لندن بأقل ميزانية
أجمل ما في لندن هو المشي، فإذا كنت تبحث على التعرف على معالم سياحية ورخيصة بنفس الوقت فقم بزيارة حديقة هايد بارك وزاويتها الشهيرة، فهي واسعة وفيها الماء والخضرة وروعة الطبيعة، عندما تشعر بالجوع يمكنك أن تتناول ساندويتشاً من الأكشاك الصغيرة أو المقاهي القريبة من البحيرة.
هناك عدة نشاطات يمكنك أن تقوم بها حتى ولو كانت ميزانيتك متواضعة، مثل استئجار القارب الذي تحركه برجليك بنفس طريقة ركوبك الدراجة، وهذا النشاط يغنيك عن الذهاب إلى النادي الرياضي وفي الوقت عينه تتمتع برؤية الطيور والبط.
من الحديقة يمكنك المشي باتجاه شارع نايتسبردج الراقي والتقاط الصور لـ«هارودس» أشهر متجر في المدينة، ومن هناك وعلى بعد نحو 5 دقائق مشياً على الأقدام تصل إلى متحف «فكتوريا آند ألبرت»، وأفضل ميزة في متاحف لندن أنها تستقبل الزوار مجاناً.
بعد زيارة ما يحلو لك من العروض في المتحف، يمكنك أن تتناول كوباً من القهوة في المقهى الأنيق داخل المتحف، وإذا كان الطقس مشمساً فاجلس في الحديقة الخلفية، فهي فعلاً رائعة.
بعد زيارة التاريخ والفن يكون قد حان وقت الغداء، فتنتشر في منطقة كنسنغتون القريبة عدة مقاهٍ، من أشهرها محل لبيع الكريب الفرنسي، فهذه الوجبة مشبعة وسريعة.
تنقل بواسطة الدراجة الهوائية أو عن طريق الحافلة الحمراء أيقونة النقل في لندن، أو بواسطة مترو الأنفاق، يمكنك الدفع بواسطة بطاقة الائتمان أو شراء تذكرة تخولّك استخدام الحافلة والمترو طيلة اليوم.
من أجمل المناطق السياحية المسلية في لندن «كوفنت غاردن»، تصل إليها عن طريق المترو والمحطة قريبة جداً من الساحة التي يقوم فيها الفنانون بعروضهم مجاناً، فتدفع لهم ما تريده تقديراً لعملهم.
من الساحة الشهيرة تنتقل إلى السوق المسقوفة التي كانت في البداية مخصصة لبيع الخضار والزهور أما اليوم فأصبحت من أجمل أماكن بيع التحف والفضيات والملابس.
وإضافة إلى السوق هناك أكشاك متوفرة يومياً تبيع القطع الفريدة من نوعها كالحليّ...
ومن «كوفنت غاردن» وعلى مسافة تقل عن 10 دقائق مشياً على الأقدام تصل إلى شارع «ستراند» القريب من «فليت ستريت» شارع الصحافة ومنه يطالعك نهر التيمز وعين لون العملاقة.
يكفي أن تمشي بمحاذاة النهر عند الضفة الغربية منه لتسحرك روعة لندن ومبانيها التاريخية مثل كاتدرائية سانت بول ومبنى «أوكسو» الذي يقبع في طابقه الأخير مطعم يحمل اسم المبنى ويطل على أجمل المناظر.
إذا كنت تحب المشي وبعد زيارة خاطفة إلى «تايت غاليري» حيث الدخول إليه بالمجان أيضاً وفيه تحصل على جرعة إضافية من الفن والتصميم، تابع طريقك إلى شرق لندن وتحديداً إلى جسر لندن الذي يبعد نحو 20 دقيقة عن طريق المشي، يمكنك أيضاً أن تستقل التاكسي المائي الذي يوصلك إلى محطة قريبة من الجسر، شرق لندن مميز بمبانيه الشاهقة وهناك مقاهٍ عديدة مرصوفة على ضفة النهر وتطل على أجمل المعالم.
وعند غروب الشمس التقط صوراً للمغيب وودّع يومك بأقل ضرر مادي ممكن في واحدة من أجمل مدن العالم.
... أو دلّع نفسك
> المعالم الجميلة لا تحصى ولا تعد في لندن، لكن يبقى لك الخيار بحسب ميزانيتك، إذا كنت محظوظاً ولم تتأثر بالتغيرات الاقتصادية فما عليك إلا أن تبدأ يومك من فندق «كلاريدجز»، حيث يمكنك تناول الفطور على أنغام الموسيقى الهادئة، فالمدخل الرئيسي في الفندق يعيدك إلى العصر الفيكتوري، قاعة الطعام التي يطلق عليها اسم «فواييه» هي مثال للرقي الإنجليزي، تجمع بين أثاثها المصمم على طراز الآرت ديكو الطبقي المخملي في المدينة.
بعد الفطور توجه إلى شارع «نيو بوند ستريت» القريب، وهذا الشارع هو جنة المتسوقين الباحثين عن تصاميم أهم دور الأزياء في العالم، ولمحبي المجوهرات الفريدة من نوعها والأثرية منها يمكنهم التوجه إلى «أركاديا» التي تصل ما بين بوند ستريت وبيكاديللي، في هذا الزقاق سوف تقف عاجزاً على الاختيار ما بين قطعة وأخرى وروعة وسواها.
وفي نهاية الزقاق وعند القنطرة الموجودة في أسفله، يكون متجر «فورتنم آند مايسون» الحاصل على الأمر الملكي في استقبالك ولا بد من الدخول إليه؛ لأنه مبنى جميل وقديم جداً يشتهر ببيع المأكولات الفاخرة، ويبيع أيضاً أغلى وأفضل أنواع الشاي في العالم.
في الطابق الأول يمكنك أن تتبضع أيضاً وفي الوقت نفسه تأخذ قسطاً من الراحة في المقهى الشهير ببيع الآيس كريم والقهوة.
عندما تخرج من الباب الخلفي للمتجر تصل إلى منطقة سانت جيمس العريقة، وفيها تجد أفخم وأقدم الأماكن مثل محال بيع السيجار والقبعات التي يرتديها الإنجليز في الأعراس والمناسبات الكبرى وسباقات الخيل في موسم أسكوت السنوي.
من ساحة بيكاديللي وباتجاه كوفنت غاردن تصل إلى مطعم «رولز» Rules، وهو أقدم مطعم في لندن، ويقع في شارع مايدن لاين ويتميز بأجوائه الكلاسيكية الراقية جداً التي تتسم بالأرستقراطية، كما تعتبر أطباقه من ألذ الأطباق التي ستتذوقها في حياتك، وتعتبر أطباق الحلوى شراً لا بد منه فيه.
وتبقى في كوفنت غاردن الملقبة بمدينة المسارح، فتتوجه لمشاهدة واحدة من المسرحيات الجميلة مثل «لايون كينغ»، و«بوك أوف مورمون»، أو «تشارليز فاكتوري»، الأسعار تتفاوت، لكن احجز الأقرب إلى المسرح فهي غالية الثمن، لكنها ضرورية لكي ترى تفاصيل الديكور وتقدر أداء الممثلين.
المسرح يقدم عرضين كل يوم «ماتينيه وسواريه»، فإذا كنت تفضل الذهاب إلى المسرح بعد الظهر يكون لديك الوقت للقيام بشيء آخر فترة المساء، أما إذا اخترت أن تشاهد المسرحية عند السابعة والنصف فلن يكون أمامك الكثير من الأشياء التي ستستطيع فعلها خاصة الأكل لأن المطابخ تقفل أبوابها باكراً في العاصمة، لكن تبقى المقاهي التابعة للفنادق الكبرى مفتوحة حتى ساعة متأخرة، وفي هذه الحالة ليس هناك أجمل من التوجه إلى فندق «روز وود» الواقع في منطقة هولبورن وتناول الشاي في «سكارفز».
ومن الفنادق القريبة والجميلة الأخرى، «ذا سافوي» الواقع عند شارع ستراند ولديه مقهى يطل على النهر.
الزيارات التي ذكرناها قريبة جغرافياً من بعضها بعضاً، لكن إذا كنت لست من أنصار المشي، يمكنك استخدام تطبيق «أوبر»، أو استعمال التاكسي الأسود التقليدي في لندن أو استئجار سيارة مع سائق يرافقك طيلة اليوم في جميع محطاتك.