نتنياهو يلتقي البرهان في أوغندا ويتلقى وعداً بالتطبيع

TT

نتنياهو يلتقي البرهان في أوغندا ويتلقى وعداً بالتطبيع

التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس (الاثنين)، رئيس مجلس السيادة في السودان، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، خلال زيارة إلى أوغندا. وفي الوقت ذاته، حظي نتنياهو بوعد من الرئيس الأوغندي، يوري موسيفيني، بفتح سفارة لبلاده في إسرائيل، وأن تقام هذه السفارة في القدس الغربية وليس في تل أبيب.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الاثنين، إنه ناقش «تطبيع» العلاقات خلال لقائه سياسيين سودانيين كباراً في أوغندا. ونشر رئيس الوزراء عبر حسابه على «تويتر»، إنه التقى رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان. ويمثل اللقاء تغييراً كبيراً في العلاقات بين البلدين اللذين هما نظرياً في حالة حرب.
واعتبر المراقبون في إسرائيل، أن الزيارة خطوة لامعة تفيد نتنياهو في معركته الانتخابية، مثلها مثل إعلان صفقة القرن في البيت الأبيض بحضوره، التي اعتبرت «هدية الرئيس الأميركي دونالد ترمب لدعمه في الانتخابات»، وإطلاق سراح الشابة الإسرائيلية نوعما يسسخار من السجن في موسكو وإحضارها بطائرته، التي اعتبرت هدية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للغرض نفسه.
وكشفت مصادر في تل أبيب، عن أن اللقاء مع الرئيس السوداني جاء بعد أن تدخل نتنياهو لدى الإدارة الأميركية لكي ترفع العقوبات التي فرضتها على السودان في عهد حسن البشير. وقالت: إن واشنطن اقتنعت فعلاً ودعت البرهان في زيارة رسمية إلى واشنطن. وقال مكتب نتنياهو في بيانه الرسمي، أمس: «يؤمن رئيس الوزراء نتنياهو بأن السودان يسير في اتجاه جديد وإيجابي، وعبّر عن رأيه هذا في محادثاته مع وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو. ويريد رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان مساعدة دولته في الدخول في عملية حداثة، وذلك من خلال إخراجها من العزلة ووضعها على خريطة العالم».
وأضاف أن نتنياهو اتفق مع البرهان «على بدء التعاون تمهيداً لتطبيع العلاقات» بين الجانبين. واعتبر لقاءه بأنه «حدث تاريخي». وجاء في البيان، أن «رئيس الحكومة ورئيس مجلس السيادة في السودان، البرهان، اجتمعا اليوم (أمس) في مدينة عنتيبي، بدعوة من الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، واتفقنا على بدء التعاون الذي من شأنه أن يقود إلى تطبيع العلاقات بين البلدين». ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، عن مصدر مرافق لنتنياهو، أن نتنياهو والبرهان اتفقا على السماح للطائرات الإسرائيلية المدنية أن تمر فوق السودان وتشاد، في طريقها إلى البرازيل، وبذلك تقصر مدة الرحالة إلى ثلاث ساعات.
وكان نتنياهو قد التقى الرئيس الأوغندي موسيفيني، وتمنى عليه أن يفتح سفارة لبلاده لدى إسرائيل، في مدينة القدس، مؤكداً أنه سيفتح سفارة إسرائيلية في العاصمة الأوغندية كامبالا. وقال له في مؤتمر صحافي مشترك في عنتيبي: هذه هي زيارتي الخامسة إلى أوغندا. هذه الصداقة بدأت قبل عشرات السنين بلقائنا الأول. كل زيارة تجعلني أشعر بانفعال كبير. هبطنا اليوم قرب قاعة المسافرين في عنتيبي، حيث قُتل شقيقي وحيث أقمتم نصباً تذكارياً لإحياء ذكراه وذكرى الآخرين الذين قُتلوا في عملية إنقاذ الرهائن الكبيرة. لقد عادت إسرائيل إلى أفريقيا وعادت أفريقيا إلى إسرائيل وبشكل كبير. أشكركم، يا سيدي الرئيس، للدعم الذي تقدمونه لإسرائيل في إطار الجهود التي نبذلها لتعزيز التعاون مع الدول الأفريقية. اسمحوا لي بأن أقول ما هما الأمران اللذان نريد تحقيقهما وبحثناهما في هذه الزيارة: الأول هو تدشين رحلات مباشرة بين إسرائيل وأوغندا. هذا سيسمح لصداقتنا بالازدهار. وثانياً، عندي مقترح بسيط وسيكون لديكم، الوقت الكافي للتفكير فيه، وهو بأنكم ستفتحون سفارة في القدس وأنا سأفتح سفارة في كمبالا. نأمل القيام بذلك في المستقبل القريب». وقال الرئيس الأوغندي موسيفيني حول موضوع السفارة: «نحن ندرس ذلك».



«مقترح مصري» يحرّك «هدنة غزة»

رد فعل امرأة فلسطينية في موقع غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي النازحين بغزة (رويترز)
رد فعل امرأة فلسطينية في موقع غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي النازحين بغزة (رويترز)
TT

«مقترح مصري» يحرّك «هدنة غزة»

رد فعل امرأة فلسطينية في موقع غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي النازحين بغزة (رويترز)
رد فعل امرأة فلسطينية في موقع غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي النازحين بغزة (رويترز)

حديث إسرائيلي عن «مقترح مصري» تحت النقاش لإبرام اتفاق هدنة في قطاع غزة، يأتي بعد تأكيد القاهرة وجود «أفكار مصرية» في هذا الصدد، واشتراط إسرائيل «رداً إيجابياً من (حماس)» لدراسته، الخميس، في اجتماع يترأسه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

تلك الأفكار، التي لم تكشف القاهرة عن تفاصيلها، تأتي في «ظل ظروف مناسبة لإبرام اتفاق وشيك»، وفق ما يراه خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، مع ضغوط من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإطلاق سراح الرهائن قبل وصوله للبيت الأبيض، كاشفين عن أن «حماس» تطالب منذ طرح هذه الأفكار قبل أسابيع أن يكون هناك ضامن من واشنطن والأمم المتحدة حتى لا تتراجع حكومة نتنياهو بعد تسلم الأسرى وتواصل حربها مجدداً.

وكشفت هيئة البث الإسرائيلية، الأربعاء، عن أن «إسرائيل تنتظر رد حركة حماس على المقترح المصري لوقف الحرب على غزة»، لافتة إلى أن «(الكابينت) سيجتمع الخميس في حال كان رد (حماس) إيجابياً، وذلك لإقرار إرسال وفد المفاوضات الإسرائيلي إلى القاهرة».

فلسطيني نازح يحمل كيس طحين تسلمه من «الأونروا» في خان يونس بجنوب غزة الثلاثاء (رويترز)

ووفق الهيئة فإن «المقترح المصري يتضمن وقفاً تدريجياً للحرب في غزة وانسحاباً تدريجياً وفتح معبر رفح البري (المعطل منذ سيطرة إسرائيل على جانبه الفلسطيني في مايو/أيار الماضي) وأيضاً عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة».

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الأربعاء، خلال حديث إلى جنود في قاعدة جوية بوسط إسرائيل إنه «بسبب الضغوط العسكرية المتزايدة على (حماس)، هناك فرصة حقيقية هذه المرة لأن نتمكن من التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن».

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أكد، الأربعاء، استمرار جهود بلاده من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة. وقال عبد العاطي، في مقابلة مع قناة «القاهرة الإخبارية»: «نعمل بشكل جاد ومستمر لسرعة التوصل لوقف فوري لإطلاق النار في غزة»، مضيفاً: «نأمل تحكيم العقل ونؤكد أن غطرسة القوة لن تحقق الأمن لإسرائيل».

وأشار إلى أن بلاده تعمل مع قطر وأميركا للتوصل إلى اتفاق سريعاً.

يأتي الكلام الإسرائيلي غداة مشاورات في القاهرة جمعت حركتي «فتح» و«حماس» بشأن التوصل لاتفاق تشكيل لجنة لإدارة غزة دون نتائج رسمية بعد.

وكان عبد العاطي قد قال، الاثنين، إن «مصر ستستمر في العمل بلا هوادة من أجل تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن والمحتجزين»، مؤكداً أنه «بخلاف استضافة حركتي (فتح) و(حماس) لبحث التوصل لتفاهمات بشأن إدارة غزة، فالجهد المصري لم يتوقف للحظة في الاتصالات للتوصل إلى صفقة، وهناك رؤى مطروحة بشأن الرهائن والأسرى».

عبد العاطي أشار إلى أن «هناك أفكاراً مصرية تتحدث القاهرة بشأنها مع الأشقاء العرب حول وقف إطلاق النار، وما يُسمى (اليوم التالي)»، مشدداً على «العمل من أجل فتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني» الذي احتلته إسرائيل في مايو الماضي، وكثيراً ما عبّر نتنياهو عن رفضه الانسحاب منه مع محور فيلادلفيا أيضاً طيلة الأشهر الماضية.

وكان ترمب قد حذر، الاثنين، وعبر منصته «تروث سوشيال»، بأنه «سيتم دفع ثمن باهظ في الشرق الأوسط» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة قبل أن يقسم اليمين رئيساً في 20 يناير (كانون الثاني) 2025.

دخان يتصاعد بعد ضربة إسرائيلية على ضاحية صبرا في مدينة غزة الثلاثاء (أ.ف.ب)

وأفاد موقع «أكسيوس» الأميركي بأن مايك والتز، مستشار الأمن القومي الذي اختاره ترمب، سيقابل وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمير، الأربعاء، لمناقشة صفقة بشأن قطاع غزة.

ويرى المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور عبد المهدي مطاوع أن «المقترح المصري، حسبما نُشر في وسائل الإعلام، يبدأ بهدنة قصيرة تجمع خلالها (حماس) معلومات كاملة عن الأسرى الأحياء والموتى ثم تبدأ بعدها هدنة بين 42 و60 يوماً، لتبادل الأسرى الأحياء وكبار السن، ثم يليها حديث عن تفاصيل إنهاء الحرب وترتيبات اليوم التالي الذي لن تكون (حماس) جزءاً من الحكم فيه»، مضيفاً: «وهذا يفسر جهود مصر بالتوازي لإنهاء تشكيل لجنة إدارة القطاع».

وبرأي مطاوع، فإن ذلك المقترح المصري المستوحى من هدنة لبنان التي تمت الأسبوع الماضي مع إسرائيل أخذ «دفعة إيجابية بعد تصريح ترمب الذي يبدو أنه يريد الوصول للسلطة والهدنة موجودة على الأقل».

هذه التطورات يراها الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية اللواء سمير فرج تحفز على إبرام هدنة وشيكة، لكن ليس بالضرورة حدوثها قبل وصول ترمب، كاشفاً عن «وجود مقترح مصري عُرض من فترة قريبة، و(حماس) طلبت تعهداً من أميركا والأمم المتحدة بعدم عودة إسرائيل للحرب بعد تسلم الرهائن، والأخيرة رفضت»، معقباً: « لكن هذا لا ينفي أن مصر ستواصل تحركاتها بلا توقف حتى التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح الرهائن في أقرب وقت ممكن».

ويؤكد الأكاديمي المصري المتخصص في الشؤون الإسرائيلية الدكتور أحمد فؤاد أنور أن «هناك مقترحاً مصرياً ويسير بإيجابية، لكن يحتاج إلى وقت لإنضاجه»، معتقداً أن «تصريح ترمب غرضه الضغط والتأكيد على أنه موجود بالمشهد مستغلاً التقدم الموجود في المفاوضات التي تدور في الكواليس لينسب له الفضل ويحقق مكاسب قبل دخوله البيت الأبيض».

ويرى أن إلحاح وسائل الإعلام الإسرائيلية على التسريبات باستمرار عن الهدنة «يعد محاولة لدغدغة مشاعر الإسرائيليين والإيحاء بأن حكومة نتنياهو متجاوبة لتخفيف الضغط عليه»، مرجحاً أن «حديث تلك الوسائل عن انتظار إسرائيل رد (حماس) محاولة لرمي الكرة في ملعبها استغلالاً لجهود القاهرة التي تبحث تشكيل لجنة لإدارة غزة».

ويرى أنور أن الهدنة وإن بدت تدار في الكواليس فلن تستطيع حسم صفقة في 48 ساعة، ولكن تحتاج إلى وقت، معتقداً أن نتنياهو ليس من مصلحته هذه المرة تعطيل المفاوضات، خاصة أن حليفه ترمب يريد إنجازها قبل وصوله للسلطة، مستدركاً: «لكن قد يماطل من أجل نيل مكاسب أكثر».