محكمة إسرائيلية تقضي بالسجن 28 شهراً بحق الشيخ رائد صلاح

الشيخ رائد صلاح مؤسس «الحركة الإسلامية» في إسرائيل (أرشيفية - رويترز)
الشيخ رائد صلاح مؤسس «الحركة الإسلامية» في إسرائيل (أرشيفية - رويترز)
TT

محكمة إسرائيلية تقضي بالسجن 28 شهراً بحق الشيخ رائد صلاح

الشيخ رائد صلاح مؤسس «الحركة الإسلامية» في إسرائيل (أرشيفية - رويترز)
الشيخ رائد صلاح مؤسس «الحركة الإسلامية» في إسرائيل (أرشيفية - رويترز)

قضت محكمة إسرائيلية، اليوم (الاثنين)، بالسجن الفعلي لمدة 28 شهراً بحق الشيخ رائد صلاح، من الحركة الإسلامية - فرع الشمال، المحظورة، بعد إدانته بتهمة «التحريض على الإرهاب».
وأدان قضاة محكمة حيفا الشيخ صلاح بسبب «الإشادة بالإرهاب أو التعاطف معه أو تشجيعه». وتعود القضية المدان فيها إلى عام 2017، و تقول المحكمة إنه «حرّض على الإرهاب» عقب مقتل شرطيَّين إسرائيليين في 14 يوليو (تموز) من ذاك العام، وفقاً لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
واندلعت أعمال عنف في المسجد الأقصى ومحيطه بعد الهجوم الذي نفّذه أشخاص من مدينة أم الفحم مسقط رأس رائد صلاح. وردت إسرائيل بنصب بوابات لكشف المعادن على مداخل الحرم القدسي، في إجراءات أُلغيت بعد أسبوعين على خلفية الاحتجاجات والمواجهات الدامية التي شهدتها القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتان وأسفرت عن مقتل سبعة فلسطينيين وثلاثة إسرائيليين.
وكانت السلطات الإسرائيلية قد حظرت الحركة الإسلامية - فرع الشمال، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، بعد اتهامها بتحريض الفلسطينيين والعرب الإسرائيليين على العنف عبر نشرها «أكاذيب» حيال الوضع في باحة المسجد الأقصى.
وجاء في حكم المحكمة، اليوم، أن صلاح (61 عاماً) أدلى بتلك التصريحات في ثلاث مناسبات منفصلة. وادّعت النيابة العامة أن التصريحات التي أدلى بها خلال تشييع منفذي هجوم يوليو في أم الفحم وخلال خطبة الجمعة في المدينة العربية،قد «أضرت بأمن الدولة ومواطنيها».
من جانبها، أدانت حركة «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة قرار المحكمة الإسرائيلية. وقالت في بيان: «تعتبر الحركة هذه الأحكام (...) استهدافاً لكل الأصوات الوطنية الحرة المدافعة عن الشعب الفلسطيني والقدس والمسجد الأقصى في مواجهة المخططات والمشاريع الإسرائيلية». واعتبرت أن القرار «يعكس العقلية العنصرية المتطرفة التي تحكم عمل المؤسسات الصهيونية».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.