«بيان الرياض»: جملة توصيات نحو فضاء سيبراني أفضل

المنتدى الدولي يختتم أعماله بدعوة إلى استمراره منصة عالمية لتبادل الأفكار والخبرات

حلقات نقاشية وورش عمل ضمن المنتدى (الشرق الأوسط)
حلقات نقاشية وورش عمل ضمن المنتدى (الشرق الأوسط)
TT

«بيان الرياض»: جملة توصيات نحو فضاء سيبراني أفضل

حلقات نقاشية وورش عمل ضمن المنتدى (الشرق الأوسط)
حلقات نقاشية وورش عمل ضمن المنتدى (الشرق الأوسط)

اختتمت أمس أعمال المنتدى الدولي للأمن السيبراني في نسخته الأولى، والذي نظمته الهيئة الوطنية للأمن السيبراني برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ومشاركة أكثر من 120 متحدثاً، و3500 ممن تم تسجيلهم مشاركين.
وشهد المنتدى، إعلان تبني الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، لمبادرتين تتعلقان بحماية الأطفال في العالم السيبراني، وتمكين المرأة في الأمن السيبراني، إذ أشاد المنتدى بمبادرتي ولي العهد، والأثر المتوقع لهما على المستويين الوطني والدولي.
واختتم المنتدى أعماله بالإعلان عن «بيان الرياض للأمن السيبراني»، والذي دعا الجميع للانضمام لدعم عدد من الأهداف والتوصيات الرامية إلى تضافر الجهود نحو فضاء سيبراني أفضل للجميع.
وناقش المنتدى على مدى يومين متتالين في مدينة «الرياض»، جملة من المحاور الحيوية والموضوعات المهمة، وأصى بأهمية تعزيز الصمود والقدرات السيبرانية على المستوى الوطني، وأهمية بناء القدرات اللازمة للصمود السيبراني في الأعمال التجارية العالمية، وأهمية الأمن السيبراني ممكّنا للاقتصاد الرقمي، وأهمية تضافر الجهود الدولية لخلق عالم سيبراني أكثر أماناً، وأشار إلى واقع التهديدات السيبرانية في الأنظمة الصناعية وسبل مواجهتها، وأهمية حماية البنى التحتية الوطنية الحساسة، كما أشار إلى مستقبل الأمن السيبراني العالمي، وأهمية التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص ودور ذلك في تطوير منظومة الأمن السيبراني.
ودعا إلى الحد من الجرائم السيبرانية، وفهم طبيعتها، وأهمية مواجهة التحديات السيبرانية، وإلى سبل تطوير المهارات وإعداد الكوادر.
بينما خصص المنتدى جلسات حول تطوير المهارات وإعداد الكوادر البشرية في مجال الأمن السيبراني وسبل سد الفجوة في القوى العاملة الحالية والمستقبلية، وحماية الأطفال في شبكة الإنترنت، وأهمية الأمن السيبراني في مجالات الطاقة والرعاية الصحية والخدمات المالية والاتصالات والمدن الذكية، ومشاركة وتمكين المرأة في الأمن السيبراني ومساهمتها في سد الفجوة في هذا المجال.
وأكد المشاركون في جلسات المنتدى أهمية استثمار فرص النمو الاقتصادي والاجتماعي الناتجة عن التقدم التقني المتسارع وتطور الأنظمة التقنية عالمياً، وضرورة التعاون لمواجهة التحديات المشتركة المصاحبة لذلك التقدم، والمتعلقة بالمخاطر والجرائم السيبرانية، وتعزيز التعاون العلمي والبحثي والتبادل المعرفي وبناء القدرات وصولاً لأفضل الممارسات في مجال الأمن السيبراني، وتصميم الجميع على العمل لمواجهة السلوكيات الإجرامية في الفضاء السيبراني التي تستغل شبكة الإنترنت العالمية للتحريض على التطرف والعنف والإرهاب.
كما تم التأكيد على أهمية استمرار المنتدى الدولي للأمن السيبراني ليكون منصة عالمية لتبادل الأفكار والخبرات وإطلاق المبادرات لتعزيز الأمن السيبراني وخلق آليات للتعاون الدولي والعمل المشترك على مستوى القطاعين العام والخاص.
وقدر المشاركون في المنتدى جهود الحكومة السعودية لإنجاح أعمال المنتدى الدولي للأمن السيبراني في نسخته الأولى متطلعين إلى انعقاده في الرياض بصفة دورية.



السفير الإيراني لـ«الشرق الأوسط»: علاقاتنا مع السعودية تنمو بخطوات مدروسة

ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي خلال استقباله نائب الرئيس الإيراني في الرياض (واس)
ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي خلال استقباله نائب الرئيس الإيراني في الرياض (واس)
TT

السفير الإيراني لـ«الشرق الأوسط»: علاقاتنا مع السعودية تنمو بخطوات مدروسة

ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي خلال استقباله نائب الرئيس الإيراني في الرياض (واس)
ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي خلال استقباله نائب الرئيس الإيراني في الرياض (واس)

قال مسؤول إيراني إن العلاقات مع السعودية تسير وفق خطوات مدروسة، مشيراً إلى أن التعاون بين البلدين وما يمتلكانه من موارد طبيعية وبشرية وغيرها يساهم بشكل مباشر في تحقيق النمو والازدهار للمنطقة.

وأوضح علي رضا عنايتي، السفير الإيراني لدى السعودية، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن تطور العلاقات وتعزيزها بين طهران والرياض يأتي استجابةً لتوجيهات وعزم القادة، مضيفاً: «لقد قطعنا خطوات ملموسة، ولا تزال هناك خطوات أخرى سنمضي بها لاستكمال هذه المسيرة».

جاءت تصريحات عنايتي على هامش إطلاق أول رحلة تجارية مباشرة ومجدولة بين مطار الدمام (شرق السعودية) ومطار مشهد الإيراني أمس (الثلاثاء) لأول مرة منذ سنوات، والتي سيكون لها «بالغ الأثر في تيسير التنقل بين البلدين والمدينتين، وتقرب الشعبين»، وفقاً للسفير.

وشدد عنايتي على أن نمو العلاقات بين البلدين جاء «تلبية لعزم القادة في هذا المجال»، مشيراً إلى ما أكده نائب الرئيس الإيراني خلال لقائه مع الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، أنه «لا رجعة عن هذه العلاقات».

كما اعتبر السفير الإيراني في الرياض زيارة رئيس هيئة الأركان السعودية لطهران مهمة في إطار التعاون الدفاعي بين البلدين، وقال: «زيارة رئيس هيئة الأركان مهمة في مجال التعاون الدفاعي بين البلدين، وقمنا بخطوات ولنا خطوات أخرى سنخطوها لنكمل هذه المسيرة».

السفير الإيراني علي رضا عنايتي خلال استقبال أمير الرياض له مؤخراً (إمارة الرياض)

ولفت إلى أن رحلات الطيران سابقاً كانت «مخصصة للعمرة بين المدن الإيرانية ومدينتي جدة والمدينة المنورة، أما هذه الرحلة فهي تجارية ومجدولة، وتتم يومي الثلاثاء والخميس بين مدينة الدمام السعودية ومشهد الإيرانية».

ووصف السفير هذه الخطوة بأنها مشجعة لتعزيز السياحة والتجارة بين البلدين، قائلاً: «على مدار أكثر من عام، تقدمنا بخطوات ملموسة ومدروسة لتعزيز العلاقات وتوطيدها، هناك تواصل مستمر بين القادة والمسؤولين، وعلاقات وثيقة بين وزيري الخارجية في البلدين، بالإضافة إلى ارتباطات شعبية تدعم هذا التوجه».

وتابع: «كل هذه الجهود تسهم في توطيد العلاقات التي أُسست على أسس الخير والمحبة، وهذه الخطوة تمثل امتداداً لما بدأناه في تعزيز العلاقات التي تشهد نمواً مستمراً في المجالات السياسية والدفاعية والثقافية والاجتماعية والسياحية، وستمتد لاحقاً إلى المجالات الاقتصادية والتجارية وغيرها».

وأعرب الدبلوماسي الإيراني عن شكره وتقديره «للمسؤولين السعوديين الذين سهلوا هذه الرحلات»، مشيراً إلى أن «الشكر موصول أيضاً للمسؤولين في كلا البلدين على جهودهم في ترتيبها».

صورة من تدشين أولى الرحلات التجارية المباشرة بين الدمام ومشهد لأول مرة منذ سنوات (السفارة الإيرانية)

دبلوماسية الزيارات

أوضح علي عنايتي أن الفترة الماضية شهدت تبادلاً لزيارات متعددة بين مسؤولين إيرانيين وسعوديين، مشيراً إلى أن «هناك زيارات مستمرة بين البلدين في إطار الاجتماعات التي تُعقد في السعودية، ومن بينها مشاركة وزير الاقتصاد والمالية الإيراني في المؤتمر العالمي للاستثمار، حيث التقى وزيري الاقتصاد والتخطيط والاستثمار السعوديين، وناقش الطرفان أوجه التعاون الاقتصادي والتجاري».

واستطرد قائلاً: «كما قام وزير الزراعة الإيراني بزيارة للمشاركة في مؤتمر «كوب 16»، حيث التقى نظيره السعودي، وكانت هذه الزيارة فرصة للطرفين لاستكشاف مجالات تعاون تخدم مصالحهما المشتركة».

وأشار السفير الإيراني إلى أن «البلدين، بما يملكانه من إمكانيات هائلة وموارد طبيعية ومالية وبشرية، لديهما القدرة على التعاون في عدة مجالات تسهم في تحقيق النمو والازدهار للإقليم بأكمله».

خطوات مدروسة

يرى السفير الإيراني أن طهران والرياض تسيران بخطوات مدروسة لتنمية وتعزيز العلاقات في مختلف المجالات، مشدداً على الدور البارز الذي يمكن أن يلعبه المفكرون والأكاديميون في دعم وتنمية هذه العلاقات.

جانب من زيارة رئيس هيئة الأركان السعودية ولقاء نظيره الإيراني في طهران (وزارة الدفاع السعودية)

وأضاف: «شهدنا زيارة لرئيس مركز الدراسات والبحوث الدبلوماسية الإيرانية إلى المملكة، حيث التقى رئيس معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية، كما شارك في ندوة فكرية متخصصة في هذا المجال، وتم خلال الزيارة توقيع مذكرة تفاهم بين المركزين، ما يفتح آفاقاً أوسع لدراسة سبل توطيد العلاقات بين البلدين، ليس فقط من منظور الدبلوماسيين أو السياسيين، بل من خلال رؤية المفكرين والأكاديميين أيضاً».

وقال: «أعتقد أن للمجاميع الفكرية دوراً مهماً في تنمية هذه العلاقات وتوطيدها بما يخدم مصالح شعبي البلدين، هذه خطوات مدروسة ومضبوطة تُتخذ لإضفاء زخم أكبر وتعزيز أفق التعاون بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية الشقيقة».