الجيش اليمني يفشل هجمات في الجوف والضالع والبيضاء

TT

الجيش اليمني يفشل هجمات في الجوف والضالع والبيضاء

أفادت مصادر عسكرية يمنية بأن قوات الجيش تمكنت من إفشال هجمات للميليشيات الحوثية، أمس، على أكثر من جبهة، لا سيما في جبهات الجوف والبيضاء والضالع، بالتزامن مع ضربات جوية لمقاتلات تحالف دعم الشرعية استهدفت تعزيزات الميليشيات وآلياتها.
وجاءت هذه التطورات في وقت تتواصل فيه المعارك في جبهات نهم وصرواح، وبموازاة استمرار الجماعة الحوثية في شن هجمات متواصلة على مواقع القوات الحكومية في مدينة الحديدة ضمن سعيها لنسف الهدنة الأممية القائمة.
وفي هذا السياق، أكدت مصادر الإعلام العسكري للجيش اليمني أن القوات أفشلت عملية تسلل حوثية في مديرية المتون غرب محافظة الجوف، أمس، وتمكنت من قتل 10 مسلحين حوثيين، وتدمير عربة عسكرية، وذلك بعد ساعات من مقتل 23 حوثياً في معارك مع الجيش في جبال الساقية المحاذية لجبال يام والجرشب المطلة على مديرية مجزر في الحدود الجنوبية للمحافظة.
وأوضحت المصادر أن مقاتلات تحالف دعم الشرعية استهدفت مستودعاً للميليشيات الحوثية في مديرية المتون، حيث سمع دوي انفجارات ضخمة جراء احتراق الأسلحة والذخائر في جبال يام في المديرية ذاتها.
وفي حين تتواصل المواجهات في صرواح شرق محافظة مأرب، كانت الجماعة الموالية لإيران استمرت في استهداف المدينة بالصواريخ الإيرانية، وفق ما أفاد به الموقع الرسمي للجيش اليمني. ونقل الموقع عن مصدر عسكري قوله إن «مقذوفاً أطلقته ميليشيات الحوثي (مساء الاثنين) استهدف أحد مخازن الخردة ومخلفات الحرب بمحافظة مأرب يحوي كميات من الألغام والمتفجرات كانت الميليشيات زرعتها في بعض المواقع والمناطق وتم نزعها وتجميعها تمهيداً لإتلافها وتفجيرها».
وفي وقت سمعت أصوات انفجارات ضخمة من المستودع الذي يقع في معسكر «صحن الجن» التابع للجيش اليمني، أكد المصدر أنه «تم احتواء الانفجارات والنيران الناتجة عن المقذوف الحوثي من دون تسجيل خسائر في الأرواح».
إلى ذلك، ذكرت المصادر الرسمية أن نائب الرئيس اليمني الفريق علي محسن الأحمر، شدد خلال لقاء مع وزير الصحة في الحكومة الشرعية ناصر باعوم في الرياض، أمس، على ضرورة مضاعفة الجهود لتقديم الخدمات الطبية اللازمة للجرحى من الجيش واستيعاب ملفاتهم «كأقل واجب نحو ما قدموه من واجب مقدس في معركة اليمن المصيرية».
ونقلت وكالة «سبأ» عن نائب الرئيس اليمني أنه أشار إلى «الاستهداف المستمر للمدن والأحياء السكنية من قبل ميليشيات الحوثي المسلحة بإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، ما يعكس حجم الدعم الهائل الذي تقدمه إيران للميليشيات بتزويدها بآلات القتل والدمار والموت». ودعا إلى «وحدة الصف بين اليمنيين والترفع عن الأنانية وتوحد الجميع لمواجهة المشروع الحوثي المدعوم من إيران».
وفي محافظة البيضاء، كشفت مصادر عسكرية يمنية عن اندلاع معارك ضارية وصفت بأنها «الأشرس» بين قوات الجيش اليمني والميليشيات الحوثية بمحافظة البيضاء، وهو ما نجم عنه مقتل وجرح العشرات من عناصر الجماعة الذين حاولوا التسلل باتجاه مواقع الجيش.
أما في محافظة الضالع (جنوب)، فأكدت مصادر عسكرية أن القوات المشتركة للجيش اليمني أفشلت، أمس، هجوماً واسعاً شنته مجاميع حوثية على مواقع الجيش غرب بلدة قعطبة الواقعة إلى الشمال من المحافظة في وقت دفعت قيادة اللواء الأول صاعقة بدفعة عسكرية جديدة تعزيزاً لمواقع القوات المشتركة في جبهة الفاخر.
ونقلت المصادر عن قائد اللواء الأول صاعقة العميد الركن عبد الكريم صولان تأكيده أن «التعزيزات العسكرية التي دفع بها اللواء إلى جبهة الفاخر تأتي في إطار المهام الوطنية والقتالية المناطة بقيادة اللواء لمساندة القوات المرابطة في الجبهات وتلبية للمتطلبات العسكرية الضرورية التي تمكن من أداء المهام القتالية على أكمل وجه في مواجهة الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً».
وواصلت الميليشيات الحوثية تصعيدها في مدينة الحديدة (غرب) وفي مناطق متفرقة من الساحل الغربي، وهو ما تسبب بنشوب اشتباكات ليلية مساء الاثنين، وفق ما ذكرته مصادر الإعلام العسكري للقوات الحكومية.
وأوضح «المركز الإعلامي لقوات العمالقة» أن «العشرات من عناصر الميليشيات سقطوا قتلى وجرحى أثناء تصدي القوات المشتركة من الجيش الوطني لهجوم شنته الميليشيات الانقلابية في الجبلية بمديرية التحيتا، جنوب الحديدة، بالتزامن مع معارك ليلية شهدتها مدينة الحديدة، فيما قُتل طفل بانفجار لغم أرضي زرعته الميليشيات في منطقة المسنا، بمديرية الحوك، جنوب المدينة».
وقال مصدر طبي إن الطفل عبده علي سالم البالغ من العمر 14 عاماً، قُتل بانفجار لغم أرضي زرعته ميليشيات الحوثي في الطريق إلى منطقة المسنا جنوب مدينة الحديدة، مضيفا أن «اللغم الحوثي انفجر بالطفل أثناء مروره في الطريق المؤدي إلى منطقة المسنا عائداً من السوق إلى منزله».
وأكد المركز الإعلامي العسكري أن القوات المشتركة خاضت اشتباكات عنيفة مع مسلحي الميليشيات استمرت لساعات واستخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. وأفاد بأن مدينة الحديدة شهدت مساء الاثنين معارك ليلية جراء تصعيد ميليشيات الانقلاب التي حاولت التسلل صوب أحياء سكنية محررة في شارعي صنعاء والخمسين وعلى مقربة من نقاط الرقابة التي تشرف عليها لجنة تنسيق إعادة الانتشار.
وذكر المركز أن «الميليشيات استهدفت بالأسلحة الرشاشة وقذائف بي 10 الأحياء السكنية من بين منازل المواطنين في حارتي الضبياني و7 يوليو (تموز) كتغطية نارية لعناصرها المتسللة من جهة معسكر الدفاع الساحلي وسيتي ماكس ولكن من دون جدوى»، مؤكداً أن «وحدات من حراس الجمهورية حسمت الاشتباكات سريعاً بسقوط معظم عناصر الميليشيات من المتسللين بين قتيل وجريح وفرار البقية كما تم إسكات مصادر النيران».
وأوضح أن «كل تحركات الميليشيات الحوثية داخل الحديدة مرصودة بدقة»، وأنه «في جبهة كيلو 16 المدخل الشرقي لمدينة الحديدة، ومدينة الصالح، ردت وحدات من ألوية العمالقة على مصادر نيران الميليشيات خلف كلية الهندسة محققة إصابات مباشرة في مواقع مستحدثة».
وعلى وقع التصعيد الحوثي المستمر، حض رئيس البعثة الأممية في الحديدة رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار الجنرال الهندي أبهجيت غوها على التهدئة في بيان جديد. وقال إن «على الأطراف مواصلة الانخراط في العمل بنية صادقة، وبشكل مشترك، من خلال لجنة تنسيق إعادة الانتشار وآلية التهدئة... استمرار التهدئة على الأرض هو من خلال تعزيز وقف إطلاق النار». وأكد أن بعثة الأمم المتحدة ملتزمة بدعم الأطراف لاستمرار وقف إطلاق النار.وتتهم القوات المشتركة في الساحل الغربي والحكومة الشرعية الجماعة التابعة لإيران بالاستمرار في انتهاك التهدئة الأممية في محافظة الحديدة، رغم وجود نقاط المراقبة الخمس التي أنشئت قبل ثلاثة أشهر في محيط المدينة.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.