رئيس قطاع الوجهات السياحية حاتم الحربي: «هذه المشاركة الأولى لنا في ترويج منطقة عسير بصفتها وجهة سياحية بدعم من الهيئة السعودية للسياحة ووزارة السياحة السعودية»، وأضاف أن الغرض من المشاركة هو تقديم منطقة عسير بصفتها إحدى أهم الوجهات السياحية في السعودية؛ لأنها تجرية مختلفة تماماً وباستطاعتها تغيير الصورة النمطية عن المملكة التي تشير إلى أنها مناطق حارة وصحراء فحسب.

«طيران الرياض» من المشاركين في الجناح السعودي (الشرق الأوسط)

وقامت «الشرق الأوسط» باختبار معرفة سارة، الدليل السياحي السعودي الأول الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي، عن طريق طرح أسئلة عن أجمل الأماكن السياحية وأفضل ما يمكن القيام به في مناطق مختلفة في السعودية، بالإضافة إلى نصائح سياحية... وكانت النتيجة أكثر من جيدة. وبحسب القائمين على المشروع، فمن المتوقع أن تكون سارة متوفرة في مرافق سياحية عدّة ومطارات مختلفة لتقديم المعلومات والنصائح للزوار عن طريق الذكاء الاصطناعي.

يشار إلى أن تطوير «مشروع سارة» استغرق أكثر من عشرة أشهر وتم اختيار ملامحها بتأنٍ لتقدم صورة مشابهة لصورة المرأة السعودية. سارة تتكلم ثلاث لغات، وهي العربية، والانجليزية، والصينية.

وتميز الجناح السعودي بتقديم مجموعة متنوعة من التجارب الغامرة، بما في ذلك جولات الواقع الافتراضي والعروض التقليدية والمأكولات المحلية، وتقديم مشروبات يقوم بتحضيرها الـ«ميكسولوجيست» السعودي يوسف عبد الرحمن الذي شرح لـ«الشرق الأوسط» عن طريقة ابتكاره كوكتيلات سعودية يحضّرها من منتجات محلية، مثل ورد الطائف وخزامى جازان وغيرها.

عرض لمهن تراثية سعودية (الشرق الأوسط)

وتأتي مشاركة المملكة في المعرض في أعقاب إطلاق حملة «حيث يضيء الشتاء» هو جزء من مبادرة «هذه الأرض تنادي» الأوسع. وتهدف هذه المبادرة إلى جذب الزوار إلى الوجهات الرئيسية في السعودية ودعوة المسافرين على مدار العام مثل «موسم الرياض»، و«مهرجان العلا»، وسباق «الجائزة الكبرى السعودي للفورمولا 1» في جدة.

من المتوقع أن تقود الصين والهند النمو المستقبلي في الكثير من أسواق السياحة العالمية، بما في ذلك الشرق الأوسط. وتشير التوقعات أيضاً إلى ازدياد السفر إلى الخارج بنسبة 80 في المائة بحلول عام 2030.

ألعاب ونشاطات في الجناح السعودي (الشرق الأوسط)

وتوقع المجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC) أن تنمو مساهمة قطاع السفر والسياحة في الناتج المحلي الإجمالي إلى 15.5 تريليون دولار بحلول عام 2033، مما يمثل 11.6 في المائة من الاقتصاد العالمي، وسيوظف 430 مليون شخص حول العالم بمن فيهم ما يقارب 12 في المائة في هذا القطاع.