أمراض اللثة تؤثر على سلامة القلب والدورة الدموية

2.‏11 % من سكان العالم يعانون من التهابات اللثة (رويترز)
2.‏11 % من سكان العالم يعانون من التهابات اللثة (رويترز)
TT

أمراض اللثة تؤثر على سلامة القلب والدورة الدموية

2.‏11 % من سكان العالم يعانون من التهابات اللثة (رويترز)
2.‏11 % من سكان العالم يعانون من التهابات اللثة (رويترز)

قال باحثون أوروبيون، إن الالتهابات الشديدة في اللثة لها تأثيرات سلبية على أمراض القلب والدورة الدموية.
لذلك قدم الباحثون تحت إشراف ماريانو سانز، من جامعة كمبلوتنسي في مدريد، توصيات لأطباء الأسنان وأطباء القلب، إضافة للمرضى، حيث نصحوا المرضى في دراستهم التي نشرت في العدد الحالي من مجلة «جورنال أوف كلينكال بيريودونتولوجي» المعنية بأبحاث طب دواعم الأسنان، أو طب اللثة، بأن يحرصوا بشكل خاص على نظافة الفم، خاصة في حالة إصابتهم بأحد أمراض القلب والدورة الدموية، وذلك وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.
ونقل الاتحاد الأوروبي لطب اللثة، بالتعاون مع الاتحاد العالمي لطب القلب، عن بيان لسانز نشر ضمن تقرير عن الدراسة، أن «الآثار والتوصيات الصحية المذكورة في هذا التقرير، من شأنها أن تخدم جميع المعنيين بتطبيق الإجراءات الرامية لمنع أمراض القلب والدورة الدموية وأمراض اللثة».
تتحدث البيانات التي جاءت في التقرير عن نفسها، حيث أكد الباحثون أن أمراض القلب والدورة الدموية تؤدي إلى وفاة 9.‏17 مليون شخص سنوياً على مستوى العالم، أي ثلث جميع حالات الوفاة.
بل إن مثل هذه الأمراض تؤدي إلى 45 في المائة من جميع حالات الوفاة في أوروبا. وفقاً لبيانات الباحثين، فإن 2.‏11 في المائة من سكان العالم يعانون من التهابات اللثة.
وفي ألمانيا، على سبيل المثال، تصيب هذه الأمراض التي تؤدي إلى فقدان الأسنان، كبار السن بشكل خاص. لكن الدراسة الألمانية الخامسة عن صحة الفم، التي أجريت عام 2016، أكدت أن 43 في المائة أيضاً من السكان في سن 35 إلى 44 عاماً، يصابون بالتهابات اللثة من الدرجة المتوسطة، في حين أن 8 في المائة منهم يصابون بالتهابات من الدرجة الجسيمة.
تطرق الباحثون في تقريرهم، وبشكل مفصل، إلى عدد من أمراض القلب والدورة الدموية، مثل تصلب الشرايين، والذبحة الصدرية والسكتة الدماغية.
وبيّن الباحثون مدى وضوح العلاقة بين هذه الأمراض والتهابات الفم واللثة.
أوضح الباحثون، أن البكتريا التي تتسبب في التهابات اللثة يمكن أن تصل عبر مسار الدم إلى مناطق أخرى من الجسم، حيث تبين وجودها، على سبيل المثال، في أنسجة مريضة لدى المصابين بالتصلب العصيدي، أو تصلب الشرايين.
وقال الباحثون، إن مجرد إصابة اللثة عند غسل الأسنان بشكل خاطئ، يمكن أن يؤدي إلى وصول بكتريا إلى الدورة الدموية.
لذلك قدم الباحثون عدداً من التوصيات لأطباء الأسنان، من بينها تحذير مرضاهم من احتمال الإصابة بأحد أمراض القلب والدورة الدموية إذا لم يحرصوا على نظافة الفم.
كما أوصى الباحثون أطباء القلب بأن يوعوا مرضاهم بأن العلاج الفعال لالتهابات الفم واللثة له تأثير إيجابي أيضاً على سلامة جهاز القلب والدورة الدموية.
كما شدد أصحاب الدراسة على ضرورة أن ينتبه المرضى لأي تغيرات في اللثة، ومعرفة مدى ثبات أسنانهم.
كما أكد الباحثون ضرورة غسل الأسنان مرتين يومياً، ولمدة دقيقتين على الأقل، وأن يفحصوا أسنانهم وقائياً، بشكل منتظم.
رحب ديتمار أوستررايش، نائب رئيس الغرفة الاتحادية للأطباء في ألمانيا، بالتقرير، معتبراً إياه دليلاً على الكثير من المعلومات، وقال إن الكثير من العلاقات بين تجويف الفم وبقية الجسم هي بالفعل موضوع لتدريب أطباء الأسنان واستمرار تأهيلهم.
كما أشار الطبيب الألماني إلى أن التبادل بين أطباء الأسنان والباطنة والقلب، وربما غيرهم من الأطباء، أصبح اليوم معياراً طبياً، وقال: «عليّ كطبيب أسنان أن أعرف ما هو العلاج الذي تسمح به حالة المريض، والعلاج المطلوب والمناسب له».
ورغم تراجع حالات الإصابة بأمراض اللثة في ألمانيا، فإن تزايد أعداد السكان في ألمانيا سيؤدي على الأرجح إلى عودة هذه الحالات للارتفاع مرة أخرى، وفقاً للطبيب أوستررايش.


مقالات ذات صلة

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

صحتك استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

احذروا الإفراط في الوقوف خلال العمل

تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)
تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)
TT

احذروا الإفراط في الوقوف خلال العمل

تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)
تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)

توصّلت دراسة أجراها باحثون من جامعة توركو الفنلندية، إلى أنّ الوقوف لفترات طويلة في العمل له تأثير سلبي في قياسات ضغط الدم على مدى 24 ساعة.

وتكشف النتائج عن أنّ الوقوف لفترات طويلة يمكن أن يرفع ضغط الدم، إذ يعزّز الجسم مسارات الدورة الدموية إلى الأطراف السفلية عن طريق تضييق الأوعية الدموية وزيادة قوة ضخّ القلب. وعلى النقيض من ذلك، ارتبط قضاء مزيد من الوقت في وضعية الجلوس في العمل بتحسُّن ضغط الدم.

وتشير الدراسة، التي نُشرت في مجلة «ميديسين آند ساينس إن سبورتس آند إكسيرسيس»، إلى أنّ السلوكيات التي يغلب عليها النشاط في أثناء ساعات العمل قد تكون أكثر صلة بقياسات ضغط الدم على مدار 24 ساعة، مقارنةً بالنشاط البدني الترفيهي.

تقول الباحثة في الدراسة، الدكتورة جووا نورها، من جامعة «توركو» الفنلندية: «بدلاً من القياس الواحد، فإن قياس ضغط الدم على مدار 24 ساعة هو مؤشر أفضل لكيفية معرفة تأثير ضغط الدم في القلب والأوعية الدموية طوال اليوم والليل».

وتوضِّح في بيان منشور، الجمعة، على موقع الجامعة: «إذا كان ضغط الدم مرتفعاً قليلاً طوال اليوم ولم ينخفض ​​بشكل كافٍ حتى في الليل، فتبدأ الأوعية الدموية في التصلُّب؛ وعلى القلب أن يبذل جهداً أكبر للتعامل مع هذا الضغط المتزايد. وعلى مرّ السنوات، يمكن أن يؤدّي هذا إلى تطوّر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية».

وأظهرت دراسات سابقة أنّ ممارسة الرياضة في وقت الفراغ أكثر فائدة للجهاز القلبي الوعائي من النشاط البدني الناتج عن العمل، الذي ربما يكون ضاراً بالصحّة، مشدّدة على أنّ التمارين الرياضية المنتظمة مهمة للسيطرة على ضغط الدم.

وعلى وجه الخصوص، تعدّ التمارين الهوائية الأكثر قوة فعالةً في خفض ضغط الدم، ولكن وفق نتائج الدراسة الجديدة، فإنّ النشاط البدني اليومي يمكن أن يكون له أيضاً تأثير مفيد.

في الدراسة الفنلندية، تم قياس النشاط البدني لموظفي البلدية الذين يقتربون من سنّ التقاعد باستخدام أجهزة قياس التسارع التي يجري ارتداؤها على الفخذ خلال ساعات العمل، وأوقات الفراغ، وأيام الإجازة. بالإضافة إلى ذلك، استخدم المشاركون في البحث جهاز مراقبة ضغط الدم المحمول الذي يقيس ضغط الدم تلقائياً كل 30 دقيقة لمدّة 24 ساعة.

وتؤكد النتائج أنّ طبيعة النشاط البدني الذي نمارسه في العمل يمكن أن يكون ضاراً بالقلب والجهاز الدوري. وبشكل خاص، يمكن للوقوف لفترات طويلة أن يرفع ضغط الدم.

وتوصي نورها بأنه «يمكن أن يوفر الوقوف أحياناً تغييراً لطيفاً عن وضعية الجلوس المستمر على المكتب، ولكن الوقوف كثيراً يمكن أن يكون ضاراً. من الجيد أن تأخذ استراحة من الوقوف خلال العمل، إما بالمشي كل نصف ساعة أو الجلوس لبعض أجزاء من اليوم».

ويؤكد الباحثون أهمية النشاط البدني الترفيهي لكل من العاملين في المكاتب وفي أعمال البناء، وتشدّد نورها على أنه «جيد أن نتذكّر أنّ النشاط البدني في العمل ليس كافياً بذاته. وأنّ الانخراط في تمارين بدنية متنوّعة خلال وقت الفراغ يساعد على الحفاظ على اللياقة البدنية، مما يجعل الإجهاد المرتبط بالعمل أكثر قابلية للإدارة».