تونس تصدّر 60 ألف طن من زيت الزيتون رغم الأزمة

تونس تصدّر 60 ألف طن من زيت الزيتون رغم الأزمة
TT

تونس تصدّر 60 ألف طن من زيت الزيتون رغم الأزمة

تونس تصدّر 60 ألف طن من زيت الزيتون رغم الأزمة

تمكنت السلطات التونسية من تصدير قرابة 60 ألف طن من زيت الزيتون مع نهاية شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، واستقطبت الأسواق الأوروبية المجاورة أكبر كمية من الصادرات، فيما توجهت البقية إلى الولايات المتحدة ونحو 60 دولة أخرى من دول العالم التي تُقبل على زيت الزيتون التونسي وأغلبه منتج بيولوجي.
ووفق تصريحات قياديين من الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري (نقابة الفلاحين)، من شأن هذه الكميات المصدرة أن تخفف الضغط على السوق المحلية التي تعاني من وفرة الإنتاج خلال هذا الموسم، وأدت بدورها إلى تراجع الأسعار مما خلّف احتجاجات من منتجي الزيت.
ومن المتوقع أن يصل الإنتاج التونسي من زيت الزيتون خلال الموسم الحالي إلى حدود 350 ألف طن، وهو رقم قياسي لم يسجل في السابق، من بينها 250 ألف طن ستوجه نحو التصدير خصوصاً إلى السوق الأوروبية المجاورة. ومن المنتظر أن توفر تلك الصادرات ما يوازي نحو ملياري دينار تونسي من العملة الصعبة (نحو 660 مليون دولار) وهو ما يمثل مساهمة فعالة في ضمان التوازنات المالية في تونس.
وخلال هذا الموسم تعرض منتجو زيت الزيتون إلى أزمة حادة على مستوى أسعار تسويق المنتجات في الأسواق المحلية، إذ تراجعت بنحو 50% عما عرفته خلال الموسم الماضي.
وأدت هذه الصعوبات إلى إعلان وزارة المالية التونسية عن تمكين الديوان التونسي للزيت من خط تمويل مالي إضافي لمساعدة هذا الهيكل الحكومي على لعب دوره التعديلي في السوق المحلية، واقتناء زيت الزيتون من المنتجين لتفادي مزيد من انهيار الأسعار.
وقدّر شكري بيوض، الرئيس المدير العام للديوان التونسي للزيت، حاجيات التمويل الإجمالية لهذا الهيكل التعديلي بنحو 170 مليون دينار تونسي (نحو 60 مليون دولار)، وذلك إلى حدود منتصف يناير المقبل.
ويأتي خط التمويل المالي الإضافي إثر قرارات سابقة تنص على تمكين الديوان من 50 مليون دينار تونسي في شكل قروض خزينة، وضمان دولة بقيمة 100 مليون دينار كتمويل إضافي لدعم شراءاته للموسم الفلاحي 2019 - 2020.
وتدخلت الحكومة التونسية من خلال وضع برنامج استثنائي لتخزين 100 ألف طن من زيت الزيتون خلال هذا الموسم، وينطلق العمل بهذا البرنامج بدايةً من شهر فبراير (شباط) الحالي، وينتفع المنخرطون في هذا البرنامج من فلاحين وأصحاب معاصر ومصدرين بمنحة تخزين قيمتها 50 ديناراً تونسياً للطن الواحد (نحو 16 دولاراً)، وحرصاً على «تشجيع الفلاحين وأصحاب المعاصر على الانخراط في هذا البرنامج الاستثنائي»، قررت الحكومة التونسية تمكينهم من منحة خصوصية قيمتها 200 دينار (نحو 66 دولاراً) للطن الواحد يقع صرفها فوراً عند انطلاق عملية الخزن، وهي تضاف إلى منحة الخزن التي تُصرف عند انتهاء مدة التخزين.
على صعيد آخر، وقّعت وزارة المالية التونسية اتفاق قرض بالعملة الصعبة مع 17 مؤسسة مالية محلية لتعبئة 455 مليون يورو (نحو 1.417 مليار دينار) لتعبئة موارد لفائدة ميزانية الدولة لسنة 2020.
وتسعى السلطات التونسية من خلال هذه العملية إلى تحقيق الاستقرار على مستوى العملة المحلية، لا سيما أن هذه العملة متأتية في جزء منها من إيداعات غير المقيمين.
وحدّدت نسبة الفائدة لهذا القرض بنسبة 2% في حال اختيار طريقة سداد على سنتين، و2.25% في حال تم تسديد القرض على ثلاث سنوات، و2.75% في حال امتد السداد على خمس سنوات، وفق معطيات قدمتها وزارة المالية.



«إتش إس بي سي» ينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين

مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
TT

«إتش إس بي سي» ينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين

مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)

قالت مصادر مطلعة لـ«رويترز» إن بنك «إتش إس بي سي» سينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين بعد 8 سنوات من إطلاقها؛ حيث كافح البنك للتوسع وجعل المشروع مربحاً في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وقالت 3 مصادر مطلعة مباشرة على الأمر إن البنك الذي يركز على آسيا، توقّف عن إصدار بطاقات جديدة، ويعمل على تقليص الخدمة المقدمة لجزء كبير من العملاء الصينيين. وقال اثنان منهم إن الإغلاق المخطط له يأتي بعد محاولات فاشلة لبيع الأعمال.

وقالت المصادر إن البنك الذي لا يزال في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على الخطط، قد يستمر في خدمة بطاقات الائتمان لشريحة صغيرة من العملاء «المميزين». وقال أحد المصادر إن عملاء بطاقات الائتمان «المستقلين» لدى البنك، أولئك الذين لا يستخدمون خدمات «إتش إس بي سي» المصرفية في الصين، لن يتمكنوا من تجديد بطاقاتهم عند انتهاء صلاحيتها، مضيفاً أن هؤلاء العملاء يشكلون جزءاً كبيراً من الأعمال في البلاد.

ويؤكد قرار الانسحاب، الذي لم يتم الإبلاغ عنه سابقاً، على التحديات التي يواجهها البنك في توسيع نطاق وجوده في الصين كجزء من تعهده بالتحول إلى آسيا وتعميق وجوده في الاقتصادات الإقليمية الرئيسية.

ورفضت المصادر الكشف عن هُويتها لأنها غير مخوّلة بالتحدث إلى وسائل الإعلام. وقال متحدث باسم الشركة لـ«رويترز»، دون الخوض في التفاصيل: «كجزء من خدماتنا المصرفية الخاصة المتميزة والعالمية في البر الرئيسي للصين، نواصل تقديم خدمات بطاقات الائتمان التي تركز على السفر الدولي وميزات نمط الحياة».

وتمثل هذه الخطوة تراجعاً عن طموح البنك في تنمية أعمال بطاقات الائتمان في الصين بسرعة بعد إطلاقها في أواخر عام 2016 كجزء من محوره الآسيوي وتوسيع خدماته المصرفية للأفراد وإدارة الثروات في الصين.

وتُظهر بيانات من إصدارات البنك أن «إتش إس بي سي»، الذي يقع مقره الرئيسي في لندن، والذي يحقق الجزء الأكبر من إيراداته في آسيا، كان لديه نحو مليون مستخدم لبطاقات الائتمان الخاصة به في الصين بحلول سبتمبر (أيلول) 2019.

وقال أحد المصادر إنه في غضون 18 شهراً من إطلاق الخدمة، شهد بنك «إتش إس بي سي» وصول الأعمال إلى 500 مليون دولار من الرصيد المستحق، قبل أن يتوقف النمو وتنخفض المعاملات بسبب عمليات الإغلاق الصارمة الناجمة عن كوفيد في الصين... ومنذ ذلك الحين، شدد المستهلكون الصينيون الإنفاق في ظل تباطؤ الاقتصاد، مما أدى إلى انكماش سوق بطاقات الائتمان بشكل أكبر.

ووفقاً لبيانات من «إنسايت آند إنفو كونسالتينغ»، نما إجمالي إصدار البطاقات في 6 سنوات متتالية ليصل إلى ذروة بلغت 800 مليون بطاقة في عام 2021، وانخفض إلى 767 مليون بطاقة بحلول عام 2023.

وقالت مصادر إن «إتش إس بي سي» واجه أيضاً منافسة شديدة وقيوداً تنظيمية في أعمال بطاقات الائتمان في الصين لم يواجهها من قبل في أسواق أخرى، مثل القواعد المتعلقة بتسعير أسعار الفائدة وكيفية تعامل البنوك مع التخلف عن السداد. وأضافوا أن هذه القيود، إلى جانب ارتفاع تكلفة اكتساب العملاء والاحتيال، قوضت آفاق الأعمال.

وبصرف النظر عن نظرائها المصرفيين الصينيين، تواجه البنوك الأجنبية مثل «إتش إس بي سي» أيضاً تحديات من المنصات الرقمية الصينية التي توسعت بسرعة لتقديم خدمات القروض الاستهلاكية بتكاليف أقل بشكل حاد. ولا تقدم سوى حفنة من البنوك الأجنبية خدمات بطاقات الائتمان في الصين، بما في ذلك «ستاندرد تشارترد» وبنك شرق آسيا.

كما يراجع بنك «إتش إس بي سي» النفقات والضوابط التشغيلية في أعمال الثروة الرقمية الصينية، في خطوة قد تؤدي إلى تسريح العمال، حسبما ذكرت «رويترز»، الشهر الماضي.

وتُعد منطقة الصين الكبرى، التي تضم هونغ كونغ وتايوان، أكبر مصدر للدخل للمجموعة، لكن الصين هي السوق الوحيدة عالمياً التي لم تحقق فيها أعمال الثروة والخدمات المصرفية الشخصية في «إتش إس بي سي» أرباحاً بعد. وفي النصف الأول من عام 2024، أعلنت الوحدة عن خسارة قدرها 46 مليون دولار مقارنة بـ90 مليون دولار في الفترة المقابلة من العام الماضي.