منجم للنحاس يتحول إلى متحف في ألمانيا

قفص يحمل الزوار إلى باطن الأرض

كل فرد في المجموعة يرتدي خوذة
كل فرد في المجموعة يرتدي خوذة
TT

منجم للنحاس يتحول إلى متحف في ألمانيا

كل فرد في المجموعة يرتدي خوذة
كل فرد في المجموعة يرتدي خوذة

تسقط المصابيح المعلقة على الجدران الصخرية وهجا شاحبا عندما ينزل قفص يشبه المصعد في فتحة المنجم. لا يسع القفص الذي يقوم مقام المصعد سوى لعشرة زوار في المرة. ويقدم «روريجشاخت» وهو منجم نحاس قديم تحول إلى متحف في منطقة جبال هارتس بجنوب ألمانيا، رحلات تحت الأرض منذ نحو عشرين عاما. ولكن هذه الجولة الخاصة تستمر خمس ساعات جديدة، حسب وكالة الأنباء الألمانية.
وقال مرشد الرحلة توماس فيشه فيما وصلوا إلى عمق نحو 283 مترا تحت الأرض: «سوف نستخدم قاربا أيضا في جزء من الرحلة». يجب على كل فرد في المجموعة ارتداء خوذة صلبة ذات مصباح، وسراويل مضادة للمياه. كان مكان عمل عمال المناجم مختلفا للغاية قبل 130 عاما. فكان يتم تحميل قطع النحاس الخام إلى عربات مسطحة يتم ربطها إلى أقدام العمال المبتدئين الذين كانوا في الرابعة عشرة من العمر، وكانوا يسحبونها خلال فتحات المنجم. ويقول فيشه: «كان يتحتم على الصبية سحب هذه العربات الثقيلة إلى محطات التحميل من عشر إلى 15 مرة في اليوم». تعد مصابيح عمال المناجم والكشافات مصدر الإنارة الوحيد في المنجم الطيني. وتستمر الخوذ في الاصطدام بالسقف وتجري المياه بغزارة. والجدران القاحلة مغطاة بألوان فريدة متداخلة تتراوح من درجات البني القوية إلى الأبيض والأخضر والتركواز والأزرق والأسود. ومنذ هجر المنجم في عام 1885 حللت المياه دائمة التدفق المعادن من الصخور الجيرية التي شكلت بعد ذلك قشرة على الجدران.
تقف المجموعة الآن أمام بريمسبرغ وهو مسار منحدر. ويقول فيشه: «هنا كانت تسير العربات المحملة بالنحاس الخام نزولا إلى الرواق الرئيسي، بينما يسحب وزنها العربات الفارغة إلى الأعلى في المسار المقابل. كانت هذه وسيلة نقل من دون قوة الآلات». في المحطة التالية، وقف الجميع في المياه على عمق نحو نصف متر، ولحسن الحظ تجدي نفعا السراويل المضادة للمياه. ثم ركبت المجموعة أربعة قوارب تسير على طول مجرى المياه الضيق بمساعدة البدالات وتيار خفيف.
وبعد نحو 350 مترا، ترجلت المجموعة عن القوارب إلى المياه التي يبلغ ارتفاعها سنتيمترات قليلة. وأصبح المجرى المائي ضيقا للغاية. ويقول فيشه: «إذا كان أي منكم يعتقد أنه لا يستطيع القيام بهذا فيمكنه الانتظار هنا حتى نعود». لا يريد أحد الانتظار هنا. ويسلم مرشد الرحلة في المرحلة وسادات للرُكب. ويبلغ ارتفاع المسار 60 سنتيمترا فقط في هذه المرحلة. وبالزحف على أربع يتم شق طريقنا إلى الفتحة فيما تلمس ظهور الجميع السقف. وأخيرا، في نهاية مسار الزحف، توفر مساحة فارغة مكانا للراحة.



طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
TT

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)

يستخدم فريق أساليب جديدة بينها الألعاب النارية ومجموعة أصوات لطرد الطيور من مطار أورلي الفرنسي لمنعها من التسبب بمشاكل وأعطال في الطائرات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وتطلق كولين بليسي وهي تضع خوذة مانعة للضجيج ونظارات واقية وتحمل مسدساً، النار في الهواء، فيصدر صوت صفير ثم فرقعة، مما يؤدي إلى فرار الطيور الجارحة بعيداً عن المدرج. وتوضح "إنها ألعاب نارية. لم تُصنّع بهدف قتل الطيور بل لإحداث ضجيج" وإخافتها.
وتعمل بليسي كطاردة للطيور، وهي مهنة غير معروفة كثيراً لكنّها ضرورية في المطارات. ويقول المسؤول عن التنوع البيولوجي في أورلي سيلفان ليجال، في حديث إلى وكالة فرانس برس، إنّ "الاصطدام بالحيوانات هو ثاني أخطر احتمال لتعرّض الطائرة لحادثة كبيرة".
وللمطارات التي تطغى عليها الخرسانة، مناطق برية محمية ترمي إلى حماية الطيران، تبلغ في أورلي مثلاً 600 هكتار. وتضم هذه المناطق مجموعة من الحيوانات كالثعالب والأرانب وأنواع كثيرة من الطيور من البشلون الرمادي إلى زاغ الجيف.
ويوضح ليجال أنّ الاصطدام بالحيوانات قد "يُحدث أضراراً كبيرة للطائرة"، كتوقف المحرك في حال سحبت المحركات النفاثة الطائر، أو إصابة الطيارين إذا اصطدم الطائر بالزجاج الأمامي. إلا أنّ الحوادث الخطرة على غرار ما سُجل في نيويورك عام 2009 حين استدعى تصادم إحدى الطائرات بإوز هبوطها اضطرارياً، نادرة. وفي أورلي، شهد عدد الحوادث التي تتطلب وقف الإقلاع أو عودة الطائرة إلى المطار انخفاضاً إلى النصف منذ العام 2014.
ويعود سبب انخفاض هذه الحوادث إلى تطوّر مهارات طاردي الطيور الـ11 في أورلي. ويقول ليجال "كنّا نوظّف في الماضي صيادين، لأننا كنّا بحاجة إلى شخص يدرك كيفية حمل سلاح"، مضيفاً "كنا نعمل ضد الطبيعة".
إلا أنّ القوانين تغيّرت وكذلك العقليات، "فنعمل منذ العام 2014 لصالح الطبيعة"، إذ "بات السلاح حالياً آخر الحلول المُعتمدة".
ويضيف "نوظّف راهناً علماء بيئيين، لأننا نحتاج إلى أشخاص" يتمتعون بـ"مهارات علمية"، بهدف توسيع المساحات الخضراء للحد من وجود الطيور قرب المدارج. ويوضح أنّ "معلومات الخبراء عن الحياة البرية" تساهم في "تحديد الأنواع وسلوكها بصورة سريعة، وإيجاد الخطة الأنسب" في حال كان تخويف الحيوانات ضرورياً.