قالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن السلطة رفضت الصيغة المخففة لمشروع القرار الذي يفترض أن يقدَّم لمجلس الأمن، اليوم (الثلاثاء)، بسبب تخفيف صيغته التي لا تتضمن إدانة لخطة صفقة القرن الأميركية ولا تتضمن ذكراً للولايات المتحدة. وتابعت أن نتيجة مشاورات مكثفة هي التي ستقرر إذا كان المشروع سيُطرح أم لا».
وكان دبلوماسيون قد أكدوا أن السلطة الفلسطينية سحبت طلب التصويت في الأمم المتحدة على قرار حول «صفقة القرن»، لأن المشروع الذي قدمته إندونيسيا وتونس، قد لا يحظى بدعم تسعة من أعضاء المجلس من أصل خمسة عشر، وهو الحد الأدنى المطلوب لتبنيه من دون أن يلجأ أحد الأعضاء الدائمين إلى حق النقض (الفيتو). وأكد الأمر مسؤولون فلسطينيون قبل أن يُصدر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، بياناً، يقول فيه «إن ما يروَّج حول سحب مشروع القرار المقدم من المجموعة العربية وحركة عدم الانحياز لمجلس الأمن، عارٍ عن الصحة ولا أساس له».
وأضاف عريقات، في تصريح تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أن «مشروع القرار موزّع وما زال قيد التداول، وعندما تنتهي المشاورات ونضمن الصيغة التي قدمناها دون انتقاص أو تغيير لثوابتنا، سيتم عرضه للتصويت، علماً بأن مشروع القرار لم يُطرح بالورقة الزرقاء للتصويت حتى يُقال إنه جرى سحبه. وسيلقي سيادة الرئيس محمود عباس كلمته أمام مجلس الأمن غداً (اليوم)، في العاشرة صباحاً بتوقيت نيويورك، الخامسة مساءً بتوقيت فلسطين».
واتهم مسؤولون بريطانيا بالوقوف خلف تخفيف اللهجة الحادة الأولى في مشروع القرار، فحذفت إدانة «صفقة القرن» من نصّ مشروع القرار، كما تجنب المشروع ذكر الولايات المتحدة والتخلي عن الدعوة إلى مؤتمر سلام دولي. وفي كل الأحوال يوجه الرئيس محمود عباس، اليوم، كلمة مهمة أمام مجلس الأمن الدولي ضد الخطة الأميركية للسلام. وقال مستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، إن كلمة الرئيس ستؤكد مفاهيم ومضامين وشرحاً للموقف الفلسطيني، وستكون بمثابة مرجعية لأي عملية سلام مستقبلية.
ويطرح عباس رؤيته للسلام في مجلس الأمن، متمسكاً بإطلاق مفاوضات جديدة لكن برعاية دولية متعددة الأطراف لفترة زمنية محددة تُلغى فيها أي قرارات سابقة، وتتوقف فيها أي أعمال استيطانية أو ضد السلام، ولها مرجعيات معروفة تستند إلى الشرعية الدولية. وتعرض عباس لضغوط أيضاً من أجل تخفيف لهجته ضد الولايات المتحدة.
وبعد الجلسة سيعقد عباس مؤتمراً صحافياً في نيويورك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، وفق بيان للبعثة الفلسطينية في الأمم المتحدة. وتنظم حركة «فتح» والفصائل الفلسطينية وقفات جماهيرية بالتزامن مع خطاب عباس «ضد صفقة القرن» ومساندة لموقفه. ويعرض عباس الرؤية الفلسطينية التي تستند إلى بيان الجامعة العربية الأخير بوصفها بديلاً لصفقة القرن.
السلطة الفلسطينية ترفض «الصيغة المخففة» لمشروع القرار
السلطة الفلسطينية ترفض «الصيغة المخففة» لمشروع القرار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة