موسم الماس الأسود بدأhttps://aawsat.com/home/article/212636/%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D9%88%D8%AF-%D8%A8%D8%AF%D8%A3
ينتظر الطهاة لا سيما المتخصصون منهم في طهي الأكل الإيطالي والفرنسي هذا الموسم للحصول على أجود أنواع الكمأة السوداء التي يصل سعر الغرام الواحد منها في بعض الأحيان إلى 300 دولار أميركي وأكثر. وتعد «فوكلوز» المنطقة الجبلية الفرنسية من الإمكان التي يتوجه إليها الطهاة لاختيار كمياتهم المخصصة من الكمأة (وهي من فصيلة الفطر) النادرة الوجود وذات الموسم القصير، ويجري استخدامها في عدد من الأطباق لا سيما الريزتو والباستا، والنكهة قوية وتشتم فيها رائحة الطبيعة، لونها أسود ويطلق عليها اسم الماس الأسود. في بريطانيا يطلق عليها اسم truffle، وتقام في مثل هذه الأيام مهرجانات خاصة بها وتباع في الكثير من الأسواق المفتوحة في إيطاليا وفرنسا وفي بعض المناطق البريطانية، وتأتي بأشكال وأحجام كثيرة. وتباع بالوزن. وعلى عكس ما يظنه البعض بأن الكمأة توجد فقط في إيطاليا، فجنوب شرقي فرنسا يعد المصدر الأكبر لها، 70 في المائة من تصديرها يأتي من فوكلوز في فرنسا. يبدأ الموسم في فرنسا الآن ويمتد لغاية مارس (آذار) المقبل، وفي هذه المرحلة تقام عدة مهرجانات خاصة بالماس الأسود لا سيما في الثامن 10 من يناير (كانون الثاني). تعد الكمأة من الأطباق التي يحبها ذواقة الأكل الفاخر، إلا أنها لا تروق لجميع الأذواق والذائقات، فإذا كنت قد جربتها ولم تعجبك، اطمئن فأنت لست الوحيد، فهناك الكثير من الذين لا يحبون هذا المذاق القوي. يشار إلى أنه في الكثير من المطاعم يؤتى بالكمأة إلى الطاولة، وتضاف إلى طبقك، فاحذر التكلفة الإضافية، لأن الكمية التي تسمح للنادل باستعمالها سيجري تسعيرها بحسب وزنها ويضاف السعر إلى سعر الطبق الحقيقي.
«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندنhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/%D9%85%D8%B0%D8%A7%D9%82%D8%A7%D8%AA/5091625-%D8%B9%D9%86%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%B1%D9%8A-%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%81%D8%B3-%D9%82%D9%88%D9%8A-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B3%D8%A7%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%83%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A8%D9%84%D9%86%D8%AF%D9%86
«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص، أما أطباق بلاد الشام فلا تعتمد على الابتكار على قدر الالتزام بقواعد متَّبعة، وإنني لست ضد الابتكار من ناحية طريقة التقديم وإضافة اللمسات الخاصة تارة، وإضافة مكون مختلف تارة أخرى شرط احترام تاريخ الطبق وأصله.
زيارتي هذه المرة كانت لمطعم لبناني جديد في لندن اسمه «عناب براسري (Annab Brasserie)» فتح أبوابه في شارع فولهام بلندن متحدياً الغلاء والظروف الاقتصادية العاصفة بالمدينة، ومعتمداً على التوفيق من الله والخبرة والطاهي الجيد والخبرة الطويلة.
استقبلنا بشير بعقليني الذي يتشارك ملكية المشروع مع جلنارة نصرالدين، وبدا متحمساً لزيارتي. ألقيت نظرة على لائحة الطعام، ولكن بشير تولى المهمة، وسهَّلها عليَّ قائلاً: «خلّي الطلبية عليّ»، وأدركت حينها أنني على موعد مع مائدة غنية لا تقتصر على طبقين أو ثلاثة فقط. كان ظني في محله، الرائحة سبقت منظر الأطباق وهي تتراص على الطاولة مكوِّنة لوحة فنية ملونة مؤلَّفة من مازة لبنانية حقيقية من حيث الألوان والرائحة.
برأيي بوصفي لبنانية، التبولة في المطعم اللبناني تكون بين العلامات التي تساعدك على معرفة ما إذا كان المطعم جيداً وسخياً أم لا، لأن هذا الطبق على الرغم من بساطته فإنه يجب أن يعتمد على كمية غنية من الطماطم واللون المائل إلى الأحمر؛ لأن بعض المطاعم تتقشف، وتقلل من كمية الطماطم بهدف التوفير، فتكون التبولة خضراء باهتة اللون؛ لأنها فقيرة من حيث الليمون وزيت الزيتون جيد النوعية.
جربنا الفتوش والمقبلات الأخرى مثل الحمص والباباغنوج والباذنجان المشوي مع الطماطم ورقاقات الجبن والشنكليش والنقانق مع دبس الرمان والمحمرة وورق العنب والروبيان «الجمبري» المشوي مع الكزبرة والثوم والليمون، ويمكنني الجزم بأن النكهة تشعرك كأنك في أحد مطاعم لبنان الشهيرة، ولا ينقص أي منها أي شيء مثل الليمون أو الملح، وهذا ما يعلل النسبة الإيجابية العالية (4.9) من أصل (5) على محرك البحث غوغل بحسب الزبائن الذين زاروا المطعم.
الطاهي الرئيسي في «عناب براسري» هو الطاهي المعروف بديع الأسمر الذي يملك في جعبته خبرة تزيد على 40 عاماً، حيث عمل في كثير من المطاعم الشهيرة، وتولى منصب الطاهي الرئيسي في مطعم «برج الحمام» بلبنان.
يشتهر المطعم أيضاً بطبق المشاوي، وكان لا بد من تجربته. الميزة كانت في نوعية اللحم المستخدم وتتبيلة الدجاج، أما اللحم الأحمر فهو من نوع «فيليه الظهر»، وهذا ما يجعل القطع المربعة الصغيرة تذوب في الفم، وتعطيها نكهة إضافية خالية من الدهن.
المطعم مقسَّم إلى 3 أقسام؛ لأنه طولي الشكل، وجميع الأثاث تم استيراده من لبنان، فهو بسيط ومريح وأنيق في الوقت نفسه، وهو يضم كلمة «براسري»، والديكور يوحي بديكورات البراسري الفرنسية التي يغلب عليها استخدام الخشب والأرائك المريحة.
زبائن المطعم خليط من العرب والأجانب الذين يقطنون في منطقة فولهام والمناطق القريبة منها مثل شارع كينغز رود الراقي ومنطقة تشيلسي.
في نهاية العشاء كان لا بد من ترك مساحة ليكون «ختامه حلوى»، فاخترنا الكنافة على الطريقة اللبنانية، والبقلاوة المحشوة بالآيس كريم، والمهلبية بالفستق الحلبي مع كأس من النعناع الطازج.
المطاعم اللبنانية في لندن متنوعة وكثيرة، بعضها دخيل على مشهد الطعام بشكل عام، والبعض الآخر يستحق الوجود والظهور والمنافسة على ساحة الطعام، وأعتقد أن «عناب» هو واحد من الفائزين؛ لأنه بالفعل من بين النخبة التي قل نظيرها من حيث المذاق والسخاء والنكهة وروعة المكان، ويستحق الزيارة.