خفف الفلسطينيون اللهجة الحادة الأولى في مشروع القرار الذي تقدموا به إلى مجلس الأمن، فحذفوا إدانة «صفقة القرن» من نصّ مشروع القرار المقرر التصويت عليه الثلاثاء، كما تجنبوا ذكر الولايات المتحدة وتركوا الدعوة إلى مؤتمر سلام دولي، على أمل أن يحصل القرار على أعلى نسبة تصويت.
والنص الذي قدم للدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن السبت، ينص على أن «المبادرة التي تم تقديمها في 28 يناير (كانون الثاني) 2020 بشأن النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، تبتعد عن المعايير المتفق عليها دولياً لحل دائم وعادل وكامل لهذا النزاع، كما وردت في قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة».
وكانت صيغة معدلة لنص أول عرضت الجمعة، وتتحدث عن مبادرة «قدمتها الولايات المتحدة». وقد شطبت هذه الإشارة من الصيغة الأخيرة التي تم تسليمها السبت، إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي. وبقي المشروع متضمناً إدانة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية بما في ذلك القدس الشرقية، ويؤكد ضرورة الحفاظ على حدود ما قبل 4 يونيو (حزيران) من 1967.
وحذفت من النص المعدل، الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي حول الشرق الأوسط «في أقرب وقت»، واكتفت النسخة الجديدة من مشروع القرار بالتذكير بأن ذلك منصوص عليه في قرار صادر عن الأمم المتحدة في عام 2008.
وكانت الصيغة الأولى لمشروع القرار الذي قدّمه الفلسطينيون بواسطة تونس وإندونيسيا اللتين تشغلان مقعدين غير دائمين في مجلس الأمن، تؤكد أن مجلس الأمن «يأسف بشدة، لأن خطة السلام التي قدمتها في 28 يناير (كانون الثاني) الولايات المتحدة، تنتهك القانون الدولي والمعايير المرجعية لحل دائم وعادل وكامل للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني».
وينتظر أن يحضر الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى مجلس الأمن يوم الثلاثاء مع طرح المشروع للتصويت.
ولا تضمن اللهجة المخففة للمشروع ألا تستخدم واشنطن حق النقض (الفيتو) ضد المشروع، وهذا هو الذي يتوقعه الفلسطينيون. ويرى دبلوماسيون أن الفلسطينيين قد يتوجهون بعد ذلك إلى إجراء تصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة، على غرار ما حصل نهاية عام 2017 عندما تمت إدانة اعتراف واشنطن الأحادي بالقدس عاصمة لإسرائيل. وفي صيغته المعدلة، يضيف مشروع القرار على النسخة السابقة فقرة تتضمن «إدانة كل أعمال العنف ضد المدنيين بما فيها أعمال الإرهاب، والأعمال الاستفزازية، والتحريض على العنف والتدمير».
وبعد الجلسة، سيعقد عباس مؤتمراً صحافياً في نيويورك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، وفق بيان للبعثة الفلسطينية في الأمم المتحدة. وتنظم حركة «فتح» والفصائل الفلسطينية وقفات جماهيرية يوم الثلاثاء «ضد صفقة القرن» مساندة لموقف عباس في مجلس الأمن الدولي.
الفلسطينيون يخففون صيغة مشروع مجلس الأمن ضد {صفقة القرن}
الفلسطينيون يخففون صيغة مشروع مجلس الأمن ضد {صفقة القرن}
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة