وفاة الفنانة المصرية نادية لطفي بعد مسيرة امتدت 35 عاماً

رحلت بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز الـ83 عاماً

الفنانة المصرية نادية لطفي
الفنانة المصرية نادية لطفي
TT

وفاة الفنانة المصرية نادية لطفي بعد مسيرة امتدت 35 عاماً

الفنانة المصرية نادية لطفي
الفنانة المصرية نادية لطفي

​غيب الموت اليوم (الثلاثاء)، الفنانة المصرية الكبيرة نادية لطفي عن عمر يناهز 83 عاماً، بعد رحلة طويلة من العطاء والفن، باعتبارها أبرز نجوم السينما المصرية، وذلك حسبما أعلن نقيب الممثلين الفنان أشرف زكي.
ونقل التلفزيون المصري عن زكي قوله إن الفنانة الكبيرة تعرضت لوعكة صحية قبل أسبوعين تمثلت في إصابتها بنزلة شعبية حادة بشكل مفاجئ، نقلت على أثرها إلى مستشفى المعادي حيث وافتها المنية اليوم
https://www.instagram.com/p/B8JEpFOHEHh/
كانت الحالة الصحية للفنانة الراحلة قد تدهورت في الفترة الأخيرة، بعد أن بدأت تتحسن إذ استعادت وعيها بشكل طفيف، وتتحدث مع من حولها، مع استمرار وجودها داخل العناية المركزة تحت إشراف فريق من الأطباء، إلا أنها سرعان ما دخلت في غيبوبة مرة أخرى.
وظهرت لطفى فى فيديو قبل أيام، نعت فيه صديقتها الراحلة ماجدة الصباحى التى وافتها المنية الشهر الماضي، وأعربت عن حزنها الشديد بعد تلقيها خبر الوفاة الذي وصفته بالمؤلم. كما أشادت بزميلتها الراحلة ماجدة التى كانت «تتمتع بروح جميلة، بالإضافة إلى السلوك المحترم، وعلاقاتها الشخصية مع كل زملائها في الوسط الفني».
وولدت لطفي عام 1937 في حي عابدين بالقاهرة لأبوين مصريين، واسمها الحقيقي، بولا محمد مصطفى شفيق، وحصلت في عام 1955 على دبلوم المدرسة الألمانية بمصر.
واكتشفها المخرج رمسيس نجيب، وهو من قدمها للسينما، وهو من اختار لها الاسم الفني (نادية لطفي) اقتباساً من شخصية فاتن حمامة نادية في فيلم «لا أنام» للكاتب إحسان عبد القدوس.
وتألقت لطفي في عقد الستينيات، وقدمت عدداً من الأفلام التي صنفها النقاد ضمن علامات السينما المصرية مثل «الخطايا» في 1962 أمام عبد الحليم حافظ، و«النظارة السوداء» في 1963 أمام أحمد مظهر، و«السمان والخريف» في 1967 أمام محمود مرسي.
ومنحتها المشاركة في أفلام لكبار المخرجين أمثال يوسف شاهين في «الناصر صلاح الدين»، وشادي عبد السلام في «المومياء»، ثقلاً فنياً، كما حقق لها فيلم «أبي فوق الشجرة» جماهيرية كبيرة بعد أن ظل يعرض بدور السينما لنحو العامين.
كما قدمت بعد ذلك العديد من الأفلام، كان آخرها «الأب الشرعي» في 1988 أمام محمود ياسين وإخراج ناجي أنجلو.
تركيزها على السينما جاء على حساب رصيدها في الفنون الأخرى، فقدمت للمسرح عرض «بمبة كشر»، وفي الدراما التلفزيونية مسلسل «ناس ولاد ناس» عام 1993.
حصلت لطفي على عشرات الجوائز خلال مشوارها الذي امتد لنحو 35 عاماً، وكرمتها مهرجانات مصرية وعربية، منها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ومهرجان الإسكندرية لسينما البحر المتوسط، ومهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما.
 



رحيل عبد الله النعيم... المعلم والمهندس قبل أن يحمل الابتدائية

الراحل عبد الله العلي النعيم
الراحل عبد الله العلي النعيم
TT

رحيل عبد الله النعيم... المعلم والمهندس قبل أن يحمل الابتدائية

الراحل عبد الله العلي النعيم
الراحل عبد الله العلي النعيم

محطات كثيرة ولافتة وعجيبة شكلت حياة عبد الله العلي النعيم، الذي رحل، الأحد، بعد رحلة طويلة في هذه الحياة تجاوزت تسعة عقود، كان أبرزها توليه منصب أمين مدينة الرياض في بدايات سنوات الطفرة وحركة الإعمار التي شهدتها معظم المناطق السعودية، وسبقتها أعمال ومناصب أخرى لا تعتمد على الشهادات التي يحملها، بل تعتمد على قدرات ومهنية خاصة تؤهله لإدارة وإنجاز المهام الموكلة إليه.

ولد الراحل النعيم في مدينة عنيزة بمنطقة القصيم وسط السعودية عام 1930، والتحق بالكتاتيب وحلقات التعلم في المساجد قبل إقرار المدارس النظامية، وأظهر نبوغاً مبكراً في صغره، حيث تتداول قصة عن تفوقه، عندما أجرى معلمه العالم عبد الرحمن السعدي في مدرسته بأحد مساجد عنيزة مسابقة لحفظ نص لغوي أو فقهي، وخصص المعلم جائزة بمبلغ 100 ريال لمن يستطيع ذلك، وتمكن النعيم من بين الطلاب من فعل ذلك وحصل على المبلغ، وهو رقم كبير في وقته يعادل أجر عامل لمدة أشهر.

محطات كثيرة ولافتة وعجيبة شكلت حياة عبد الله العلي النعيم

توجه الشاب النعيم إلى مكة بوصفها محطة أولى بعد خروجه من عنيزة طلباً للرزق وتحسين الحال، لكنه لم يجد عملاً، فآثر الذهاب إلى المنطقة الشرقية من بلاده حيث تتواجد شركة «أرامكو» ومشاريعها الكبرى، وتوفّر فرص العمل برواتب مجزية، لكنه لم يذهب للشركة العملاقة مباشرة، والتمس عملاً في إحدى محطات الوقود، إلى أن وجد عملاً في مشروع خط التابلاين التابع لشركة «أرامكو» بمرتب مجز، وظل يعمل لمدة ثلاث سنوات ليعود إلى مسقط رأسه عنيزة ويعمل معلماً في إحدى مدارسها، ثم مراقباً في المعهد العلمي بها، وينتقل إلى جدة ليعمل وكيلاً للثانوية النموذجية فيها، وبعدها صدر قرار بتعيينه مديراً لمعهد المعلمين بالرياض، ثم مديراً للتعليم بنجد، وحدث كل ذلك وهو لا يحمل أي شهادة حتى الابتدائية، لكن ذلك اعتمد على قدراته ومهاراته الإدارية وثقافته العامة وقراءاته وكتاباته الصحافية.

الراحل عبد الله العلي النعيم عمل مديراً لمعهد المعلمين في الرياض

بعد هذه المحطات درس النعيم في المعهد العلمي السعودي، ثم في جامعة الملك سعود، وتخرج فيها، وتم تعيينه أميناً عاماً مساعداً بها، حيث أراد مواصلة دراسته في الخارج، لكن انتظرته مهام في الداخل.

وتعد محطته العملية في شركة الغاز والتصنيع الأهلية، المسؤولة عن تأمين الغاز للسكان في بلاده، إحدى محطات الراحل عبد الله العلي النعيم، بعد أن صدر قرار من مجلس الوزراء بإسناد مهمة إدارة الشركة إليه عام 1947، إبان أزمة الغاز الشهيرة؛ نظراً لضعف أداء الشركة، وتمكن الراحل من إجراء حلول عاجلة لحل هذه الأزمة، بمخاطبة وزارة الدفاع لتخصيص سيارة الجيش لشحن أسطوانات الغاز من مصدرها في المنطقة الشرقية، إلى فروع الشركة في مختلف أنحاء السعودية، وإيصالها للمستهلكين، إلى أن تم إجراء تنظيمات على بنية الشركة وأعمالها.

شركة الغاز والتصنيع الأهلية تعد إحدى محطات الراحل عبد الله العلي النعيم

تولى النعيم في بدايات سنوات الطفرة أمانة مدينة الرياض، وأقر مشاريع في هذا الخصوص، منها إنشاء 10 بلديات في أحياء متفرقة من الرياض، لتسهيل حصول الناس على تراخيص البناء والمحلات التجارية والخدمات البلدية. ويحسب للراحل إقراره المكتب التنسيقي المتعلق بمشروعات الكهرباء والمياه والهاتف لخدمة المنازل والمنشآت وإيصالها إليها، كما طرح أفكاراً لإنشاء طرق سريعة في أطراف وداخل العاصمة، تولت تنفيذها وزارة المواصلات آنذاك (النقل حالياً)، كما شارك في طرح مراكز اجتماعية في العاصمة، كان أبرزها مركز الملك سلمان الاجتماعي.

تولى النعيم في بدايات سنوات الطفرة أمانة مدينة الرياض