فادي إبراهيم: خروجي من «عروس بيروت» سببه عدم تقدير لمشواري

يستعد لتجسيد دور مسرحي ضمن قصة لجبران خليل جبران

فادي إبراهيم في مسلسل «2020» الرمضاني
فادي إبراهيم في مسلسل «2020» الرمضاني
TT

فادي إبراهيم: خروجي من «عروس بيروت» سببه عدم تقدير لمشواري

فادي إبراهيم في مسلسل «2020» الرمضاني
فادي إبراهيم في مسلسل «2020» الرمضاني

قال الممثل فادي إبراهيم، إن مشاركته في مسلسل «سر» سمحت له بلقاء الممثل السوري بسام كوسا الذي يكنّ له كل تقدير. ويضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لقد كان لقاؤنا حالة محبة متبادلة لطالما انتظرها كل من ناحيته. فأنا من المعجبين بالممثل الكبير بسام كوسا ولم تتسن لي الفرصة بمقابلته من قبل. فنحن بالطبع سمعنا عن بعضنا وعندما التقينا في مسلسل (سر) كنا سعيدَين، وهو ما لمسه المشاهد من ناحية وفريق العمل من ناحية أخرى».
ويرى فادي إبراهيم، أن خلطة متكاملة وراقية خيمت على هذا العمل وكانت طبيعة العمل فيه جدية ورصينة ومتواصلة؛ إذ تطلبت ساعات عمل متتالية. «ولن أنسى مخرج المسلسل مروان بركات الذي ترك لي حرية تجسيد الشخصية التي ألعبها، ولا سيما أنه من المخرجين الذين يحثونك بأسلوبهم الممتع أن تتفاعل مع الدور بعمق».
وعما إذا شخصية «بهاء» التي يؤديها في مسلسل «سر» أضافت إلى مشواره الجديد، يوضح فادي إبراهيم في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «القصة لا تتعلق بإضافة الجديد إليّ لأن كل شخصية ألعبها لها عالمها الخاص ولا تشبه غيرها. وهو أمر طبيعي لأننا كبشر نحمل في أعماقنا أكثر من شخصية واحدة. فمنها ما نظهرها مع أنفسنا عندما نكون وحدنا، وأخرى نخرجها عند تعاملنا مع الآخر، وثالثة يعرفها أفراد عائلتنا بشكل مباشر». ويرفض فادي إبراهيم أن يسمي ما يقوم به بـ«التمثيل». ويقول: «الممثل هو من ينتدبه أحدهم للقيام بمهمة معينة يمثله فيها. أما العمل الذي نمارسه فهو يعرف بـ(المشخصاتي) وهي كلمة علّمني إياها جدّي من ناحية والدي. وصاحب هذه المهنة يقدم شخصية معينة ويحاول الذوبان فيها وتجسيدها بشكل كامل وصحيح».
وفادي إبراهيم أحد نجوم التمثيل المعروفين في لبنان والعالم العربي، ولا سيما أنه شارك في أكثر من عمل مصري وسوري، وكان له تجربة غنية في هذا المضمار، يصف نفسه بأنه يعيش حالة اكتشاف وبحث وسعي دائمين لغب المعرفة. «أحب التواصل مع الآخرين وخصوصاً الذين لديهم ما يعطونه ويقدمونه للطرف الآخر. ففي مسيرتي الطويلة هذه التقيت كثيرين من الأشخاص بهذا المستوى التفكيري والمهني. وهو أمر يحدث على مراحل وأنا فخور بهم».
لكن كيف تنعكس التجربة الكبيرة التي يتمتع بها على الآخرين؟ وهل يفاخر بها في قرارة نفسه؟ «تربطني علاقة محبة وإنسانية وسلام مع زملائي. ولم يحدث أن تزاعلت مع أحدهم، فهناك إحساس بالأمان يخيّم على علاقتي معهم، وأجهد على إيصالها لهم والحفاظ عليها. وعادة ما نتساعد ونتشاور ونتحدث حول العمل والشخصيات التي تجمعنا فيه. والأمر نفسه أمارسه مع أصحاب المواهب الجديدة».
وعن أكثر المخرجين الذين يرتاح في التعامل معهم يقول: «لقد عملت مع كمّ كبير من المخرجين الرائعين في لبنان والعالم العربي كنجدت أنزور وحاتم علي، وكذلك مع الراحل شوقي الماجري. وأحمل من تجاربي معهم ذكرى جميلة. لكني أكنّ في المقابل للمخرج إيلي معلوف محبة خاصة، ولا سيما أننا تعاونا معاً لأكثر من مرة».
وعن كيفية تحضيره للشخصية التي يلعبها في «سر» وغيرها، يقول: «عادة ما أتفاعل بشكل مباشر مع الشخصية التي ألعبها، وبالتالي أتناقش بها مع المخرج وفريق العمل، وأقوم ببحث عن جوانبها وبالشخصيات المحيطة بها. فآخذ وجهة نظر جميع الأطراف الذين أتعامل معهم وعندها تتكون عندي فكرة واضحة عنها. فأتشربها لتصبح جزءاً مني، وأذوب في حنايا تركيبتها حتى أصبح ملماً بالتالي بردود فعلها».
وفادي إبراهيم ينتظر اللبنانيون إطلالته في أعمال الدراما؛ إذ يشكل ركيزة أساسية فيها، هم معجبون بأدائه المحترف ويعدّونه من ركائز الدراما المحلية. وعلق في ذاكرتهم منذ أوائل الثمانينات وفي التسعينات من خلال مسلسل «العاصفة تهب مرتين» لتكر السبحة بعدها ويقدم عشرات الأعمال غيرها التي توّجته نجم الشاشة اللبنانية. أما أحدث أعماله التي حققت نجاحاً كبيراً «كل الحب كل الغرام» و«ثورة الفلاحين» و«عروس بيروت» ومؤخراً «سر».
وماذا عن انسحابك من «عروس بيروت» في جزئه الثاني؟ «هذا السؤال يجب أن تتوجهي به إلى الشركة المنتجة وليس لي. فنحن كنا سبق واتفقنا عبر الهاتف على سياق الجزء الثاني من العمل. حتى أنني دفعت بنداً جزائياً عن مسرحية كان من المقرر أن أشارك فيها، لكن ارتباطي بـ(عروس بيروت) منعني من ذلك. وقبل موعد سفرنا بثلاثة أسابيع إلى تركيا للبدء بعملية التصوير اجتمعت معهم لأكتشف بأنهم ينوون تخفيض الميزانية المرصودة لدوري في العمل. فلم أوافق على الموضوع وانتهت النقاشات عند هذا الحد وتركت العمل».
وهل تشعر بالحزن لعدم مشاركتك فيه؟ «أزعل عندما يتجاهل أحدهم تقدير مشواري، وبالتالي يقلل من احترامي. لكن إذا لم يحصل الاتفاق فأطوي الصفحة لأبدأ بأخرى جديدة. وما يؤلمني في هذا الموضوع هو الأداء الملتبس الذي مارسوه عليّ ومن وراء ظهري؛ ولذلك انسحبت بهدوء». وعما إذا اتخذ قراره بعدم التعاون مرة جديدة مع الشركة المنتجة لـ«عروس بيروت»، يرد: «مبدئياً، أعيش كل يوم بيومه ولا آخذ قرارات مسبقة بمواضيع تتعلق بالعمل».
ويستعد فادي إبراهيم للمشاركة بعدد من الأعمال التمثيلية وفي مقدمها دور «خليل الكافر» من كتاب «الأرواح المتمردة» لجبران خليل جبران الذي ترجم لنحو 143 لغة مختلفة. وهي مسرحية للمخرج طلال درزاني ويقوم حالياً بالتمرينات عليها ليتم عرضها قريباً. ويشارك أيضاً في مسلسل «2020» الرمضاني من إنتاج شركة «الصباح أخوان». ويلعب خلاله دور خال الممثل قصي الخولي. «لقد سبق وتعاونا معاً في (شركاء يتقاسمون الخراب) و(بنت الشهبندر) وتربطني به علاقة زمالة جميلة». ومن الأعمال الأخرى التي يشارك فيها أيضاً «رصيف الغرباء» و«النحات». «يتخلل العمل الأخير شخصيات مركبة كثيرة وغريبة تخرج عن المألوف. وبدأنا التصوير فيه منذ أيام قليلة». يوضح فادي إبراهيم.
لا يهتم فادي إبراهيم بمساحة الدور الذي يلعبه بقدر ما يهتم بالشخصية نفسها وموقعها في العمل. «في مسلسل (كل الحب كل الغرام) مثلاً لم تكن مساحة دوري كبيرة، لكنها كانت محورية وبنيت عليها مجريات العمل بشكل عام».
وما قصة هجرتك من لبنان؟ يرد في معرض حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «إني أملك الجنسية الأسترالية بسبب والدتي فهي من مواليد مدينة سيدني. وكل ما في الأمر هو أنني لم يسبق لي أن زرت هذه البلاد رغم الجنسية التي زودتني بها، فقد كان والدها هاجر إلى أستراليا في عام 1890، وأنا ضد كلمة هجرة في هذه الأيام لأنها لم تعد تليق بإيقاع الحياة الذي نعيشه. ففي الماضي كانت الهجرة تعني السفر الطويل والانقطاع عن عالم تربيت وترعرعت فيه. أما اليوم فبمجرد أن تركب الطائرة تصبح في مقلب آخر من الأرض. ومع وسائل التواصل الاجتماعي تشعر وكأنك لا تزال بين أفراد عائلتك وبرأيي العالم (صغر علينا)».
لا يتابع فادي إبراهيم أعمال الدراما بشكل عام، ويقول في هذا الإطار: «أعتذر على تقصيري في هذا الموضوع. فعادة ما أمضي أوقات فراغي بممارسة هواياتي من رسم ونحت وبحث في عالم الماكياج الذي هو بمثابة مهنتي الثانية».
وعن الدراما اليوم يقول: «إن حياتنا هي دراما بحد ذاتها في لبنان والعالم العربي. وبرأيي أن التلفزيون يشارف على نهايته. كما أن التليفون المحمول تحول إلى سكرتيرة وأجندة وشاشة وساعي بريد، وغيرها من المهمات التي ننفذها من خلاله. فالتكنولوجيا صارت أكبر من الدراما ونحن بصدد فقدان الفن والحس الإنسانيين بعد أن تحولنا إلى أشخاص آليين».


مقالات ذات صلة

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

يوميات الشرق الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

أثار إعلان الفنان السوري جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة بلاده، «إذا أراده السوريون»، ردوداً متباينة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من البرومو الترويجي لمسلسل «ساعته وتاريخه» الذي يعرَض حالياً (برومو المسلسل)

مسلسلات مستوحاة من جرائم حقيقية تفرض نفسها على الشاشة المصرية       

في توقيتات متقاربة، أعلن عدد من صُنَّاع الدراما بمصر تقديم مسلسلات درامية مستوحاة من جرائم حقيقية للعرض على الشاشة.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق من وجهة نظر العلاج بالفنّ (غيتي)

علاج القلق والكآبة... بالمسلسلات الكورية الجنوبية

رأى خبراء أنّ المسلسلات الكورية الجنوبية الزاخرة بالمشاعر والتجارب الحياتية، قد تكون «مفيدة» للصحة النفسية؛ إذ يمكنها أن تقدّم «حلولاً للمشاهدين».

«الشرق الأوسط» (سيول)
يوميات الشرق الفنانة مايان السيد في لقطة من البرومو الترويجي للمسلسل (الشركة المنتجة)

«ساعته وتاريخه»... مسلسل ينكأ جراح أسرة مصرية فقدت ابنتها

أثار مسلسل «ساعته وتاريخه» التي عرضت أولى حلقاته، الخميس، جدلاً واسعاً وتصدر ترند موقع «غوغل» في مصر، خصوصاً أن محتوى الحلقة تناول قضية تذكّر بحادث واقعي.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق سهر الصايغ خلال تسلمها إحدى الجوائز (حسابها على إنستغرام)

سهر الصايغ: تمردت على دور «الفتاة البريئة»

قالت الفنانة المصرية سهر الصايغ إنها تشارك في مسلسل «أسود باهت» بدور «شغف» التي تتورط في جريمة قتل وتحاول أن تكشف من القاتل الحقيقي.

مصطفى ياسين (القاهرة )

نبيل شعيل: لا أحب استعراض عضلاتي في الغناء

ضم ألبومه الجديد أغنية {أدري} من كلمات الفنان خالد عبد الرحمن (روتانا)
ضم ألبومه الجديد أغنية {أدري} من كلمات الفنان خالد عبد الرحمن (روتانا)
TT

نبيل شعيل: لا أحب استعراض عضلاتي في الغناء

ضم ألبومه الجديد أغنية {أدري} من كلمات الفنان خالد عبد الرحمن (روتانا)
ضم ألبومه الجديد أغنية {أدري} من كلمات الفنان خالد عبد الرحمن (روتانا)

أطلق الفنان الكويتي نبيل شعيل ألبومه الجديد «يا طيبي» بالتعاون مع شركة «روتانا للصوتيات والمرئيات»، الذي يتضمن 10 أغنيات جديدة قدمها باللهجة الخليجية.

وتحدث شعيل في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عن تفاصيل أغنيات ألبومه الجديد، ورأيه في «الديو» الغنائي الذي قدمه مع زميله المطرب الكويتي عبد العزيز الضويحي في حفله الأخير في «دبي»، ورأيه في النسخة الجديدة من موسم الرياض التي شارك فيها بإحيائه حفلاً غنائياً كبيراً ضمن بطولة العالم للألعاب الإلكترونية.

في البداية تحدث شعيل عن ألبومه الجديد «يا طيبي»، قائلاً: «ألبوم (يا طيبي) هو ثمرة جهد، وتعب دام أكثر من عام كامل، عقدت خلالها عشرات جلسات العمل مع الشعراء والملحنين والموزعين لكي نختار الأغنيات العشر التي طُرِحَت في الألبوم، وحرصت على انتقاء الكلمات بعناية من الشعراء أصدقائي أمثال الأمير سعود بن عبد الله، وقوس، وسعود البابطين، والفنان الكبير خالد عبد الرحمن، ومحمد الغرير، وشرفت بألحان الفنان الكبير رابح صقر، وسهم، وياسر بوعلي، وفايز السعيد، وغيرهم، فالألبوم يضم عمالقة الخليج والوطن العربي في الكلمات والتلحين والتوزيع، فكل أغنياته تلامس قلوب الناس».

وأشاد شعيل بكلمات الفنان خالد عبد الرحمن في أغنية «أدري»، قائلاً: «خالد عبد الرحمن فنان كبير، وتشرفت بالغناء من كلماته، وعلى المستوى الإنساني أحب أخلاقه أكثر من فنه؛ لأن الفنان أخلاق، وهو عنوان للأخلاق، ودائماً ما يعطيني طاقة إيجابية حينما نتقابل أو نتهاتف سوياً».

نبيل شعيل (روتانا)

وعن تصدر ألبومه تريند منصة «إكس» عقب إطلاقه بساعات قليلة، قال: «أشكر جمهوري العربي والخليجي على محبته لي، وعلى دعمه الدائم لأغنياتي، فجمهوري هو مصدر إلهامي، وسبب نجاحي الدائم، وأنا كل ما يشغل تفكيري هو تقديم عمل جيد، لا أتابع كثيراً مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن النجاح دائماً ما يأتي لي خلال إحيائي للحفلات التي أرى فيها آلاف المحبين يأتون من جميع أرجاء الوطن العربي لكي يستمعوا لي».

كشف شعيل تفاصيل الديو الغنائي الذي جمعه بزميله الفنان الكويتي عبد العزيز الضويحي في حفله الأخير في دبي، قائلاً: «مسؤولو احتفال عيد الاتحاد لدولة الإمارات رقم 53، فضلوا أن يكون هناك ديو غنائي يجمعني بـ(أبو عمر)، واخترنا سوياً أغنية (أنا ما أنساك لو تنسى)، ولأنها أغنيتي وأعرف خباياها، طلبت من الضويحي أن يختار الطبقة التي يريد الغناء منها، لوجود فوارق في طبقات الصوت، فأنا أغني من طبقة (السوبرانو)، والضويحي يشدو من طبقة (التينور)، وأنا لست من هواة فرد عضلاتي أمام من يشدو معي، ولست من هواة فرد العضلات من الأصل في الغناء، لا بد من إراحة من يشدو معي لكي نقدم فناً جيداً وهادفاً، والحمد لله خرجت الأغنية بشكل جيد، واستطعنا أن نسعد الجمهور».

أغنيات ألبومي الجديد «يا طيبي» تلامس قلوب الناس

نبيل شعيل

يرفض نبيل شعيل، فكرة أن يقترن اسمه بأي لقب: «لست من محبي الألقاب، ولا أهواها، ولا أحبذ الألقاب التي تطلقها الصحافة عليّ، أنا اسمي نبيل شعيل، وسعيد بهذا الاسم».

وعن مشاركته الأخيرة في حفلات بطولة العالم للرياضات الإلكترونية التي استضافتها العاصمة السعودية ضمن موسم الرياض، قال: «السعودية بوابة انطلاق أي فنان عربي، وأنا سعيد وفخور بمشاركتي في كل الفعاليات التي تقام على أرضها، وأي فنان عربي يطمح، ويسعد بمشاركته في جولة المملكة للألعاب الرياضية الإلكترونية، وللعلم أنا لاعب محترف للغاية في ممارسة ألعاب البلاي ستيشن، وأجيد لعب كرة القدم فيها، ربما ليس لدي قدرة على ممارسة اللعبة على أرض الواقع، ولكني أحترفها في العالم الافتراضي».