مقتل 13 حوثياً في تعز وإسقاط طائرة مسيّرة في أبين

TT

مقتل 13 حوثياً في تعز وإسقاط طائرة مسيّرة في أبين

شهدت جبهات القتال في محافظة تعز أمس معارك عنيفة بين الجيش الوطني وميليشيات الحوثي الانقلابية، مصحوبة بقصف متبادل، عقب تصدي الجيش الوطني لهجوم واسع شنته الميليشيات ضد مواقعه. وجاء هذا تزامناً مع شن الميليشيات قصفاً على أحياء سكنية في مديرتي حيس والتحيتا التابعتين لمحافظة الحديدة الساحلية، مما أدى إلى إصابة مدنيين اثنين.
وقال نائب ركن التوجيه في اللواء «22» ميكا، عبد الله الشرعبي، لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات الجيش الوطني تخوض معارك عنيفة ضد ميليشيات الانقلاب في الصرمين والقصر والتشريفات ووادي صالة ومحمد علي عثمان، شرقا، وفي شارع الأربعين وعصيفرة ومحيط جبل الوعش، شمالاً، وذلك بعد قصف عنيف بالمدفعية شنته الميليشيات على مواقع الجيش الوطني، شمال وشرق مدينة تعز». ولفت إلى أن «الميليشيات شنت هجوماً كثيفاً ضد مواقع للجيش إلا أن القصف طال أحياء سكنية».
من جهته، قال العقيد عبد الباسط البحر، نائب التوجيه المعنوي بمحور تعز، إن المعارك «أسفرت عن مقتل نحو 13 عنصراً من الميليشيات وإصابة آخرين، علاوة على تكبد الانقلابيين خسائر مادية كبيرة. وغنم الجيش عدداً من الأسلحة وذخائر خلفتها الميليشيات التي فرت من جبهات القتال»، وفقاً لما نقلت عنه وكالة «سبأ» للأنباء.
إلى ذلك أعلنت قوات الجيش الوطني، تمكنها من إسقاط طائرة مسيرة تابعة للميليشيات في محافظة أبين، جنوباً، وذكر عبر موقعه الرسمي «سبتمبر. نت» أنه «تم إسقاط الطائرة المسيرة في منطقة (ثرة) شمال المحافظة»، وأن «قوات الجيش الوطني أحبطت محاولات عدة للميليشيات للتسلل باتجاه مواقع محررة في جبهة ثرة الجبلية، وكبدتها خسائر في العدة والعتاد». وقال إن «الميليشيات المتمردة أقدمت على قصف قرى سكنية في مديرية لودر بالمحافظة ذاتها بقذائف الهاون، مما تسبب في إلحاق أضرار جسيمة بمنازل المواطنين ونزوح عدد من الأهالي».
وعلى وقع الخسائر التي تكبدها ميليشيات الحوثي في مختلف جبهات القتال في اليمن أبرزها جبهات، نهم، شرقاً، والجوف، شمالا، فإنها واصلت انتهاكاتها وتصعيدها العسكري في مختلف المناطق والمديريات بمحافظة الحديدة، غرباً، مخلفة وراءها خسائر بشرية ومادية في أوساط المواطنين، علاوة على استمرارها بقصف نقاط الارتباط التي تشرف عليها لجنة الرقابة الأممية في الحديدة. وأصيب مواطن برصاص الميليشيات في الرأس عندما كان داخل منزله في مدينة حيس، جنوب الحديدة أمس. ونقل المركز الإعلامي لقوات ألوية العمالقة عن المصاب حسن سعد كعلي قوله إن «ميليشيات الحوثي فتحت نيران أسلحتها على منازل المواطنين بالمدينة، وأصابته طلقة رصاص وهو نائم على سريره بعد أن اخترقت جدار منزله، فيما هرع الأهالي لإسعافه إلى مستشفى حيس من أجل تلقي العلاج اللازم». كما أصيب مواطن آخر بجروح جراء قصف الميليشيات أول من أمس على منزل في مدينة التحيتا، جنوب الحديدة. ووفقاً لمصدر محلي «أصيب المواطن يحيى سعيد دخن (55 عاما) بشظايا قذائف الحوثيين أثناء وجوده أمام محل تجاري وسط المدينة، حيث تم إسعافه إلى مستشفى التحيتا لتلقي العلاج اللازم».
كذلك، قصفت ميليشيات الحوثي نقطة ضباط الارتباط الرابعة للفريق المشتركة التي تشرف عليها لجنة الرقابة الأممية جنوب مدينة الحديدة بالقذائف المدفعية. ووفقا لمصادر ميدانية «استهدفت ميليشيات الحوثي نقطة الارتباط الرابعة للفريق المشتركة الواقعة في حي منظر جنوب مدينة الحديدة بقذائف مدفعية الهاون الثقيلة عيار 120». واستهدفت الميليشيات الحوثية، السبت، نقطة الارتباط الثالثة الواقعة في كيلو 16، بخط كيلو 16 المنفذ الشرقي للمدينة، في إطار تصعيد الميليشيات واستمرارها بخرق الهدنة وإنهاء اتفاق استوكهولم الذي ترعاه الأمم المتحدة لإعادة الانتشار في المدينة.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.