مظاهرة في الرباط ضد «صفقة القرن»

TT

مظاهرة في الرباط ضد «صفقة القرن»

تظاهر آلاف المغاربة في العاصمة الرباط، أمس، تنديداً بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام في منطقة الشرق الأوسط، المعروفة إعلامياً باسم «صفقة القرن»، وذلك استجابة لدعوة من هيئات حقوقية وسياسية ونقابية. وشاركت في المظاهرة شخصيات سياسية وحقوقية، ومواطنون من مختلف الفئات والأعمار. ورفع المشاركون في المظاهرة شعارات ولافتات تؤكد أن القدس عاصمة فلسطين، وتعبر عن ما لهذه القضية المقدسة من مكانة في وجدان الشعب المغربي.
وقال خالد السفياني، عضو سكرتارية «مجموعة العمل الوطنية لدعم فلسطين»، في تصريح صحافي إن «هذا اليوم هو يوم مشهود بالتأكيد لأن الشعب المغربي يؤكد مجدداً أنه مجمع بكل مكوناته السياسية والنقابية والحقوقية والجمعوية على رفض صفقة القرن».
وأضاف السفياني أن الشعب المغربي يؤكد من خلال هذه المسيرة «التي تعد نقطة انطلاق، وليست نقطة نهاية» أنه «منخرط في معركة تحرير فلسطين، وضد أشكال التطبيع كافة».
ومن جانبه، أشاد جمال الشوبكي، السفير الفلسطيني بالرباط، بهذه المسيرة التي تشهد مشاركة مختلف أطياف الشعب المغربي، معتبراً أنها رسالة مهمة للشعب الفلسطيني، مفادها أن المغرب يرفض «صفقة القرن»، وأنه «مع فلسطين إلى أن تتحرر، وتكون القدس عاصمة لها»، وأضاف أن الأمر يتعلق بـ«يوم فلسطيني بامتياز، خرج فيه المغاربة حاملين الأعلام الفلسطينية والمغربية والشعارات المناصرة للقضية الفلسطينية، دفاعاً عن القدس والمسجد الأقصى»، مبرزاً أن «الشعب المغربي موحد في دعم القضية الفلسطينية. ونأمل أن تصل هذه الرسالة إلى كل العالم ليقف مع الشعب الفلسطيني، كما يقف الشعب المغربي».
وأكدت الجهات الداعية لتنظيم المسيرة الشعبية، في بيان تلاه السفياني، انخراطها في معركة تحرير فلسطين، وإدانتها الشديدة لما سمي «صفقة القرن»، وثمّنت التئام الصف الفلسطيني حول رفض هذه الصفقة، وضرورة النضال الموحد من أجل إسقاطها، منوهة بصمود الشعب الفلسطيني في مختلف أراضيه.
وبعد أن أكدت أن موقف الشعب المغربي «واضح وغير قابل لأي تأويل»، أبرزت أن هذه المسيرة الشعبية تعد بداية لبرنامج نضالي متواصل، وطنياً وإقليمياً وعلى المستوى الدولي، داعية مكونات الشعب المغربي وأحرار العالم إلى اليقظة الدائمة والتعبئة المتواصلة.
وكانت مجموعة من الهيئات السياسية والمدنية قد دعت لمسيرة اليوم، من بينها «الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني» و«مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين» و«الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.