أميركا تصعّد تحذيراتها لروسيا من سياستها في إدلب بسوريا

المبعوث الأميركي الخاص بسوريا جيمس جيفري (إ.ب.أ)
المبعوث الأميركي الخاص بسوريا جيمس جيفري (إ.ب.أ)
TT

أميركا تصعّد تحذيراتها لروسيا من سياستها في إدلب بسوريا

المبعوث الأميركي الخاص بسوريا جيمس جيفري (إ.ب.أ)
المبعوث الأميركي الخاص بسوريا جيمس جيفري (إ.ب.أ)

صعّدت الولايات المتحدة تحذيرها لروسيا فيما يتعلق بسياستها في سوريا وقالت إن موسكو تحاول تحدي وجودها في شمال شرقي سوريا من خلال انتهاك شروط اتفاق منع الاشتباك كما تساعد في تصعيد القتال بمحافظة إدلب بشمال غربي سوريا، وفقاً لوكالة «رويترز».
وقال المبعوث الأميركي الخاص بسوريا جيمس جيفري أمس (الأربعاء) إن بلاده «تشعر بقلق بالغ» إزاء الهجوم الذي يشنه النظام السوري بدعم من روسيا في إدلب وطالب موسكو مجدداً بوقفه. وأضاف: «هذا صراع خطير يتعين وضع حد له، وعلى روسيا أن تغير سياساتها».
ودعت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لعقد جلسة بمجلس الأمن الدولي اليوم (الخميس) لبحث الوضع في إدلب.
وخفف الرئيس الأميركي دونالد ترمب من خططه لسحب قواته من سوريا بعد انتقادات في الكونغرس، وأبقى على نحو 600 جندي معظمهم في شمال شرقي سوريا لمواصلة قتال تنظيم «داعش».
غير أن الولايات المتحدة ليس لها قوات على الأرض في شمال غربي سوريا ومن ثم ليس لها سيطرة تذكر هناك تمكّنها من فرض موقفها.
وتسارعت وتيرة العنف في إدلب في الشهور الأخيرة رغم المساعي العديدة لوقف إطلاق النار، كان أحدها في يناير (كانون الثاني).
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان وشهود إن قوات النظام السوري دخلت مدينة سراقب في إدلب في محاولة جديدة من الرئيس بشار الأسد لاستعادة آخر معقل للمعارضة المسلحة.
وقال جيفري: «لا نرى ضلوع الروس وحسب في دعم الهجوم السوري، بل أيضاً الإيرانيين و(حزب الله). لا نعلم إن كان الهجوم يهدف للسيطرة على الطريق إم 4 - إم 5 فحسب، أم سيستمر لأبعد من هذا»، في إشارة إلى الطرق الاستراتيجية السريعة التي تربط حلب بحماة واللاذقية على ساحل البحر المتوسط. وأضاف أن بإمكان موسكو أن تغير سياساتها وتلبي متطلبات المجتمع الدولي دون الإطاحة بالأسد. وأوضح: «تلك المتطلبات ليست خارقة... هي تتطلب تغيراً في سلوك النظام السوري. ذلك النظام ما كان ليبقى أسبوعاً واحداً لولا الدعم الروسي».
وقال جيفري إن هناك المزيد من الوقائع الدالة على انتهاك روسيا لشروط منع الاشتباك في شمال شرقي سوريا، فيما وصفه بأنه محاولة لتحدي وجود الولايات المتحدة هناك. وتابع قائلاً: «حاولوا بضع مرات... التعمق داخل المنطقة التي نوجد بها نحن وقوات سوريا الديمقراطية داخل الخطوط الرئيسية التي رسمناها. تلك هي المرات التي تقلقني». وأضاف أن هذه المرات ليست كثيرة، لكنها آخذة في التصاعد. وقال إن «هذا مثير للقلق»، ودعا موسكو إلى الالتزام التام باتفاقات منع الاشتباك المبرمة مع الولايات المتحدة.



«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
TT

«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)

استهلت الجماعة الحوثية السنة الميلادية الجديدة بإطلاق حملات جباية استهدفت التجار وأصحاب ورؤوس الأموال في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، بغية إجبارهم على دفع الأموال لتمويل احتفالات الجماعة بما تسميه «جمعة رجب».

وتزعم الجماعة الحوثية أن دخول اليمنيين في الإسلام يصادف أول جمعة من شهر رجب الهجري، ويستغلون المناسبة لربطها بضرورة الولاء لزعيمهم عبد الملك الحوثي تحت ادعاء أن نسبه يمتد إلى علي بن أبي طالب الذي أدخل اليمنيين في الإسلام قبل أكثر من 14 قرناً هجرياً. وفق زعمهم.

وذكرت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن مشرفين حوثيين برفقة عربات ومسلحين يتبعون عدة مكاتب تنفيذية تابعة للجماعة، نفذوا حملات واسعة ضد متاجر ومؤسسات تجارية في عدة مديريات في المدينة، وأجبروا ملاكها على دفع جبايات، بينما أغلقوا عدداً من المتاجر التي رفض ملاكها التبرع.

وأكدت المصادر أن الانقلابيين شرعوا في توسيع أنشطتهم الاستهدافية في تحصيل الإتاوات أكثر مما كان عليه قبل أشهر ماضية، حيث لم تستثنِ الجماعة حتى صغار التجار والباعة المتجولين والسكان الأشد فقراً.

الانقلابيون سيطروا بالقوة على مبنى الغرفة التجارية في صنعاء (إعلام محلي)

وفي ظل تجاهل الجماعة المستمر لفقر السكان في مناطق سيطرتها، أقرت ما تسمى اللجنة العليا للاحتفالات والمناسبات في اجتماع لها بصنعاء، إطلاق برنامج الفعاليات المصاحب لما يُسمى ذكرى «جمعة رجب»، بالتوازي مع بدء شنّ حملات جباية على التجار والسكان الذين يعانون من ظروف معيشية حرجة.

وهاجم بعض السكان في صنعاء كبار قادة الجماعة لجهة انشغالهم بابتكار مزيد من الفعاليات ذات المنحى الطائفي وتخصيص ميزانية ضخمة لأعمال الدعاية والإعلان، ومكافآت ونفقات لإقامة الندوات وتحركات مشرفيها أثناء حشد الجماهير إليها.

وكانت تقارير محلية اتهمت في وقت سابق قيادات حوثية بارزة في الجماعة يتصدرهم حمود عباد وخالد المداني بجباية مليارات الريالات اليمنية من موارد المؤسسات الحكومية الخاضعة لسلطات الجماعة في صنعاء، لافتة إلى أن معظم المبالغ لم يتم توريدها إلى حسابات بنكية.

تعميم صوري

في حين زعمت وسائل إعلام حوثية أن تعميماً أصدره القيادي في الجماعة حمود عباد المعين أميناً للعاصمة المختطفة، يقضي بمنع إغلاق أي محل أو منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ ما سماها «الإجراءات القانونية»، نفى تجار وأصحاب مؤسسات تجارية بصنعاء توقّف عناصر الجماعة عن مداهمة متاجرهم وإغلاقها بعد رفضهم دفع جبايات.

تجمع للمارة في صنعاء أثناء محاولة اعتقال مالك أحد المطاعم (الشرق الأوسط)

وفي مسعى لتلميع صورتها عقب حملات التعسف كانت الجماعة أصدرت تعميماً يُلزِم قادتها في عموم المديريات والمكاتب التنفيذية في صنعاء بعدم إغلاق أي منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ «الإجراءات اللازمة».

وحض التعميم الانقلابي كل الجهات على «عمل برامج شهرية» لتنفيذ حملات نزول ميداني لاستهداف المتاجر، مرة واحدة كل شهر عوضاً عن تنفيذ حملات نزول يومية أو أسبوعية.

واعترفت الجماعة الحوثية بوجود شكاوى لتجار وملاك منشآت تجارية من قيام مكاتب تنفيذية في صنعاء بتحصيل مبالغ مالية غير قانونية منهم بالقوة، وبإغلاق مصادر عيشهم دون أي مسوغ قانوني.

توسيع الاستهداف

اشتكى تُجار في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من تصاعد كبير في حملات الاستهداف وفرض الإتاوات ضدهم عقب صدور تلك التعليمات التي يصفونها بـ«غير الإلزامية».

ويتهم عدد من التجار القياديَين حمود عباد وخالد المداني، والأخير هو مشرف الجماعة على المدينة، بتكثيف الأنشطة القمعية بحقهم وصغار الباعة وإرغامهم في كل حملة استهداف على دفع جبايات مالية مقابل السماح لهم بمزاولة أنشطتهم التجارية.

الحوثيون يستهدفون المتاجر والشركات لإجبارها على دفع الأموال (إعلام حوثي)

ويتحدث (أحمد.و)، مالك محل تجاري بصنعاء، عن استهداف متجره بسوق شعبي في حي السنينة بمديرية معين بصنعاء من قِبَل حملة حوثية فرضت عليه دفع مبلغ مالي بالقوة بحجة تمويل مناسبة «جمعة رجب».

وذكر أن عناصر الجماعة توعدته بالإغلاق والاعتقال في حال عدم تفاعله مع مطالبها غير القانونية.

وتحدث أحمد لـ«الشرق الأوسط»، عن إغلاق عدد من المتاجر في الحي الذي يعمل فيه من قِبَل مسلحي الجماعة الذين قال إنهم اعتقلوا بعض ملاك المحلات قبل أن يتم الإفراج عنهم بعد أن رضخوا لدفع الجبايات.