العطلة الشتوية وراحة اللاعبين أكثر أهمية من تقاليد كأس إنجلترا

توزيع عادل للأرباح وإلغاء مباريات الإعادة في كأس الاتحاد ممكن دون الإضرار بالأندية

جاسون لاعب فريق شروزبري «المغمور» فرض على ليفربول مباراة إعادة بكأس إنجلترا (رويترز)
جاسون لاعب فريق شروزبري «المغمور» فرض على ليفربول مباراة إعادة بكأس إنجلترا (رويترز)
TT

العطلة الشتوية وراحة اللاعبين أكثر أهمية من تقاليد كأس إنجلترا

جاسون لاعب فريق شروزبري «المغمور» فرض على ليفربول مباراة إعادة بكأس إنجلترا (رويترز)
جاسون لاعب فريق شروزبري «المغمور» فرض على ليفربول مباراة إعادة بكأس إنجلترا (رويترز)

نقترب الآن من العطلة الشتوية للدوري الإنجليزي الممتاز؛ لكن الفوضى تسيطر على كل شيء. أنا أؤمن إيماناً راسخاً بأنه من الضروري تماماً توقف بطولة الدوري لبعض الوقت، من أجل حصول اللاعبين على قسط من الراحة؛ لأن هؤلاء اللاعبين ليسوا أبطالاً خارقين؛ لكنهم بشر يتنافسون في رياضة تتطلب جهداً بدنياً الآن أكثر من أي وقت مضى.
ويجب أن نعرف أن السرعة الهائلة في الدوري الإنجليزي الممتاز هي التي تجعل شبكات «سكاي سبورتس» و«بي تي»، وغيرها من المحطات التلفزيونية الرياضية حول العالم، تدفع مليارات الدولارات من أجل الحصول على حقوق البث؛ لكن الدوري الإنجليزي لا يمكن أن يكون قوياً من دون لياقة بدنية هائلة، من جانب اللاعبين الذين يتنافسون في هذه اللعبة. وإذا لم يكن هناك أي اعتبار لأجساد وعقول هؤلاء اللاعبين، فإن ذلك سيكون له تأثير سلبي عاجلاً أو آجلاً على مستوى البطولة، وعلى العائدات التي تحققها المسابقة في نهاية المطاف.
أنا أعرف جيداً الفارق الذي يمكن أن تحدثه هذه الاستراحة الشتوية، حتى وإن كانت لفترة قصيرة. إنني أتذكر عندما توقفت عن اللعب بقميص المنتخب الإنجليزي، وخلال الأيام السبعة الأولى من فترة التوقف الدولية تكون التدريبات بسيطة للغاية؛ نظراً لأن عدداً قليلاً من اللاعبين هم من يشاركون في التدريبات بسبب غياب اللاعبين الدوليين. وقد كانت هذه الفترة بمثابة فرصة للتعافي والاستشفاء بالنسبة لي. وفي هذه الفترة، يتم التدريب بصورة أكبر على المواجهات الفردية، وبعض التدريبات الخططية والتكتيكية. وقد ساعدني ذلك على الشعور بالحيوية والنشاط في المباريات التي أقيمت بعد نهاية فترة التوقف الدولية.
أما اللاعبون الدوليون الآخرون، فكان يتعين عليهم أن يتركوا أنديتهم ويسافروا إلى بلدانهم، ويلعبوا مباراتين مع منتخبات بلادهم، ثم يعودون إلى أنديتهم ليلعبوا بعد ثلاثة أيام مرة أخرى. وفي تلك الفترة أتيحت لي فرصة قضاء بعض الوقت في التعافي والاستشفاء والاعتناء بنفسي، والاستعداد جيداً للمباريات القادمة.
ويقولون إن اعتزال اللاعب على المستوى الدولي مع منتخب بلاده، يجعله قادراً على الاستمرار مع ناديه لمدة سنتين أو ثلاث سنوات إضافية، نظراً لأنه يحصل على فترات أطول من أجل التعافي والاسترخاء. وهذا هو السبب الذي يجعل جيمي فاردي وجيمس ميلنر يقدمان مستويات جيدة وهما في الثلاثينات من عمرهما. وبالتالي، يبدو من المنطقي تماماً أن يدعو البعض إلى ضرورة ضمان حصول كل لاعب على قسط من الراحة خلال الموسم الطويل والشاق.
أما الحجة المضادة، فتتمثل دائماً في أنه بالسابق كان هناك عدد أكبر من المباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز، وكانت مباريات الكأس تعاد عند نهايتها بالتعادل، وكانت تقام في ظروف أصعب وعلى ملاعب سيئة للغاية. ومن المؤكد أن اللعب في ملاعب سيئة يؤثر على أقدام اللاعبين في نهاية المطاف. لكن في المقابل، يجب أن ندرك أن كرة القدم في الوقت الحالي أصبحت أكثر سرعة، وتتطلب قوة بدنية أكبر، ووصلت إلى مستويات غير مسبوقة.
وفي الحقيقة، لا يمكنني أن أفهم بعد ضخ كل هذه المليارات في هذه اللعبة، أن تجعل الفريق الأفضل في إنجلترا في الوقت الحالي (ليفربول) يفسد فترة الراحة الشتوية الخاصة به في منتصف الموسم، من أجل خوض مباراة الإعادة في كأس الاتحاد الإنجليزي أمام شروزبري تاون!
وكان ليفربول واحداً من عديد من أندية الدوري الإنجليزي الممتاز التي اضطرت لخوض مباريات الإعادة في كأس الاتحاد الإنجليزي، في الفترة التي كان يفترض أن تحصل خلالها على الراحة (نيوكاسل يونايتد، وتوتنهام هوتسبير، وساوثهامبتون، عانت من هذا الأمر أيضاً)، على الرغم من أن متصدر جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز قد قرر أن يعطي الأولوية لفترة الراحة الشتوية، وأن يخوض مباراة الإعادة بفريق النادي تحت 23 عاماً، كما أعلن المدير الفني لليفربول، يورغن كلوب، أنه لن يقود الفريق في تلك المباراة. وأكد كلوب على أنه لا يمكنه التفكير على الإطلاق في إفساد فترة الراحة الشتوية؛ لكن الأمر برمته يبدو سخيفاً، وكان من الممكن تجنب الوصول إلى هذه النقطة من الأساس.
صحيح أن بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي تحتل مكانة خاصة في كرة القدم الإنجليزية؛ لكن يجب أن نؤكد أيضاً على أن اللاعبين يحتاجون الحصول على قسط من الراحة، ليكونوا قادرين على تقديم أفضل المستويات كل أسبوع.
لقد شهدت فترة أعياد الميلاد إقامة عدد كبير من المباريات، وبالتالي فإن اللاعبين الذين شاركوا في هذه المباريات كانوا بحاجة ملحة للحصول على قسط من الراحة من أجل التعافي والاستشفاء. ولم يكن من قبيل الصدفة أن يتعرض المهاجم الإنجليزي هاري كين للإصابة في يوم رأس السنة، ثم يتعرض ماركوس راشفورد للإصابة بكسر مضاعف خلال هذا الشهر.
من المتوقع أن يتدرب اللاعبون بقوة، وأن يبذلوا أقصى ما لديهم من جهد خلال المباريات، أسبوعاً بعد أسبوع؛ لكن من المؤكد أن ذلك سيؤدي عاجلاً أم آجلاً إلى مزيد من الإصابات. ويجب أن نعرف أن هؤلاء اللاعبين بحاجة إلى وقت لا يبذلون فيه أي مجهود، وأن يريحوا أقدامهم، ويعيدوا شحن طاقاتهم من أجل العودة لخوض المباريات بكل قوة. لكن فترة الراحة القصيرة في موسم طويل أصبحت عرضة للخطر، بسبب إعادة مباريات كأس الاتحاد الإنجليزي.
ربما لا يكون السبب الرئيسي وراء أهمية إعادة مباريات كأس الاتحاد الإنجليزي بالنسبة للأندية الصغيرة رياضياً؛ لكنه سبب مالي في المقام الأول. وفي أحدث حساباته المالية، أعلن نادي شروزبري تاون أنه حقق أرباحاً بلغت 340878 جنيهاً إسترلينياً، برأس مال إجمالي يبلغ 6.5 مليون جنيه إسترليني، لذلك من الواضح تماماً ما سيحققه النادي من مكاسب مالية عندما يلعب مباراتين أمام ليفربول، بما في ذلك حقوق البث التلفزيوني للمباراتين، وحصيلة تذاكر المباراتين، والرحلة إلى ملعب «آنفيلد». وقال المدير الفني لنادي شروزبري تاون، سام ريكتس، إن المقابل المادي الذي سيحصل عليه النادي من عائدات مباراة الإعادة أمام ليفربول يمكن أن يساعد النادي على تحسين الصرف الصحي في ملعب تدريب الفريق، وشراء معدات تحليل مقاطع الفيديو، وحتى «تغيير مستقبل النادي». وبالتالي، يبدو من الخطأ حرمان هذا النادي من مثل هذه الفرصة الثمينة.
لكن إذا تمت إعادة توزيع أموال وعائدات كأس الاتحاد الإنجليزي بشكل أكثر عقلانية، فستحصل جميع أندية الدوريات الأدنى على مقابل جيد، في حال تحقيقها نتائج جيدة في الجولات المبكرة من المسابقة، وربما ستصبح آنذاك أكثر تقبلاً لفكرة إلغاء مباريات الإعادة في المسابقة.
وفي الوقت الحالي، يحصل الفريق الفائز بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي على 6.8 مليون جنيه إسترليني. وبخلاف بورتسموث في عام 2008، وويغان في عام 2013، لم يفز بهذه المسابقة في آخر 20 عاماً سوى آرسنال، وتشيلسي، ومانشستر يونايتد، ومانشستر سيتي، وليفربول. ويعني هذا أن من يحصل على هذه البطولة دائماً هو نادٍ كبير وغني بما يكفي بالقدر الذي يجعله مهتماً بعراقة وتاريخ البطولة، أكثر من اهتمامه بالأموال التي يحصل عليها في حال حصوله على اللقب. ومن المؤكد أن المبلغ الذي يحصل عليه هذا النادي الكبير في حال حصوله على اللقب لا يغير مصيره، وربما لا يفعل شيئاً سوى تغطية أجور ومكافآت لاعبَين اثنين من لاعبي ليفربول.
وفي المقابل، فإن أي نادٍ من الدوريات الأدنى من الدوري الإنجليزي الممتاز، يبدأ اللعب في كأس الاتحاد الإنجليزي من الجولة الأولى، ويواصل المنافسة حتى الجولة الثالثة، سوف يحصل على 90 ألف جنيه إسترليني، هي قيمة مجموع الجوائز المالية التي سيحصل عليها، على أن يصل هذا المقابل المادي إلى 225 ألف جنيه إسترليني في حال وصول الفريق إلى الجولة الرابعة. وفي الحقيقة، أنا لا أشعر بأن طريقة التوزيع الحالية للأموال عادلة أو منطقية، فالفريق الفائز بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي يحصل بمفرده على مقابل مادي يعادل تقريباً المقابل المادي الذي تحصل عليه الـ108 فرق التي تشارك في الجولات الأولى والثانية والثالثة والرابعة مجتمعة، على الرغم من أن هذه الأموال لا تحدث فارقاً كبيراً بالنسبة للأندية الكبرى، على عكس الحال تماماً مع الأندية الصغيرة.
وأقترح أن تلعب الأندية الأقل تصنيفاً مباريات كأس الاتحاد الإنجليزي على ملعبها، وأن يتم إلغاء مباريات الإعادة بدءاً من الجولة الثالثة، وأن يتم توزيع عائدات المسابقة بطريقة مختلفة تماماً، بحيث تجعل تحقيق الفوز أكثر أهمية من اللعب من أجل خوض مباراة الإعادة، والظهور على شاشات التلفزيون. إن تخفيض المكافأة التي يحصل عليها الفريق الفائز باللقب، إلى ثلاثة ملايين جنيه إسترليني على سبيل المثال، وإعادة توزيع الجزء المتبقي، سوف يسمح للأندية الصغيرة بالحصول على مقابل مادي أكبر، حتى من دون خوض مباريات الإعادة – وهي المباريات التي غالباً ما يراها أحد الفريقين أو كلاهما مزعجة - في حين يمكن مكافأة الأندية الصغيرة بعد إلغاء مباريات الإعادة، بأن تقام المباريات على ملاعبها في الجولات الأولى. قد يبدو هذا الأمر بمثابة خطوة كبيرة عما كانت عليه المسابقة؛ لكن يجب أن ندرك أنه لا يوجد شيء أكثر أهمية من الاعتناء باللاعبين وصحتهم.


مقالات ذات صلة

مورينيو يزرع جهاز تسجيل للحكم خلال تعادل روما

الرياضة مورينيو يزرع جهاز تسجيل للحكم خلال تعادل روما

مورينيو يزرع جهاز تسجيل للحكم خلال تعادل روما

استعان جوزيه مورينيو مدرب روما بفكرة مستوحاة من روايات الجاسوسية حين وضع جهاز تسجيل على خط جانبي للملعب خلال التعادل 1 - 1 في مونزا بدوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم أمس الأربعاء، مبررا تصرفه بمحاولة حماية نفسه من الحكام. وهاجم مورينيو، المعروف بصدامه مع الحكام دائما، دانييلي كيفي بعد المباراة، قائلا إن الحكم البالغ من العمر 38 عاما «أسوأ حكم قابله على الإطلاق». وقال المدرب البرتغالي «لست غبيا، اليوم ذهبت إلى المباراة ومعي مكبر صوت، سجلت كل شيء، منذ لحظة تركي غرفة الملابس إلى لحظة عودتي، أردت حماية نفسي».

«الشرق الأوسط» (روما)
الرياضة نابولي يؤجل فرصة التتويج بالدوري الإيطالي بنقطة ساليرنيتانا

نابولي يؤجل فرصة التتويج بالدوري الإيطالي بنقطة ساليرنيتانا

أهدر نابولي فرصة حسم تتويجه بلقب الدوري الإيطالي لكرة القدم للمرة الأولى منذ 33 عاماً، بتعادله مع ضيفه ساليرنيتانا 1 - 1 في منافسات المرحلة الثانية والثلاثين، الأحد، رغم خسارة مطارده لاتسيو على أرض إنتر 1 - 3. واحتاج نابولي الذي يحلّق في صدارة جدول ترتيب الدوري إلى الفوز بعد خسارة مطارده المباشر، ليحقق لقبه الثالث في «سيري أ» قبل 6 مراحل من اختتام الموسم. لكن تسديدة رائعة من لاعب ساليرنيتانا، السنغالي بولاي ديا، في الشباك (84)، أجّلت تتويج نابولي الذي كان متقدماً بهدف الأوروغوياني ماتياس أوليفيرا (62). ولم يُبدِ مدرب نابولي، لوتشيانو سباليتي، قلقاً كبيراً بعد التعادل قائلاً: «يشعر (اللاعبون) ب

«الشرق الأوسط» (نابولي)
الرياضة إرجاء مباراة نابولي وساليرنيتانا إلى الأحد لدواعٍ أمنية

إرجاء مباراة نابولي وساليرنيتانا إلى الأحد لدواعٍ أمنية

أُرجئت المباراة المقررة السبت بين نابولي المتصدر، وجاره ساليرنيتانيا في المرحلة الثانية والثلاثين من الدوري الإيطالي لكرة القدم إلى الأحد، الساعة 3 بعد الظهر بالتوقيت المحلي (13:00 ت غ) لدواعٍ أمنية، وفق ما أكدت رابطة الدوري الجمعة. وسبق لصحيفة «كورييري ديلو سبورت» أن كشفت، الخميس، عن إرجاء المباراة الحاسمة التي قد تمنح نابولي لقبه الأول في الدوري منذ 1990. ويحتاج نابولي إلى الفوز بالمباراة شرط عدم تغلب ملاحقه لاتسيو على مضيفه إنتر في «سان سيرو»، كي يحسم اللقب قبل ست مراحل على ختام الموسم. وكان من المفترض أن تقام مباراة نابولي وساليرنيتانا، السبت، في الساعة 3 بالتوقيت المحلي (الواحدة ظهراً بتو

«الشرق الأوسط» (نابولي)
الرياضة نابولي لوضع حد لصيام دام ثلاثة عقود عن التتويج بلقب الدوري الإيطالي

نابولي لوضع حد لصيام دام ثلاثة عقود عن التتويج بلقب الدوري الإيطالي

بدأت جماهير نابولي العد التنازلي ليوم منشود سيضع حداً لصيام دام ثلاثة عقود عن التتويج في الدوري الإيطالي في كرة القدم، إذ يخوض الفريق الجنوبي مواجهة ساليرنيتانا غدا السبت وهو قادر على حسم الـ«سكوديتو» حسابياً. وسيحصل نابولي الذي يتصدر الدوري متقدماً بفارق 17 نقطة عن أقرب مطارديه لاتسيو (78 مقابل 61)، وذلك قبل سبع مراحل من نهاية الموسم، على فرصته الأولى لحسم لقبه الثالث في تاريخه. ويتوجب على نابولي الفوز على ساليرنيتانا، صاحب المركز الرابع عشر، غدا السبت خلال منافسات المرحلة 32، على أمل ألا يفوز لاتسيو في اليوم التالي في سان سيرو في دار إنتر ميلان السادس.

«الشرق الأوسط» (روما)
الرياضة كأس إيطاليا: مواجهة بين إنتر ويوفنتوس في خضم جدل بسبب العنصرية

كأس إيطاليا: مواجهة بين إنتر ويوفنتوس في خضم جدل بسبب العنصرية

سيكون إياب نصف نهائي كأس إيطاليا في كرة القدم بين إنتر وضيفه يوفنتوس، الأربعاء، بطعم المباراة النهائية بعد تعادلهما ذهاباً بهدف لمثله، وفي خضمّ أزمة عنوانها العنصرية. ولا يزال يوفنتوس يمني نفسه بالثأر من إنتر الذي حرمه التتويج بلقب المسابقة العام الماضي عندما تغلب عليه 4 - 2 في المباراة النهائية قبل أن يسقطه في الكأس السوبر 2 - 1. وتبقى مسابقة الكأس المنقذ الوحيد لموسم الفريقين الحالي على الأقل محلياً، في ظل خروجهما من سباق الفوز بلقب الدوري المهيمن عليه نابولي المغرّد خارج السرب. لكن يوفنتوس انتعش أخيراً بتعليق عقوبة حسم 15 نقطة من رصيده على خلفية فساد مالي وإداري، وبالتالي استعاد مركزه الثال

«الشرق الأوسط» (ميلانو)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».