قمة أوروبية لإنهاء خلافات الإطار المالي المتعدد السنوات

قمة أوروبية لإنهاء خلافات الإطار المالي المتعدد السنوات
TT

قمة أوروبية لإنهاء خلافات الإطار المالي المتعدد السنوات

قمة أوروبية لإنهاء خلافات الإطار المالي المتعدد السنوات

بدأت مشاورات بين دول الاتحاد الأوروبي على مستوى القادة، حول وضع اقتراح شامل بشأن أجندة نقاشات قمة استثنائية، دعا إليها رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشال، من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن الإطار المالي متعدد السنوات للتكتل الأوروبي الموحد.
وبالتزامن مع إطلاق هذه المشاورات، طالبت 15 دولة بالاتحاد الأوروبي، الإبقاء على المساعدات المالية المعروفة باسم «تمويل الاندماج» للدول الأعضاء من جنوب وشرق أوروبا في مستوياتها الحالية في الموازنة طويلة المدى الجديدة الخاصة بالاتحاد.
وكان ميشال قد بعث برسالة إلى قادة دول الاتحاد قبل أيام قليلة، لدعوتهم لحضور قمة تنعقد بشكل خاص يوم 20 فبراير (شباط) الجاري، لمناقشة إمكانية التوصل إلى اتفاق ينهي الخلافات الحالية حول إطار مالي متعدد السنوات «وقد حان الوقت للتوصل إلى هذا الاتفاق»، بحسب ما جاء في رسالة ميشال التي نشرها المجلس الأوروبي في بروكسل وحصلت «الشرق الأوسط» نسخة منها.
وأضاف ميشال، أن أي تأخير سيخلق مشاكل عملية وسياسية خطيرة، وسيعرض استمرار البرامج والسياسات الحالية للخطر، وكذلك سيؤثر على إطلاق برامج جديدة.
ونوه ميشال إلى أنه يدرك تماما أن المفاوضات ستكون صعبة حول هذا الملف: «ولكن هناك قناعة لدي أنه سيتم التوصل إلى اتفاق يستفيد منه جميع الأوروبيين»، مطالباً القادة بإظهار روح المرونة والرغبة في التسوية، متعهدا ببدء المشاورات لإعداد مقترح شامل حول هذا الصدد.
وبعد يوم من انسحاب بريطانيا رسميا من الاتحاد، قالت مجموعة الدول التي تطلق على نفسها اسم «أصدقاء التماسك» - في بيان خلال اجتماع لمسؤوليها في البرتغال قبيل قمة الاتحاد بشأن الموازنة في 20 فبراير الجاري ببروكسل - «ينبغي أن يحتفظ تمويل سياسة الاندماج للأعوام من 2021 إلى 2027 بمستوى الإطار المالي المتعدد السنوات لأعوام 2014 - 2020».
وأضاف البيان، حسب ما نقلت النسخة الأوروبية لمجلة «بوليتيكو» عبر موقعها الإلكتروني: «لا ينبغي أن تعاني أي دولة عضو من خفض قصير المدى وغير متناسق في توزيع التمويلات».
ويقدم الاتحاد الأوروبي «تمويل الاندماج» لدول أعضاء في الجنوب والشرق لمساعدتها على الاستثمار في مجالات التنمية ومواكبة الدول الأغنى في التكتل. ويضم تحالف «أصدقاء التماسك» كلا من: البرتغال وقبرص والتشيك وإستونيا والمجر ومالطا وبولندا ورومانيا وسلوفاكيا وإسبانيا، إلى جانب بلغاريا واليونان ولاتفيا وليتوانيا وسلوفينيا.
وكان البيان الختامي لقمة قادة الدول الأعضاء في الاتحاد، قد أشار إلى ملف موازنة الاتحاد الأوروبي متعددة السنوات، المقررة للفترة من 2021 وحتى 2027 وقد ناقش القادة العناصر الرئيسية في هذا الإطار، كما دعوا رئيس مجلس الاتحاد شارل ميشال، إلى مواصلة المفاوضات بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي حول هذا الصدد.



وسط طلب قوي... السعودية تبيع سندات قيمتها 12 مليار دولار على 3 شرائح

العاصمة الرياض (رويترز)
العاصمة الرياض (رويترز)
TT

وسط طلب قوي... السعودية تبيع سندات قيمتها 12 مليار دولار على 3 شرائح

العاصمة الرياض (رويترز)
العاصمة الرياض (رويترز)

جمعت السعودية 12 مليار دولار من أسواق الدين العالمية، في بيع سندات على 3 شرائح، وسط طلب قوي من المستثمرين.

ويأتي هذا الطرح الأول لهذا العام بعد اعتماد خطة الاقتراض السنوية 2025، مطلع هذا الأسبوع، باحتياجات تمويلية متوقعة في السنة المالية قيمتها 37 مليار دولار. وقال المركز الوطني لإدارة الدَّين في السعودية، في بيان يوم الثلاثاء، إن الشريحة الأولى تضمنت سندات قيمتها 5 مليارات دولار لأجل 3 سنوات، والثانية 3 مليارات لأجل 6 سنوات، والثالثة 4 مليارات لأجل 10 سنوات.

وأضاف أن إجمالي الطلبات بلغ نحو 37 مليار دولار، وهو ما يعادل زيادة في الاكتتاب بنحو 3 أضعاف الإصدار. وأوضح أن هذه الخطوة تعدّ ضمن استراتيجية المركز الوطني لإدارة الدَّين، لتوسيع قاعدة المستثمرين، لغرض تلبية احتياجات المملكة التمويلية من أسواق الدَّين العالمية بكفاءة وفاعلية.

ويبيّن حجم الإقبال من قبل المستثمرين الدوليين على أدوات الدَّين الحكومية ثقتهم بمتانة الاقتصاد السعودي، ومستقبل الفرص الاستثمارية فيه. وذكرت خدمة «آي إف آر» لأخبار أدوات الدخل الثابت، الاثنين، أنه تسنى خفض سعر العائد على سندات الشريحة الأولى، مما يشير إلى شهية قوية من المستثمرين. وقال المركز الوطني لإدارة الدَّين في بيان يوم الأحد، إن المملكة «تستهدف خلال عام 2025 الاستمرار في تنويع قنوات التمويل المحلية والدولية، لتغطية الاحتياجات التمويلية بالكفاءة المطلوبة، وذلك بإصدار أدوات دَين سيادية. بالإضافة إلى الاستفادة من فرص الأسواق للتوسع في تنفيذ عمليات تمويل خاصة... كالتمويل عبر وكالات ائتمان الصادرات، وتمويل مشـاريع تطوير البنية التحتية، وتمويل النفقات الرأسمالية، ودراسة الفرص المتاحة للدخول في أسواق وعملات جديدة».

وتتوقع المملكة عجزاً مالياً بقيمة 27 مليار دولار في 2025، مع استمرارها في الإنفاق الاستراتيجي على المشروعات المرتبطة بـ«رؤية 2030». ووافق وزير المالية محمد الجدعان يوم الأحد على خطة الاقتراض السنوية للمملكة، والتي تقدر الاحتياجات التمويلية على مدى العام الحالي بنحو 139 مليار ريال (37.02 مليار دولار).

وتهدف الخطة إلى «تغطية العجز المتوقع في الميزانية العامة للدولة لعام 2025... وسداد مستحقات أصل الدَّين خلال العام الحالي 2025 البالغة ما يعادل 38 مليار ريال». وقال «صندوق الاستثمارات العامة» الاثنين، إنه حصل أيضاً على تسهيل ائتماني للمرابحة بسبعة مليارات دولار، وهو شكل من أشكال التمويل الإسلامي. وكانت بنوك «سيتي» و«غولدمان ساكس إنترناشيونال» و«جيه بي مورغان» مشترِكة، منسِّقة عالمية ومنظِّمة لإصدار السندات السيادية السعودية.

وكانت وكالة «موديز» قد رفعت تصنيف المملكة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إلى «إيه إيه 3»، بعد تصنيف «فيتش» لها عند «إيه+»، وكلاهما مع نظرة مستقبلية «مستقرة»، وقدرة عالية على الوفاء بالالتزامات المالية، مع مخاطر ائتمانية منخفضة. في حين تصنّف «إس آند بي غلوبال» المملكة عند «إيه/ إيه- 1» مع نظرة مستقبلية «إيجابية»، وقدرة جيدة على الوفاء بالالتزامات المالية، مع مخاطر ائتمانية منخفضة نسبياً.

وقدّر صندوق النقد الدولي نسبة الدَّين العام إلى الناتج المحلي في المملكة عند 26.2 في المائة في 2024، ووصفه بأنه منخفض، وفي حدود يمكن الاستمرار في تحملها. وذكر أن الاقتراض الأجنبي سيواصل الاضطلاع بدور رئيسي في تمويل العجز؛ وهو ما يؤدي إلى أن تبلغ نسبة الدين العام إلى إجمالي الناتج المحلي نحو 35 في المائة بحلول عام 2029.