«تقييم الحوادث»: لا صحة لاستهداف «التحالف» سوق «يختل» في محافظة تعز

استعرض نتائج التحقيقات في 6 حالات

TT

«تقييم الحوادث»: لا صحة لاستهداف «التحالف» سوق «يختل» في محافظة تعز

توصلت تحقيقات الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن إلى عدم صحة الادّعاءات حول قيام قوات التحالف بعمليات جوية في 6 مواقع مدنية باليمن؛ منها سوق «يختل» في تعز، وقارب صيد مدني.
وذكر المستشار القانوني منصور المنصور، المتحدث الرسمي باسم الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن، خلال مؤتمر صحافي في الرياض أمس، أن الفريق أنهى البحث وتقصي الحقائق في الحالات الست، والاطلاع على جميع الوثائق؛ بما في ذلك إجراءات وقواعد الاشتباك، وجدول حصر المهام اليومي، وتقارير ما بعد المهمة، والصور الفضائية، وتسجيلات الفيديو، وتقييم الأدلة، التي تبيّن للفريق المشترك لتقييم الحوادث الحقائق حول كل حالة من الحالات.
وأضاف أن الفريق المشترك حقق في الحالة رقم «177» الخاصة بقرية الركب بمحافظة تعز، وتبين عدم وجود مدنيين حول المبنى قبل وأثناء الاستهداف في موقع الهدف العسكري، كما ظهر أن الهدف العسكري يقع على قمة جبل ولا يوجد أي مبانٍ ملاصقة له، وأصابت القنبلة الهدف مباشرة، إضافة إلى وجود آثار استهداف جوي على المبنى محل الادعاء.
ولفت إلى أن الفريق المشترك لتقييم الحوادث توصل إلى صحة الإجراءات المتخذة من قوات التحالف في التعامل مع الهدف العسكري المشروع (المبنى) محل الادعاء الذي يستخدم من عناصر مقاتلة من ميليشيا الحوثي المسلحة في قرية الركب، وأنها تتفق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.
وبشأن الادعاء بقصف قوات التحالف سوق «يختل» بمديرية المخا في محافظة تعز، «تبين للفريق المشترك من خلال الاطلاع على سجل المهام اليومي للعمليات الجوية المنفذة من قوات التحالف لليوم السابق واليوم اللاحق ليوم الادعاء، أن قوات التحالف نفذت مهمة جوية في اليوم السابق لتاريخ الادعاء على هدف عسكري يبعد 15 كام تقريباً عن مدينة يختل محل الادعاء، وفي اليوم اللاحق لتاريخ الادعاء لم تنفذ قوات التحالف أي مهام جوية على مديرية المخا؛ وتوصّل فريق تقييم الحوادث إلى عدم قيام قوات التحالف باستهداف سوق يختل كما ورد بالادعاء».
وحول ما يتعلق بما ورد في الرسالة الواردة من مراسل صحيفة «نيويورك تايمز» إلى المتحدث الرسمي لقوات التحالف، والمتضمنة أن قوات التحالف البحرية استهدفت قارب صيد مدنياً يسمى «آفاق» ما تسبب في مقتل 11 صياداً مدنياً، فيما نجا 3 آخرون، توصل الفريق المشترك إلى استنتاج بوجود طائرة غير مسلحة من نوع «بحث وإنقاذ» ملحقة بسفينة «مكة» ونفذت مهمة واحدة كانت عملية «إخلاء طبي» وأقلعت في الساعة 07:50 صباحاً وأنهت مهمتها وهبطت على ظهر السفينة عند الساعة 10:11 صباحاً. كما لم تتعامل قوات التحالف البحرية مع أي أهداف سطحية في تاريخ ومنطقة الادعاء، ولم يتوفر للفريق المشترك أي معلومات إضافية تؤكد وقوع الحادثة في تاريخ ومنطقة الادعاء، وتوصّل الفريق المشترك إلى عدم قيام قوات التحالف باستهداف قارب الصيد كما ورد في الادعاء.
وبشأن الادعاء بقيام قوات التحالف بقصف حافلة بمديرية خور مكسر في محافظة عدن، قال المنصور: «تبيّن أنه في اليوم السابق للتاريخ نفذت قوات التحالف مهمة جوية على هدف عسكري يقع بمحافظة تعز، ويبعد مسافة 137 كيلومتراً عن إحداثيات الموقع الوارد من جهة الادعاء، وفي اليوم اللاحق لتاريخ الادّعاء نفذت قوات التحالف مهمة جوية على هدف عسكري يقع بمحافظة لحج يبعد 17 كيلومتراً عن إحداثيات الموقع الوارد من جهة الادعاء. وفي ضوء ذلك؛ توصّل الفريق المشترك لتقييم الحوادث إلى عدم قيام قوات التحالف باستهداف الباص».
وتطرق متحدث تقييم الحوادث إلى أن الادعاء بشأن قيام قوات التحالف باستهداف في وادي «الصوامل» بمديرية مستبأ بمحافظة حجة، غير صحيح، إذ إن فريق تقييم الحوادث قام بالبحث وتقصي الحقائق حول وقوع الحادثة، وبعد اطلاعه على جميع الوثائق، بما في ذلك إجراءات وقواعد الاشتباك، توصل إلى «صحة الإجراءات المتخذة من قوات التحالف في التعامل مع الأهداف العسكرية المشروعة، وهي تجمعات ومبنى (عبارة عن غرفة صغيرة) تتواجد بها عناصر من ميليشيا الحوثي المسلحة، وعربة من نوع (شاص) تستخدم لدعمهم ومساندتهم في مديرية مستبأ بمحافظة حجة، وأنها تتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية».
وبخصوص ما ورد في التقرير السادس الصادر عن اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، المتضمن أنه «بعد سيطرة جماعة الحوثي وقوات صالح على مديرية حريب بمحافظة مأرب وتمركزهم في الجبال المطلة على منطقة الوسيعة والقريبة من مستشفى (الوطن) وإقامتهم ثكنات عسكرية في المنطقة، تم قصف المستشفى من طيران التحالف العربي ما أدى إلى تدميره كلياً»، لفت إلى أن الفريق المشترك لتقييم الحوادث «قام بالبحث وتقصي الحقائق حول وقوع الحادثة، وبعد الاطلاع على جميع الوثائق تبين له عدم وجود مدنيين حول المبنى المستهدف قبل وأثناء الاستهداف، ولا توجد على سطح المبنى أي علامات تميزه على أنه مستشفى، كما لا توجد مبانٍ ملاصقة للهدف، ويعدّ في منطقة شبه معزولة عن الأعيان المدنية».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».