رئيس الحكومة اللبنانية: استعادة الثقة تكون بالأفعال ومصارحة الناس بالحقيقة

عشرات المصابين في المواجهات بين قوى الأمن

رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب (رويترز)
رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب (رويترز)
TT

رئيس الحكومة اللبنانية: استعادة الثقة تكون بالأفعال ومصارحة الناس بالحقيقة

رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب (رويترز)
رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب (رويترز)

بدأت جلسة نيابية مخصصة لمناقشة البيان الوزاري ومنح الثقة للحكومة في لبنان اليوم (الثلاثاء)، وسط احتجاجات شعبية ومواجهات بين المحتجين على حكومة حسان دياب والقوى الأمنية.
وتلا رئيس الحكومة حسان دياب في جلسة منح الثقة للحكومة في مجلس النواب بيانا وزاريا أشار فيه إلى أن حكومته «تتقدم من النواب بالبيان الوزاري وبطلب نيل الثقة، فيما نحن وأنتم نواجه اعتراضا شعبيا لا تنفع المكابرة في التعاطي معه»، بحسب ما نقلته الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية. وتابع: «مخطئ من يعتقد أنه سينجو من أي انهيار للاقتصاد ومن غضب الناس. فلنتواضع جميعا ولنعترف بأن استعادة الثقة تكون بالأفعال لا بالوعود، استعادة الثقة مسار طويل يتطلب مصارحة الناس بالحقيقة ويحتاج إلى إنجازات ملموسة».
وأوضح دياب أن لبنان يواجه أزمات اقتصادية ومالية واجتماعية ومعيشية وبيئية خانقة ومصيرية، متحدثاً عن «بطالة جامحة وفقر مدقع وانهيار وتهديد للبنى التحتية والخدمات الأساسية وتهديد مباشر للناس في صحتهم ورواتبهم وسكنهم ولقمة عيشهم».
وأكد دياب أن لبنان مر في الأعوام الأخيرة بأزمات وتحديات كبيرة تراكمت حتى وصل إلى أزمة مأساوية. وتابع: «ولأنها كذلك، تستدعي منا مراجعة عميقة للأسباب التي أدت إلى هذه الأزمة. كما تستوجب أيضا اتخاذ خطوات بعضها مؤلم ضمن خطة إنقاذ شاملة متكاملة. ولأننا في مرحلة استثنائية، مصيرية وخطيرة للغاية، ورثناها كحكومة، تماما كما ورثها الشعب اللبناني بجميع أبنائه، سواء المحتجون في الساحات أو الذين التزموا منازلهم وفي المهجر، فإننا وانطلاقا من الحس الوطني، وافقنا على تسلم هذه المهمة في ظروف ندرك حجم مخاطرها ودقتها».
وعن الاحتجاجات التي بدأت في 17 أكتوبر (تشرين الأول)، قال دياب: «لأن اللبنانيات واللبنانيين عبروا عن غضبهم بوضوح وجرأة منذ 17 أكتوبر 2019. وطالبوا بحقوقهم، توصلنا إلى تعهدات والتزامات واردة في بياننا الوزاري. إن المتطلبات والإصلاحات التي نعيها ونلتزمها هي نابعة بالأساس من مطالب اللبنانيات واللبنانيين، بالإضافة إلى تلك التي تتوقعها الدول المانحة ولا سيما تلك التي يشملها مؤتمر (سيدر) فضلا عن التقارير والدراسات المتخصصة لشتى القطاعات، آملين أن تثبت خطتنا هذه دعائم الثقة لدى الشعب اللبناني، والمستثمرين والمودعين والمغتربين، والدول الصديقة والمانحة».
ويرتكز البيان الوزاري على برنامج عمل يتضمن خطة طوارئ إنقاذية، وسلة إصلاحات محورها ورشة إصلاح قضائي وتشريعي ومالي وإداري، ومكافحة الفساد ومعالجات في المالية العامة تواكبها إجراءات اقتصادية تحفز الانتقال من اقتصاد ريعي إلى اقتصاد منتج، بالإضافة إلى تمتين شبكة الأمان الاجتماعية. وفي هذا الإطار، أشار دياب إلى أنه يمكن الاستعانة بالخطة الاقتصادية التي أعدها المكتب الاستشاري «ماكنزي» بالإضافة إلى أفكار ودراسات أعدها اختصاصيون آخرون.
وأضاف رئيس الحكومة: «لا يمكن لأي خطة إنقاذية أن تنجح ما لم نقم بخطوات عملية منها خفض الفائدة على القروض والودائع وذلك لإنعاش الاقتصاد وخفض كلفة الدين. إننا ملتزمون بسرعة تنفيذ هذه الخطة، إذ أن كل يوم يمر من دون المضي في التنفيذ، يكلف البلد وناسه المزيد من الخسائر والأضرار وقد نصل إلى الانهيار الكامل».
وكانت مواجهات اندلعت صباح اليوم بين القوى الأمنية ومحتجين تجمعوا من كافة المناطق اللبنانية عند المداخل المؤدية إلى المجلس النيابي لمنع وصول النواب ومنع عقد جلسة مناقشة البيان الوزاري للحكومة وإعطائها الثقة على أساسه، بحسب وكالة الأنباء الألمانية. ولا تزال المواجهات بين المحتجين والقوى الأمنية مستمرة.
وأفاد الصليب الأحمر اللبناني بأنه جرى نقل عشرات للمستشفيات جراء المواجهات.



بيان منسوب لبشار الأسد: غادرت بطلب روسي في اليوم التالي لسقوط دمشق

الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد (رويترز - أرشيفية)
الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد (رويترز - أرشيفية)
TT

بيان منسوب لبشار الأسد: غادرت بطلب روسي في اليوم التالي لسقوط دمشق

الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد (رويترز - أرشيفية)
الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد (رويترز - أرشيفية)

نفى الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، أن يكون قد غادر سوريا «بشكل مخطَّط له كما أُشيع»، مؤكداً: «بل بقيت في دمشق أتابع مسؤولياتي حتى ساعات الصباح الأولى من يوم الأحد 8 ديسمبر (كانون الأول)».

وأوضح الأسد، في بيان منسوب إليه نشرته حسابات تابعة للرئاسة السورية على مواقع التواصل الاجتماعي: «مع تمدد (الإرهاب) داخل دمشق، انتقلتُ بتنسيق مع الأصدقاء الروس إلى اللاذقية لمتابعة الأعمال القتالية منها».

وأضاف: «عند الوصول إلى قاعدة حميميم صباحاً تبيَّن انسحاب القوات من خطوط القتال كافة وسقوط آخر مواقع الجيش. ومع ازدياد تدهور الواقع الميداني في تلك المنطقة، وتصعيد الهجوم على القاعدة العسكرية الروسية نفسها بالطيران المسيّر، وفي ظل استحالة الخروج من القاعدة في أي اتجاه، طلبت موسكو من قيادة القاعدة العمل على تأمين الإخلاء الفوري إلى روسيا مساء يوم الأحد 8 ديسمبر».

وتابع: «مع سقوط الدولة بيد (الإرهاب)، وفقدان القدرة على تقديم أي شيء يصبح المنصب فارغاً لا معنى له، ولا معنى لبقاء المسؤول فيه».

وأضاف الأسد في البيان: «لم أكن في يوم من الأيام من الساعين للمناصب على المستوى الشخصي، بل عددت نفسي صاحب مشروع وطني أستمدّ دعمه من شعب آمنَ به».

وأعلنت المعارضة السورية، يوم الأحد 8 ديسمبر، أنها حررت دمشق وأسقطت حكم الرئيس بشار الأسد الذي امتد 24 عاماً. وورد في بيان المعارضة على شاشة التلفزيون الرسمي: «تم بحمد لله تحرير مدينة دمشق وإسقاط الطاغية بشار الأسد».

وأضافت المعارضة أنه جرى إطلاق سراح جميع المعتقلين، فيما كشف ضابطان كبيران بالجيش السوري عن أن الرئيس بشار الأسد غادر البلاد على متن طائرة إلى وجهة غير معلومة، قبل أن يعلن الكرملين أن «الأسد وأفراد عائلته وصلوا إلى موسكو»، مضيفاً: «منحتهم روسيا اللجوء لدواعٍ إنسانية».

وشكَّلت المعارضة السورية بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكومة انتقالية مؤقتة برئاسة محمد البشير، حتى الأول من مارس (آذار) 2025.