نحو 700 ألف مدني تركوا بيوتهم خلال 70 يوماً في ريفي حلب وإدلب جراء القصف السوري والروسي. بعضهم اختبر النزوح، من غوطة دمشق وريف درعا وقرى حمص. بعضهم الآخر، ينزح للمرة الأولى.
سيدات وأطفال نزحوا من جنوب إدلب أوقدوا نارا للتدفئة في عفرين (رويترز)
لكنهم جميعاً يعيشون في «تغريبة النزوح» ظروفاً متشابهة بانتظار المجهول، وأولها عواصف ثلجية ومطرية. والأهم، أن كثيراً من هؤلاء المدنيين لا يعرف ما إذا كان هذا هو الملجأ الأخير، أم أن العمليات العسكرية ستحملهم إلى خيمات أخرى.
أطفال ينتظرون دورهم للحصول على مياه صالحة للشرب في قرية كيللي شمالي ريف إدلب (أ.ف.ب)
وإذ حذرت منظمات إنسانية دولية من «كارثة إنسانية» جراء موجة النزوح الضخمة، بات مصير النازحين من التصعيد مجهولاً. وتزداد المعاناة في فصل الشتاء مع انخفاض حاد في درجات الحرارة. ولجأ الجزء الأكبر من النازحين إلى مناطق مكتظة أساساً بالمخيمات العشوائية قرب الحدود التركية في شمال إدلب، فلم يجد كثر خيماً تؤويهم أو حتى منازل للإيجار، واضطروا إلى البقاء في العراء في حقول الزيتون أو في سياراتهم أو حتى في أبنية مهجورة قيد الإنشاء.
نازحة وطفلها في معرة مصرين في محافظة إدلب (أ.ف.ب)
وقال المتحدث الإقليمي باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة ديفيد سوانسون اليوم (الإثنين): «يزداد عدد النازحين بشكل يخرج عن السيطرة»، مشيراً إلى أن 689 ألف شخص نزحوا من محافظتي إدلب وحلب المتجاورتين منذ بداية ديسمبر (كانون الأول).
سوري محاط بممتلكاته بعد نزوحه إلى بلدة باتبو التابعة لمحافظة حلب (أ.ف.ب)
ثمة بلدات عدة فارغة الآن مع ارتفاع عدد الفارين باتجاه مناطق تُعد أكثر أمناً شمالاً، لكن هذه المناطق تتقلص تدريجياً مع التقدم الميداني لقوات النظام جنوب شرقي إدلب وجنوب غربي حلب على حساب فصائل معارضة.
سوري وابنه يتجهان نحو مخيم للنازحين قرب دير بلوط (أ.ف.ب)
وأسفر الهجوم أيضاً منذ ديسمبر (كانون الأول) عن مقتل أكثر من 350 مدنياً، حسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
طفلة تبتسم وهي تقف وسط مجموعة أطفال في مخيم للنازحين بكيللي (أ.ف.ب)
700 ألف نازح سوري إلى المجهول
يعيشون في خيام وسط عواصف ثلجية وأمطار غزيرة
700 ألف نازح سوري إلى المجهول
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة