«باراسايت»... كيف نجح في كسر هيمنة اللغة الإنجليزية على الأوسكار؟

حصد 4 جوائز

لقطة من الفيلم (تويتر)
لقطة من الفيلم (تويتر)
TT

«باراسايت»... كيف نجح في كسر هيمنة اللغة الإنجليزية على الأوسكار؟

لقطة من الفيلم (تويتر)
لقطة من الفيلم (تويتر)

كتب الفيلم الكوري الجنوبي التشويقي «باراسايت» (الطفيلي)، وهو من النوع الكوميدي القاتم حول الفقر والثراء في المجتمع الحديث، صفحة في تاريخ جوائز الأوسكار بعدما كسر حاجز اللغة ليفتح الأفلام المنجزة بلغة أجنبية أمام جمهور أوسع.
وقد حصد الفيلم أربع جوائز أوسكار أمس (الأحد) ليصبح أول فيلم غير منجز بالإنجليزية يفوز بجائزة أفضل فيلم، وهي الرئيسية في موسم المكافآت الهوليوودية.

وهو أيضاً أول فيلم آسيوي يفوز بجائزة أفضل سيناريو مقتبس وأول كوري جنوبي أيضاً. وأتى هذا الإنجاز بعد احتفال السينما الكورية بمرور مائة عام على انطلاقتها في 2019.
ونال «باراسايت» أيضاً جائزة أفضل فيلم أجنبي كما كان متوقعا.
https://twitter.com/TheAcademy/status/1226730862735003650
وقال بونغ جون – هو، الذي فاز بجائزة أفضل مخرج أيضاً، في كواليس الحفلة «أشعر بأنني سأستيقظ لأكتشف أنه مجرد حلم. الأمر سوريالي»، وذلك حسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وسبق لهذا الفيلم الساخر اللاذع حول التفاوت الاجتماعي أن فاز بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان «كان» العام الماضي، وجائزة أفضل فيلم أجنبي في حفلة غولدن غلوب.

وكان أول فيلم بلغة أجنبية يفوز بجائزة الطاقم التمثيلي الرئيسية التي تمنحها جمعية الممثلين الأميركيين، كما أنه نال جائزتي «بافتا» بريطانيتين عن أفضل فيلم بلغة أجنبية وأفضل سيناريو أصلي.
وقال جايسن بيشيرفيز، الأستاذ في جامعة سونغسيل الكورية، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الفيلم نال استحساناً يتجاوز مجتمعاً محدداً «فثمة غضب سياسي مستعر في العالم بأسره يؤججه الشعور الملموس بتوسع انعدام المساواة الاجتماعية و(باراسايت) يلعب على هذا الوتر بفاعلية كبيرة».
Image
ويتبع الفيلم عائلة كورية جنوبية فقيرة تحتال لضمان عمل لأفرادها في دارة أسرة غنية، كمدرسين وسائق ومدبرة منزل.
وكان جميع أفراد العائلة عاطلين عن العمل في بداية الفيلم، ويعيشون في شقة تحت الأرض حقيرة تنتشر فيها الصراصير من دون خدمة إنترنت في أحد أكثر بلدان العالم تطوراً على الصعيد التكنولوجي.
وخلال الفيلم، سيعمد أفراد العائلة الأربعة إلى تزوير شهادات جامعية وتنظيم سلسلة من الأكاذيب ستفضي لاحقاً إلى عنف مروع في الدار الفسيحة، حيث يعملون والتي تخفي ديكوراتها الأنيقة مجموعة من الأسرار.
وقد حاز الفيلم استحساناً واسعاً في صفوف النقاد.
Image
وفي أحد مشاهد الفيلم، تقول الوالدة «المال مثل المكواة، يزيل كل التجاعيد».
وقال جون لي، الأستاذ في جامعة كاليفورنيا في بيركيلي، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الفيلم «نجح في إظهار كيف أن الفقر والثراء متشابكان بشكل وثيق؛ فالأغنياء هم بمثابة طفيليات على الفقراء والعكس صحيح».
وأتى نجاح «باراسايت» رغم الهيمنة العالمية للغة الإنجليزية في الأفلام؛ ما يشكل تحدياً دائماً للسينمائيين العاملين بلغات أخرى، خصوصاً في أكبر سوق سينمائية في العالم.

وتوجه بونغ إلى رواد السينما الأميركية خلال حفلة جوائز «غولدن غلوب» بعد تسلمه جائزته قائلاً: «ما أن تتجاوزوا حاجز شريط الترجمة في أسفل الشاشة، ستطلعون إلى المزيد من الأفلام الرائعة».
وقال باو نغوين، السينمائي الأميركي من أصل فيتنامي، إن فوز بونغ بـ«الأوسكار» «مثال يجب أن يحتذي به مخرجون آسيويون وأميركيون جدد».
وأوضح أن «باراسايت» يستمد «جذوره العميقة من وصف المجتمع الكوري الجنوبي من دون أن يحاول إرضاء الجمهور الأجنبي».

وتوقعت ديبورا شو، أستاذة الدراسات السينمائية في جامعة بورتسمث في بريطانيا، أن يفتح هذا النجاح مجالات أكثر لأفلام أخرى، ويجعل «منتجين وموزعين عالميين أكثر ميلاً إلى الاستثمار في فيلم بلغة أجنبية غير الإنجليزية».
وأكدت «هو أثبت أن القصة المروية بشكل احترافي ولها بعد عالمي، يمكنها أن تتجاوز» حاجز اللغة.



مهرجان للمسرح في درنة الليبية ينثر فرحة على «المدينة المكلومة»

عرض مسرحي
عرض مسرحي
TT

مهرجان للمسرح في درنة الليبية ينثر فرحة على «المدينة المكلومة»

عرض مسرحي
عرض مسرحي

نثر مهرجان للمسرح، أقيم في درنة الليبية بعضاً من الفرح على المدينة المكلومة التي ضربها فيضان عارم قبل أكثر من عام.

ومع حفلات للموسيقى الشعبية الليبية والأغاني التقليدية، استقطب افتتاح المهرجان أعداداً كبيرة من سكان درنة وفنانين وممثلين ليبيين وغيرهم من الضيوف الفنانين من بعض الدول العربية، أبرزها سوريا والأردن ومصر وتونس.

الفنان صابر الرباعي

واختتم، مساء الخميس، المهرجان الذي استهل أعماله بحفل غنائي أحياه الفنان صابر الرباعي، على مسرح المدينة الرياضية، وسط حضور جماهيري وفني، محلي ومن دول عربية من بينها مصر وتونس.

وتحت شعار «درنة عادت، درنة الأمل»، دعا المهرجان سبع فرق: خمساً من ليبيا، وفرقةً من مصر، وأخرى من تونس.

أحد العروض

وعُرضت أعمال عديدة من بينها مسرحية «خرف» لفرقة الركح الدولي من بنغازي، التي أثنى عليها الجمهور، من حيث الأداء المميز لجميع الفنانين المشاركين، كما عرضت مسرحية «صاحب الخطوة» لفرقة المسرح القوريني من مدينة شحات، وجاء العرض مليئاً بالرسائل العميقة، وقد نال إعجاب الحضور.

وأعلنت إدارة المهرجان عن توزيع جوائز للأعمال المشاركة، بالإضافة لتكريم عدد من نجوم الفن في ليبيا ودول عربية.

وحاز جائزة أفضل نص دنيا مناصرية من تونس، عن مسرحية «البوابة 52»، بينما حصلت الفنانة عبير الصميدي من تونس على جائز أفضل ممثلة عن العمل نفسه.

ومن ليبيا حاز الفنان إبراهيم خير الله، من «المسرح الوطني» بمدينة الخمس، جائزة أفضل ممثل عن مسرحية «عرض مسرحي للبيع»، وذهبت جائزة أفضل إخراج للمخرج منير باعور، من المسرح الوطني الخمس عن مسرحية «عرض مسرحي للبيع».

عرض مسرحي

كما كرمت إدارة المهرجان الفنان المصري أحمد سلامة، والفنانة عبير عيسى، والإعلامية صفاء البيلي؛ تقديراً «لإسهاماتهم القيمة في مجال الفن والمسرح». وقالت إدارة المهرجان إن هذا التكريم «يعكس التقدير والاحترام للفنانين الذين ساهموا في إثراء الثقافة والفنون، ويعزّز من أهمية دعم المواهب الفنية في المجتمع».

وكانت الدورة السادسة لمهرجان «درنة الزاهرة»، وهو اللقب الذي يُطلق على هذه المدينة المعروفة بأشجار الياسمين والورد، قد ألغيت العام الماضي بسبب الدمار الذي طال معظم مبانيها التاريخية جراء الكارثة.

في ليلة 10 إلى 11 سبتمبر (أيلول) 2023، ضربت العاصفة «دانيال» الساحل الشرقي لليبيا، ما تسبّب في فيضانات مفاجئة تفاقمت بسبب انهيار سدين في أعلى مدينة درنة. وخلفت المأساة ما لا يقل عن 4 آلاف قتيل وآلاف المفقودين وأكثر من 40 ألف نازح، حسب الأمم المتحدة.

مسرح جامعة درنة

وتقول الممثلة المسرحية التونسية عبير السميتي، التي حضرت لتقديم مسرحية «الباب 52»، لـ«وكالة الأنباء الفرنسية»، «هذه أول مرة آتي فيها إلى هنا. بالنسبة لي، درنة اكتشاف. كنت متشوقة للمجيء. عندما نصل إلى هنا، نشعر بالألم، وفي الوقت نفسه، نشعر بالفرح وبأن الشعب كله لديه أمل».

بدورها، ترى الممثلة والمخرجة الليبية كريمان جبر أن درنة بعدما خيّم عليها الحزن، عادت إلى عهدها في «زمن قياسي».

جانب من تكريم الفنانين في مهرجان للمسرح في درنة الليبية (إدارة المهرجان)

ومن الكنوز المعمارية الشاهدة على الماضي الفني والأدبي الذي فقدته درنة في الفيضانات، «بيت الثقافة»، وخصوصاً «دار المسرح»، أول مسرح تم افتتاحه في ليبيا في بداية القرن العشرين.

وفي انتظار إعادة بنائه، اختارت الجهة المنظمة إقامة المهرجان على خشبات «المسرح الصغير» بجامعة درنة.

تكريم الفنانة خدوجة صبري بمهرجان للمسرح في درنة الليبية (إدارة المهرجان)

وقال المدير الفني للمهرجان نزار العنيد: «كلنا نعرف ما حدث في درنة العام الماضي، أصررنا على أن يقام المهرجان (هذا العام) حتى لو كان المسرح لا يزال قيد الإنشاء».

وأوضحت عضوة لجنة التحكيم، حنان الشويهدي، أنه على هامش المهرجان، «يُنظَّم العديد من الندوات وورش العمل التدريبية المهمة للممثلين والكتاب المسرحيين الشباب».

وتقول الشويهدي: «الصورة التي تقدمها درنة اليوم تُفرح القلب، رغم الموت والدمار»، معتبرة أن المدينة المنكوبة تظهر «بوجه جديد؛ درنة تستحق أن تكون جميلة كما يستحق سكانها أن يفرحوا».