الجيش اليمني يستعيد مواقع في نهم ويسقط مسيّرة حوثية جنوب الحديدة

اتهامات للميليشيات بتفجير 23 منزلاً في شقب تعز... وتشييع 3 قيادات انقلابية بصنعاء

TT

الجيش اليمني يستعيد مواقع في نهم ويسقط مسيّرة حوثية جنوب الحديدة

أسقطت القوات الحكومية اليمنية طائرة مسيرة حوثية جنوب الحديدة بالتزامن مع إعلان الجيش الوطني اليمني الأحد استعادته مواقع جديدة استراتيجية في جبهة نهم، شرق صنعاء، حيث تتواصل المعارك منذ أيام ضد ميليشيات الحوثي الانقلابية بالتزامن مع استمرار المعارك العنيفة في عدد من الجبهات في محافظة الجوف، شمالا، والبيضاء، وسط، حيث تمكنت قوات الجيش الوطني من إفشال هجوم مجاميع حوثية في جبهة قانية ومصرع وإصابة العشرات من الانقلابيين وفرار من تبقى منهم في شعاب منطقة الوهبية، وسط تقدم الجيش الوطني في الجوف ونهم، وتكبيد ميليشيات الانقلاب الخسائر البشرية والمادية في معاركها مع الجيش الوطني وغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية، بقيادة السعودية، التي شنت غاراتها المركزة والمباشرة خلال اليومين الماضيين على مواقع وتعزيزات وتجمعات الانقلابيين في جبهات نهم والجوف والحديدة.
وأقدمت ميليشيات الانقلاب، الأحد، على تفجير منزل أحد المواطنين في منطقة الشقب، شرق مديرية صبر الموادم في مدينة تعز، جنوب غرب، حيث تشهد الجبهة منذ يومين معارك عنيفة بين الجيش الوطني والانقلابيين حيث حققت القوات تقدما جديدا وسيطرت على مواقع جديدة، السبت، كانت خاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية، في معاركها سقط على إثرها عدد من الانقلابيين قتلى وجرحى علاوة على تدمير مدفعية الجيش الوطني لعدد من الآليات العسكرية التابعة للحوثيين.
ونقل الموقع الرسمي للجيش الوطني «سبتمبر.نت» عن مصادر محلية، قالت بأن الميليشيا فجّرت منزل المواطن عبد الرحمن أحمد محمد مهيوب، في حي الأعيدان شرق منطقة الشقب. مؤكدة أن عدد المنازل التي فجرتها الميليشيا في المنطقة بلغ 23 منزلا.
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت القوات المشتركة من الجيش الوطني في الحديدة الساحلية، غرب اليمن، إسقاط طائرة مسيرة تابعة لميليشيات الحوثي الانقلابية، صباح الأحد، في مديرية الدريهمي، جنوب الحديدة، حيث تواصل ميليشيات الانقلاب انتهاكاتها وتصعيدها العسكري في مختلف مناطق المديرية بما فيها مديريات التحيتا وحيس والدريهمي الريفية، جنوب المحافظة، مخلفة وراءها خسائر بشرية ومادية في أوساط المدنيين العُزل.
وأكد مصدر عسكري ميداني، نقل عنه المركز الإعلامي لقوات ألوية العمالقة المرابطة في جبهات الساحل الغربي، أن قوات اللواء الثالث مشاة، تمكنوا من إسقاط طائرة مسيرة لميليشيات الحوثي كانت تحلق في سماء مديرية الدريهمي، جنوب الحديدة، موضحا أن القوات المشتركة كانت قد أسقطت طائرة استطلاع حوثية في الأسبوع الماضي شمال المديرية وأن ذلك يأتي في إطار التصعيد العسكري للميليشيات الحوثية للهدنة الأممية في محافظة الحديدة.
وخلال اليومين الماضيين، سقط عدد من ميليشيات الحوثي الانقلابية بين قتيل وجريح في معاركها مع القوات المشتركة في جبهات الحديدة الريفية أبرزها في جبهة الدريهمي.
ومع خسائرها الكبيرة في الدريهمي، أكدت «العمالقة» أن ميليشيات الحوثي الانقلابية دفعت بالعديد من عناصرها، منتصف ليل الجمعة – السبت، إلى الجبهة لتنفيذ محاولات تسلل إلى مناطق استراتيجية في محيط مركز مديرية الدريهمي انتهت بهزيمة ساحقة تضاف إلى سلسلة هزائمها في جبهات الساحل الغربي.
وذكرت أن وحدات من اللواء الثاني حراس الجمهورية ووحدات من ألوية العمالقة واللواء الثالث مشاة كانت لهم بالمرصاد، حيث باغتت عناصر ميليشيات الحوثي فور انتشارها لتنفيذ التسللات الأمر الذي أربكها وشل حركتها وضاعف من حجم الخسائر.
ووزعت القوات المشتركة مشاهد ليلية تظهر جانبا من اشتباكات القوات مع عناصر الميليشيات الحوثية التي حاولت التسلل.
وبالعودة إلى جبهة نهم المشتعلة منذ أسبوعين، أعلن الجيش الوطني تمكنه، الأحد، استعادة السيطرة على مواقع جديدة في جبهة نهم شرق العاصمة صنعاء.
وقالت مصادر، وفقا لما أورده موق الجيش، بأن مواجهات عنيفة دارت بين قوات الجيش من أفراد اللواء الثالث مشاة جبلي وميليشيا الحوثي الانقلابية في جبهة نهم، انتهت بسيطرة قوات الجيش، على جبال عيقب الاستراتيجي المحاذي لجبال يام.
وبحسب المصادر فإن «أهمية السيطرة على جبال «عيقب» تكمن في كونها أهم خطوط الإمداد للميليشيات الحوثية».
وكان الجيش الوطني، أعلن في وقت سابق، إحباطه تسللاً حوثياً في جبال الساقية المحاذية لجبال «يام» وتكبيد الانقلابيين خسائر في الأرواح والعتاد.
وفي الجوف، استدرجت قوات الجيش الوطني مجموعة من عناصر الميليشيات كانت تحاول التقدم إلى المواقع في جبهة حام ومن ثم باغتتها بهجوم مفاجئ ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الانقلابيين.
تزامن ذلك مع استهداف مقاتلات تحالف دعم الشرعية تعزيزات للانقلابيين في ذات الجبهة ودمرت 3 عربات وقتل، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من كان على متنها.
ومن جانبه، شدد المفتش العام للقوات المسلحة اللواء الركن عادل القميري، على «ضرورة مضاعفة الجهود ورفع الجاهزية القتالية إلى أقصى درجاتها، والاستعداد لمواجهة الميليشيا الحوثية حتى تخليص اليمن من شرورها».
جاء ذلك خلال تفقده، السبت، مواقع الجيش في المواقع الأمامية بجبهة صرواح بمحافظة مأرب، شمال شرق، برفقة قائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء الركن محمد الحبيشي.
وخلال الزيارة، أشاد اللواء القميري بالروح المعنوية العالية التي يتمتع بها الجيش وتضحياتهم في مواجهة ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران.
وقدم قائد جبهة صرواح العميد الركن أحمد أبو أصبح شرحا عن مستجدات الأوضاع الميدانية وسير العمليات القتالية، وما تكبدته الميليشيات الحوثية من خسائر بشرية ومادية خلال محاولات مجاميعها المسلحة التسلل إلى مواقع الجيش الوطني خلال الأيام القليلة الماضية.
وشيعت ميليشيات الحوثي الانقلابية، السبت، جثامين ثلاثة من قيادتها الذين قتلوا في مواجهات مع الجيش الوطني في مختلف الجبهات.
ووفقا لوكالة «سبأ» للأنباء، الخاضعة لسيطرة الانقلابيين في صنعاء، فقد تم تشييع العقيد محمد هاشم أحمد المحاقري، والنقيب محمد عبد الغني الحدي والملازم أول عبد الباسط رافع الرضي، حيث جرى التشييع بمشاركة عدد من نواب مديري الدوائر العسكرية والقيادات العسكرية والأمنية والشخصيات الاجتماعية وجمع من المواطنين في صنعاء.


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.