الأمم المتحدة وإيران ترحبان بتكليف رئيس الوزراء الجديد

TT

الأمم المتحدة وإيران ترحبان بتكليف رئيس الوزراء الجديد

رحّبت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جينين هينيس بلاسخارت، بتكليف محمد توفيق علاوي لرئاسة مجلس الوزراء العراقي، وحثّت على العمل سريعاً لتحقيق الإصلاحات وتلبية مطالب الشعب بالمساءلة والعدالة. وذكر بيان صادر عن بلاسخارت أن الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت رحّبت بتكليف رئيس الوزراء، محمد توفيق علاوي. وتحثّ على العمل سريعاً، أولاً وقبل كل شيء، لتحقيق إصلاحاتٍ جوهرية وتلبية المطالب المشروعة للشعب بالعدالة والمساءلة.
وأضافت بلاسخارت أن «رئيس الوزراء المكلف يواجه مهمة صعبة، هي تشكيل مجلس الوزراء بسرعة، ومصادقة البرلمان للمضي قدماً في إصلاحات هادفة تلبي المطالب الشعبية وتُحققُ العدالة والمساءلة». وأوضحت بلاسخارت أنه «لا يزال الطريق إلى الأمام محفوفاً بالصعوبات، وسيتطلب إحراز التقدم دعم جميع الجهاتِ الفاعلة لعمل رئيس الوزراء المكلف، خدمة للشعب العراقي»، لافتة إلى أن «الالتزامات التي وردت في بيان رئيس الوزراء المكلف تلبي كثيراً من مطالب المحتجين السلميين، ويُعد مؤشراً مشجعاً وجديراً بالترحيب».
وأشارت بلاسخارت إلى أن «الشعب العراقي سيحكم في نهاية المطاف على قيادة البلاد من خلال النتائج والإنجازات»، داعية «جميع أصحاب الشأن إلى تجاوز حالة التحزب ووضع المصلحة الوطنية أولاً». وأكدت الممثلة الأممية على مواصلة دعم الأمم المتحدة للشعب العراقي وحكومته لبناء عراقٍ أكثر سلماً وعدلاً وازدهاراً.
من جانبها، رحّبت الخارجية الإيرانية، أمس (الأحد)، بتكليف محمد علاوي بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة. ونقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية عن المتحدث باسم الوزارة، سيد عباس موسوي، القول إن إيران «تماشياً مع استمرار دعمها لاستقلال ووحدة العراق وتعزيز مبادئ الديمقراطية في العراق والمطلب المشروع من قبل الحكومة والشعب العراقي في خروج القوات الأميركية من أراضي هذا البلد، فإنها ترحب بانتخاب محمد توفيق علاوي رئيساً جديداً لوزراء العراق». وكان الرئيس العراقي برهم صالح كلف أول من أمس علاوي بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، أملاً في تهدئة الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ أشهر.
وكانت السفارة الأميركية في بغداد قد أكدت، أول من أمس، أن الظروف الراهنة في العراق والمنطقة تتطلب وجود حكومة مستقلة، ونزيهة، معتبرة أن «ترشيح محمد توفيق علاوي رئيس وزراء جديداً يجب أن تتم متابعته بجهود حقيقية لضمان تحقيق الهدف». وقالت السفارة، في بيان: «تتطلب الظروف الراهنة في العراق والمنطقة وجود حكومة مستقلة ونزيهة ملتزمة بتلبية احتياجات الشعب العراقي». وأضافت السفارة أن «الولايات المتحدة تعتبر أن أمن العراق أمر حيوي، وستعمل مع الحكومة الجديدة فور تشكيلها لتهيئة الظروف لعراق مستقر ومزدهر وذي سيادة». وكان علاوي قد أعلن يوم الجمعة عن تكليفه من قبل الرئيس العراقي برهم صالح بتشكيل الحكومة، فيما دعا المتظاهرون إلى الاستمرار بالمظاهرات، مؤكدين أنه لا يستحق هذا المنصب إذا لم يحقق مطالب المتظاهرين.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.