الأطراف اليمنية تتفق على تشكيل حكومة كفاءات وتختلف في تسمية الحقائب

في الوقت الذي تستمر فيه المشاورات في اليمن من أجل تشكيل حكومة جديدة برئاسة المهندس خالد محفوظ بحاح، مندوب اليمن في الأمم المتحدة، تشير معلومات ومصادر سياسية إلى خلافات عميقة بين الأطراف السياسية حول هوية هذه الحكومة وتوزيع الوزارات. وقالت مصادر في حكومة الوفاق الوطني الخاصة بتسيير الأعمال، إن «المشاورات الجارية فشلت في التوصل إلى تسوية نهائية، غير أنها توصلت إلى الاتفاق على تشكيل حكومة كفاءات بعد تدخلات بعض الأطراف في الساحة اليمنية كوساطة، رغم استمرار الخلافات بشأن نسبة توزيع الحقائب الوزارية».
وأكدت بعض الأطراف السياسية اليمنية، في اتصالات مع «الشرق الأوسط»، أن المشاورات «لم تكتمل بعد بشأن التشكيل الحكومي»، وأن «هناك عراقيل وعقبات يضعها الحوثيون، بدرجة رئيسة من أجل كسب الوقت للاستيلاء على المحافظات والمدن والبلدات، قبل إعلان أي تشكيل حكومي من أجل المساومة في القريب العاجل بشأن وضعهم وتمثيلهم في الحكومة اليمنية».
ويفاوض من يسمون «أنصار الله»، وهم الجناح السياسي للحوثيين، على صعيد، بينما يقوم الجناح العسكري بتنفيذ مداهماته واحتلاله للمقار العسكرية والأمنية بصورة مكثفة، في حين كثفت البعثات الدبلوماسية من إجراءاتها الأمنية حول مقارها بعد هذه المداهمات وبعد احتلال صنعاء.
من ناحية ثانية، تستمر جماعة عبد الملك الحوثي المسلحة بمحافظة الحديدة، في محاولتها السيطرة على المدينة بشكل كامل، فلم يعد السقوط السريع للمدينة بيد جماعة الحوثيين شيئا محيرا بالنسبة لأبناء تهامة، فقد أكد بعض عناصر «الحراك التهامي» السلمي أن «تواجد عناصر الحوثيين القادمين من خارج المحافظة تم دعمهم ودخولهم المدينة من قبل قيادات في الجيش، وبعض العناصر الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح».
وقالت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط»، إن «جماعة الحوثي المسلحة تهدد بنسف منزل الشاب طه محمد عيسى الملقب بـ(طه علمدار) الذي يتهمونه بإشعال فتيل مواجهاتهم مع عناصر (الحراك التهامي)، ويوجهون إنذارا أخيرا لأسرته بتسليم ولدهم»، وأضاف المصدر أن «الحوثيين أمهلوا أسرة مراد (علمدار) مهلة زمنية تنتهي بانتهاء اليوم (الثلاثاء)، وبعكسه، فإنهم سيقومون بتفجير المنزل».
وكان أعيان وأهالي حارة «حي اليمن» بمدينة الحديدة، وقعوا على اتفاق تعايش مع جماعة الحوثي المسلحة، يقضي بضرورة التعاون فيما بينهم لحماية مناطقهم من أي اشتباكات مسلحة، قد وقعوا ذلك بعدما قامت جماعة الحوثيين المسلحة بحملة مداهمات ضد المعارضين لهم في محافظة الحديدة غرب اليمن، في وقت عقد فيه مشايخ، وأعيان، ووجهاء تهامة، وأعضاء من مجلس النواب، وعدد من منظمات المجتمع المدني في محافظة الحديدة، اجتماعا لمناقشة وبحث مسألة انتشار جماعة الحوثية المسلحة في المدينة تحت مبرر اللجان الشعبية.