«الترويكا الأفريقية» ومجلس الأمن والسلم... مناصب تنفيذية تضمن دوراً قارياً لمصر

عقب انتهاء رئاستها للاتحاد

TT

«الترويكا الأفريقية» ومجلس الأمن والسلم... مناصب تنفيذية تضمن دوراً قارياً لمصر

بعد عام كامل من تولي مصر الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي، تعوّل القاهرة حالياً على تقلد مناصب تنفيذية رفيعة داخل مؤسسات الاتحاد الرئيسية، كي تضمن استمرار دورها المحوري، وعلى رأسها «الترويكا الأفريقية» وعضوية مجلس الأمن والسلم.
وسلم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نظيره الجنوب الأفريقي سيريل رامافوزا، رئاسة الاتحاد، خلال القمة التي اختتمت أعمالها أمس بأديس أبابا. وبخروجها من الرئاسة، توجد مصر تلقائياً ضمن دول «الترويكا» التي تضم الرؤساء: الحالي والسابق والقادم للاتحاد أي جنوب أفريقيا ومصر والكونغو الديمقراطية. والأخيرة انتخبت لرئاسة الاتحاد عام 2021 عن منطقة غرب أفريقيا.
وتضمن الترويكا الأفريقية لمصر متابعة القضايا التي تم إطلاقها خلال رئاستها للاتحاد، خاصة مع سريان منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، بحسب السفير بسام راضي، المتحدث باسم الرئاسة المصرية.
وأوضح السفير راضي، في تصريحات صحافية على هامش القمة، أن التكامل والاندماج الاقتصادي الأفريقي ليس قصير الأمد، ولكن الجهود ستتواصل لمعالجة المشكلات التي ترسخت داخل القارة لعقود طويلة.
ولا تعد الترويكا الأفريقية السبيل الوحيد لاستمرار مصر في متابعة جهود وخطط التنمية المستدامة بالقارة، كما يقول السفير راضي الذي أشار إلى أن بلاده تعد من الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الأفريقية عام 1963، وأن الدول الأفريقية رحبت بعودة مصر القوية إلى الساحة بعد فترة من الابتعاد. ولفت إلى أن عودة مصر القوية عكستها الزيارات الكثيرة التي قام بها الرئيس السيسي إلى الدول الأفريقية، وأيضاً زيارات الزعماء الأفارقة المكثفة إلى مصر.
ومع انتهاء رئاستها، عمدت القاهرة كذلك إلى تكريس حضورها داخل مؤسسات الاتحاد، من خلال مشاركة واسعة في الانتخابات التي أجريت على 22 مقعداً في عدة قطاعات في هياكل الاتحاد الأفريقي، على هامش القمة، حيث فازت مصر بمقعدٍ في مجلس الأمن والسلم الأفريقي عن منطقة شمال أفريقيا بالتزكية، كونها البلد الوحيد المرشح عن بلدان شمال أفريقيا، بين عامي 2020 و2022.
ويتبع مجلس الأمن والسلم الاتحاد الأفريقي، ويحاكي نموذج مجلس الأمن الدولي، التابع لمنظمة الأمم المتحدة.
كما فاز المصري محمد هلال بعضوية اللجنة الأفريقية للقانون الدولي، ومدة ولاية هذه العضوية 6 سنوات، بينما فازت المصرية آمال عمار، بعضوية مجلس الاتحاد الأفريقي الاستشاري لمكافحة الفساد.
وأظهرت الدبلوماسية المصرية عبر العام الماضي اهتمامها بكل قضايا القارة، والعمل على حلها، مسخرة ما تمتلكه من إمكانات بشرية وعلمية ومادية يمكن أن تفيد دول القارة الأفريقية، ما ترتب عليه نجاحات للقارة السمراء على المستوى السياسي والاقتصادي والأمني، وفقا للنائب طارق رضوان، رئيس لجنة الشؤون الأفريقية بمجلس النواب المصري. ويؤكد البرلماني المصري لـ«الشرق الأوسط» أن بلاده ستستمر في التعاون مع الدول الأفريقية، باعتبارها على سلم أولويات السياسة الخارجية المصرية. ونوه باستضافة القاهرة مقر «مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات»، وهو المعني بتعزيز جهود ترسيخ الاستقرار والأمن في القارة الأفريقية.
ويعد المركز إحدى آليات مبادرة «إسكات البنادق» في أرجاء القارة بحلول عام 2020، وإنهاء الاقتتال في أفريقيا، ويأتي ضمن تفعيل السياسة الأفريقية الإطارية لإعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات.
في السياق ذاته، أشار رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب كريم درويش إلى أن الدور المصري تجاه القارة سيستمر من خلال عضويتها في «الترويكا الأفريقية» لتنمية القارة. وأوضح درويش، في بيان، أن الأولوية الأولى للقيادة السياسية منذ رئاسة الاتحاد هي تحقيق التنمية في القارة من خلال الشراكات مع الدول القائدة في النظام الدولي والدول المعنية بالشراكة والتنمية في أفريقيا من خلال ما تمثله مصر كحلقة وصل واتصال، وموقعها الجغرافي والاستراتيجي.



تونس: إيقاف متهمين بالانتماء إلى «تنظيم إرهابي»

وزير الدفاع التونسي خالد السهيلي بجلسة عمل مع ممثل البنتاغون في سياق التنسيق الأمني والعسكري بين سلطات البلدين (من موقع وزارة الدفاع التونسية)
وزير الدفاع التونسي خالد السهيلي بجلسة عمل مع ممثل البنتاغون في سياق التنسيق الأمني والعسكري بين سلطات البلدين (من موقع وزارة الدفاع التونسية)
TT

تونس: إيقاف متهمين بالانتماء إلى «تنظيم إرهابي»

وزير الدفاع التونسي خالد السهيلي بجلسة عمل مع ممثل البنتاغون في سياق التنسيق الأمني والعسكري بين سلطات البلدين (من موقع وزارة الدفاع التونسية)
وزير الدفاع التونسي خالد السهيلي بجلسة عمل مع ممثل البنتاغون في سياق التنسيق الأمني والعسكري بين سلطات البلدين (من موقع وزارة الدفاع التونسية)

كشفت مصادر أمنية رسمية تونسية عن أن قوات مكافحة الإرهاب والحرس الوطني أوقفت مؤخراً مجموعة من المتهمين بالانتماء إلى «تنظيم إرهابي» في محافظات تونسية عدة، دون توضيح هوية هذا التنظيم، وإن كان على علاقة بالموقوفين سابقاً في قضايا إرهابية نُسبت إلى فروع جماعتي «داعش» و«القاعدة» في شمال أفريقيا، مثل تنظيم «جند الخلافة» و«خلية عقبة بن نافع».

وحدات مكافحة الإرهاب التونسية ترفع حالة التأهب (صورة من مواقع وزارة الداخلية التونسية)

ووصف بلاغ الإدارة العامة للحرس الوطني في صفحته الرسمية الموقوفين الجدد بـ«التكفيريين»، وهي الصيغة التي تُعتمد منذ سنوات في وصف من يوصفون بـ«السلفيين المتشددين» و«أنصار» الجهاديين المسلحين.

من محافظات عدة

وأوضح المصادر أن قوات تابعة للحرس الوطني أوقفت مؤخراً في مدينة طبربة، 20 كلم غرب العاصمة تونس، عنصراً «تكفيرياً» صدرت ضده مناشير تفتيش صادرة عن محكمة الاستئناف بتونس بتهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي، ومحكوم غيابياً بالسجن لمدة 6 أعوام.

كما أعلن بلاغ ثانٍ صادر عن الإدارة العامة عن الحرس الوطني أن قواتها أوقفت مؤخراً في منطقة مدينة «مساكن»، التابعة لمحافظة سوسة الساحلية، 140 كلم جنوب شرقي العاصمة، متهماً بالانتماء إلى تنظيم إرهابي صدرت ضده أحكام غيابية بالسجن.

وحدات مكافحة الإرهاب التونسية ترفع حالة التأهب (صورة من مواقع وزارة الداخلية التونسية)

بالتوازي مع ذلك، أعلنت المصادر نفسها أن الحملات الأمنية التي قامت بها قوات النخبة ومصالح وزارة الداخلية مؤخراً براً وبحراً في محافظات عدة أسفرت عن إيقاف مئات المتهمين بالضلوع في جرائم ترويج المخدرات بأنواعها من «الحشيش» إلى «الحبوب» و«الكوكايين».

في السياق نفسه، أعلنت مصادر أمنية عن إيقاف ثلاثة متهمين آخرين بـ«الانتماء إلى تنظيم إرهابي» من محافظة تونس العاصمة وسوسة وبنزرت سبق أن صدرت ضدهم أحكام غيابية بالسجن في سياق «الجهود المتواصلة للتصدي للعناصر المتطرفة» وتحركات قوات مصالح مكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية ووحدات من الحرس الوطني.

المخدرات والتهريب

وفي سياق تحركات خفر السواحل والوحدات الأمنية والعسكرية المختصة في مكافحة تهريب البشر والسلع ورؤوس الأموال، أعلنت المصادر نفسها عن إيقاف عدد كبير من المهربين والمشاركين في تهريب المهاجرين غير النظاميين، وغالبيتهم من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء، وحجز عشرات مراكب التهريب ومحركاتها.

كما أسفرت هذه التدخلات عن إنقاذ نحو 83 مهاجراً غير نظامي من الموت بعد غرق مركبهم في السواحل القريبة في تونس؛ ما تسبب في موت 27 ممن كانوا على متنهما.

في الأثناء، استأنفت محاكم تونسية النظر في قضايا عشرات المتهمين في قضايا «فساد إداري ومالي» وفي قضايا أخرى عدّة، بينها «التآمر على أمن الدولة». وشملت هذه القضايا مجموعات من الموقوفين والمحالين في حالة فرار أو في حالة سراح، بينهم من تحمل مسؤوليات مركزية في الدولة خلال الأشهر والأعوام الماضية.

وفي سياق «الإجراءات الأمنية الوقائية» بعد سقوط حكم بشار الأسد في سوريا والمتغيرات المتوقعة في المنطقة، بما في ذلك ترحيل آلاف المساجين المغاربيين المتهمين بالانتماء إلى تنظيمات مسلحة بينها «داعش» و«القاعدة»، تحدثت وسائل الإعلام عن إجراءات «تنظيمية وأمنية جديدة» في المعابر.

في هذا السياق، أعلن عن قرار مبدئي بهبوط كل الرحلات القادمة من تركيا في مطار تونس قرطاج 2، الذي يستقبل غالباً رحلات «الشارتير» و«الحجيج والمعتمرين».

وكانت المصادر نفسها تحدثت قبل أيام عن أن وزارة الدفاع الأميركية أرجعت إلى تونس الاثنين الماضي سجيناً تونسياً كان معتقلاً في غوانتانامو «بعد التشاور مع الحكومة التونسية».

وأوردت وزارة الدفاع الأميركية أن 26 معتقلاً آخرين لا يزالون في غوانتانامو بينهم 14 قد يقع نقلهم، في سياق «تصفية» ملفات المعتقلين خلال العقدين الماضيين في علاقة بحروب أفغانستان والباكستان والصراعات مع التنظيمات التي لديها علاقة بحركات «القاعدة» و«داعش».

حلول أمنية وسياسية

بالتوازي مع ذلك، طالب عدد من الحقوقيين والنشطاء، بينهم المحامي أحمد نجيب الشابي، زعيم جبهة الخلاص الوطني التي تضم مستقلين ونحو 10 أحزاب معارضة، بأن تقوم السلطات بمعالجة الملفات الأمنية في البلاد معالجة سياسية، وأن تستفيد من المتغيرات في المنطقة للقيام بخطوات تكرّس الوحدة الوطنية بين كل الأطراف السياسية والاجتماعية تمهيداً لإصلاحات تساعد الدولة والمجتمع على معالجة الأسباب العميقة للازمات الحالية.