طهران تبدأ محاكمة معارض سرب أسرار النظام في «جلسة مغلقة»

روح الله زم
روح الله زم
TT

طهران تبدأ محاكمة معارض سرب أسرار النظام في «جلسة مغلقة»

روح الله زم
روح الله زم

بدأت أمس في طهران محاكمة المعارض روح الله زم، وهو إيراني منفي في فرنسا اعتقله «الحرس الثوري» في العراق في أكتوبر (تشرين الأول)، في «جلسة مغلقة، وبغياب وسائل الإعلام»، كما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.
وكان زم الذي يحمل صفة لاجئ في فرنسا يدير قناة معارضة على تطبيق تلغرام للتراسل تحمل اسم «آمَد نيوز»، وتتهمه طهران بأداء دور نشط في تحريك حركة الاحتجاج خلال شتاء (2017-2018). ونشر زم خلال السنوات الثلاث قبل اعتقاله تسريبات عن ملفات كبار المسؤولين، وتورط أبنائهم فيها. كما نقلت معلومات استخباراتية حساسة عن انتشار ودور قوات «فيلق القدس» في سوريا والعراق.
وبطلب من السلطات الإيرانية، وافقت شركة تلغرام على إغلاق قناة «آمد نيوز» التي يتابعها 1.4 مليون شخص، معتبرة أن هذه القناة تحضّ على «العنف»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
ولكن عقب الإغلاق، منحت تلغرام فرصة أخرى لنشاط قناة «آمد نيوز»، مما ساهم بتسليط الضوء على انتهاكات إيرانية ضد المتظاهرين. وذكرت وكالة «فارس»، المنبر الإعلامي لـ«الحرس الثوري»، أن ممثلاً للادعاء العام تلا قرار اتهام زم الذي يضم «15 تهمة» خلال الجلسة، الاثنين.
وأورد القرار الذي نشر على موقع السلطات القضائية أن المعارض متهم بـ«الفساد في الأرض»، مما قد يعرضه لعقوبة الإعدام. ويشتبه بأنه «ارتكب جنحاً ضد الأمن الداخلي والخارجي للبلاد»، و«تجسس لحساب الاستخبارات الفرنسية»، كما اتهم بإهانة «الطابع المقدس للإسلام».
وأوقف «الحرس الثوري» زم في أكتوبر (تشرين الأول)، في ظروف غامضة وفي موقع مجهول، لاتهامه بـ«العمل مع الاستخبارات الفرنسية، وتلقي دعم من الاستخبارات الأميركية واستخبارات النظام الصهيوني».
وأعلن التلفزيون الرسمي الإيراني، الاثنين، أنه سيبث مساء «وثائقياً» يتعلق بـ«ارتباطات روح الله زم».
ودعت منظمة العفو الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان مراراً السلطات الإيرانية إلى الكف عن بثّ «اعترافات متلفزة» لمشتبه بهم، على اعتبار أن في هذه الأساليب «خرقاً لحقوق الدفاع». وكان والد زم مسؤولاً مقرباً من مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، وهو ما منحه قدرة على التواصل مع مصادر وأبناء مسؤولين لنشر تسريبات من أسرار دوائر في هرم صنع القرار بإيران.
وخلال الأيام الماضية، أشارت وسائل إعلام «الحرس الثوري» إلى اعتقال 5 يشتبه بإرسالهم معلومات حساسة إلى زم.
ومن بين الخمسة، أعلن في الشهور الماضية عن مقاتل سابق في صفوف «فيلق القدس» بسوريا، محمد حسين رحيمي، وهو مدیر موقع «عماریون» المتشدد.
وتساءلت وكالة «المراسلون الشباب» التابعة للتلفزيون الإيراني أمس: «من هم جواسيس روح الله زم؟». وأشارت في هذا الصدد إلى علي غزالي، صهر حسين نجات مساعد الشؤون الاجتماعية والثقافية في «الحرس الثوري» نائب رئيس جهاز استخبارات «الحرس» سابقاً. ونشرت وکالات «الحرس الثوري» تسجيل فيديو يظهر زم بملابس السجن في محكمة طهران.



تركيا تؤكد أن هدفها الاستراتيجي في سوريا هو القضاء على «الميليشيا الكردية»

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز)
TT

تركيا تؤكد أن هدفها الاستراتيجي في سوريا هو القضاء على «الميليشيا الكردية»

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز)

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، يوم أمس (الجمعة)، إن القضاء على الميليشيا الكردية السورية المدعومة من الولايات المتحدة هو «الهدف الاستراتيجي» لبلاده، ودعا أعضاء الميليشيا إلى مغادرة سوريا أو إلقاء السلاح.

وفي مقابلة مع قناة «إن تي في» التركية، دعا فيدان أيضاً حكام سوريا الجدد -المعارضة المسلحة التي اجتاحت دمشق والمدعومة من أنقرة- إلى عدم الاعتراف بالميليشيا، المعروفة باسم «وحدات حماية الشعب».

يذكر أن المجموعة متحالفة مع الولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) لكن تركيا تعتبرها «منظمة إرهابية» وتهديداً أمنياً.

وقال فيدان «يجب على أعضاء وحدات حماية الشعب غير السوريين مغادرة البلاد في أسرع وقت ممكن... يجب على مستوى القيادة بوحدات حماية الشعب بأكمله مغادرة البلاد أيضاً... بعد ذلك، يجب على من يبقوا أن يلقوا أسلحتهم ويواصلوا حياتهم».

وأكد وزير الخارجية التركي أن بلاده أقنعت روسيا وإيران بعدم التدخل عسكرياً في سوريا خلال هجوم الفصائل المعارضة الذي أدى إلى إسقاط بشار الأسد.

وقال فيدان، إن «الأمر الأكثر أهمية قضى بالتحدث إلى الروس والإيرانيين والتأكد من أنهم لن يتدخلوا عسكرياً في المعادلة. تحدثنا إلى الروس والإيرانيين وقد تفهموا».

وأضاف: «بهدف الإقلال قدر الإمكان من الخسائر في الأرواح، جهدنا لتحقيق الهدف من دون سفك دماء عبر مواصلة مفاوضات محددة الهدف مع لاعبَين اثنين مهمين قادرين على استخدام القوة».

واعتبر الوزير التركي أنه لو تلقّى الأسد دعم روسيا وايران، لكان «انتصار المعارضة استغرق وقتاً طويلاً، وكان هذا الأمر سيكون دموياً».

وأضاف: «لكنّ الروس والإيرانيين رأوا أنّ هذا الأمر لم يعد له أيّ معنى. الرجل الذي استثمروا فيه لم يعد يستحق الاستثمار. فضلاً عن ذلك، فإن الظروف في المنطقة وكذلك الظروف في العالم لم تعد هي نفسها».

وإثر هجوم استمر أحد عشر يوما، تمكنت الفصائل السورية المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام الأحد من إسقاط الأسد الذي فر إلى روسيا مع عائلته.