من هم المغردون النجوم في العالم العربي؟

TT

من هم المغردون النجوم في العالم العربي؟

هناك 321 مليون مستخدم نشط شهرياً، وفقاً لآخر إحصائيات «تويتر»، وهو يشكل قوة لا يستهان بها ضمن قوى الاقتصاد الرقمي. «الشرق الأوسط» حاولت رصد أقوى الحسابات على «تويتر»، وبالاستعانة بموقع «سوشيال بيكرز» حصلنا على عدة إحصائيات مثيرة، تدعو لمزيد من التأمل والبحث حولها.
وفقاً لموقع «Statista» فإن السعودية تأتي ضمن أكثر الدول في العالم استخداماً لـ«تويتر»، بعدد مستخدمين أكثر من 11 مليون مستخدم. وفرضت حسابات عدد من الشخصيات العامة السعودية نفسها ضمن قائمة أكثر الحسابات متابعة في العالم، منها حساب «العربية عاجل» بأكثر من 18 مليوناً، وأحمد الشقيري رقم 119 عالمياً، بعدد متابعين 18 مليوناً و200 ألف. بينما يأتي حساب المغنية اللبنانية إليسا ليحتل رقم 184 عالمياً، بعدد متابعين 14 مليوناً و300 ألف. ومن بعدها حساب نانسي عجرم، رقم 186 عالمياً، بعدد متابعين 14 مليوناً و284 ألفاً. ثم حساب مشاري العفاسي، في المرتبة 188 عالمياً، وحساب قناة «العربية» رقم 193.
ويشير تقرير لمكتب «تويتر» الإقليمي بمنطقة الشرق الأوسط، إلى أن أكثر المشاهير استقطاباً للتغريدات في المملكة العربية السعودية لعام 2019، هم الممثل فايز المالكي، والمطرب محمد عبده، والمطرب عبد المجيد عبد الله، والموسيقار طلال مداح، والمطرب رابح صقر، والمطرب راشد الماجد، والملحن عبادي الجوهر.
الجدير بالملاحظة أن تغير التراتبية يختلف كل لحظة، مع تغير تعداد المتابعين.
وهناك كثير من الأدوات المجانية لتحليل المحتوى؛ لكن الأكثر احترافية منها يكون بمقابل مادي، ويقدم خدمات للشركات التي تستخدم التسويق الرقمي للترويج لسلع معينة.
ولا شك في أنه مع أهمية منصة «تويتر»، بدأ الزعماء والرؤساء في التواصل الجماهيري مع شعوب المنطقة والعالم، عبر تغريدات تلقى اهتماماً بين المتابعين على المنصة، ووسائل الإعلام التي باتت تستقي منها الأخبار. ومن أكثر الحسابات من حيث عدد المتابعين حساب الملكة رانيا (الأردن) بعدد متابعين يزيد على 10 ملايين متابع، وحساب الشيخ محمد بن راشد (الإمارات) بعدد متابعين 9 ملايين و71 ألفاً، وحساب الملك سلمان بن عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين، بعدد متابعين 7 ملايين و56 ألفاً، وذلك وفقاً لأحدث إحصاءات موقع «تويبلوماسي».
أما قائمة المشاهير في مجال الكتابة، فمن الطريف أن تحظى صفحات بأسماء كبار الكتاب الراحلين بأعلى المتابعات؛ حيث يحظى نجيب محفوظ بعدد متابعات 428 ألفاً، بينما يحظى حساب باسم مصطفى صادق الرافعي، بعدد 175 ألفاً، ومصطفى لطفي المنفلوطي بعدد 157 ألفاً تقريباً، وهو الأمر الذي يعكس حرص الكتاب والمثقفين على التواصل مع الجمهور المصري عبر «فيسبوك» ومنصات أخرى، إذ لا يحظى «تويتر» بجماهيرية في الوسط الأدبي المصري.
أما في المملكة العربية السعودية، فتصدر حساب عبد الرحمن بن مساعد، بعدد متابعين يزيد على 7 ملايين و832 ألفاً، يليه حساب تركي الدخيل بعدد متابعين يزيد على 3 ملايين و972 ألفاً، ثم حساب ياسر التويجري بعدد متابعين مليونين و322 ألفاً.
أما في دولة الإمارات، جاء علاء سعيد بعدد متابعين يزيد عن مليونين، ثم بدرية البشر بما يزيد على نصف مليون، وياسر حارب بعدد متابعين 314 ألفاً.
ومن بين الحسابات السعودية التي تقدم محتوى مختلفاً ومتعلقاً بمقاطع الفيديو، حساب عبد الله الخريف؛ حيث جذب أكثر من مليوني متابع بمحتوى مميز؛ حيث استخدم الخريف مهاراته اللغوية في ترجمة مقاطع فيديو لقصص ملهمة من أنحاء العالم.
الأمر المثير والإشكالي في الوقت نفسه، عند تحليل أي منصة من منصات الشبكات الاجتماعية، هو أنه أثناء تتبع الإحصائيات والأرقام، ستجد - كما قال الخبير الإعلامي المصري المتخصص في الصحافة الرقمية، خالد البرماوي - أن «طبيعة (تويتر) تحتم أن محتواه هو البطل على مدى جودته وجاذبيته. والصورة والفيديو؛ لكنهما أقل جاذبية من المحتوى النصي. ومن ضمن وظائف (تويتر) أنه منصة للتعليق على الأخبار والأحداث والمتابعات، والمؤثرون فيها من يقدمون محتوى يدعم ذلك»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الحسابات تشكل قوة تأثير على شرائح كبيرة من الجمهور، ولها قوة في تشكل الرأي العام، ومعظم جمهور (تويتر) تتراوح أعماره ما بين 23 إلى 40 عاماً، وهناك أيضاً كافة الأعمار، لذلك فهو أداة قوية للتأثير في انطباعاتهم وأفكارهم».
وحول ما الذي يجعل من المؤثرين نجوماً عبر «تويتر»، يقول الخبير في تطوير الإعلام، أيمن صلاح، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المحتوى والتوقيت مهم جداً؛ خصوصاً أن كثيراً من الحسابات حققت شهرة عبر إعادة التغريد مع وسوم رائجة، وهو تكتيك يلجأ إليه المؤثرون. أما التكتيك الثاني فهو التفرد بحدث معين، وبالتالي بث مشاهد فيديو أو صور».
من جهته، قال خالد الأحمد، وهو مستشار إعلامي أردني، ومؤلف كتاب «شسمو» عن بناء الهوية الرقمية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «منصة (تويتر) من أكثر المنصات المفيدة من حيث المحتوى الثري بالمعرفة والمصادر المنتجة لها. ومستخدمو هذه المنصة يعتبرون نوعاً ما مجتمعاً نخبوياً، فتجد وجوداً كبيراً لقادة الفكر وصناع القرار، والمشاهير والسياسيين والإعلاميين، ومؤلفي الكتب وصناع الأفلام»، لافتاً إلى أن «منصة (تويتر) ليست سهلة الاستخدام، وهناك كثير من الضوابط. في البداية كانت عبارة عن منصة تبادل رسالة قصيرة عبر الجوال بين مجموعة من الأصدقاء في عام 2006، وهذا كان سر جعل حجم التغريد 140 رمزاً؛ لأن رسائل الجوال القصيرة طولها 160 رمزاً، فتم تخصيص 20 رمزاً للاسم، و140 للتغريدة، ولكن بعد تحول المنصة لشركة عامة، ظهر هناك بعض الضغط على المؤسسين من قبل كبار المساهمين الجدد، حتى يطوروا المنصة لتلائم فئات أخرى من الجمهور. وفي عام 2017 تمت زيادة حجم التغريدة إلى 280 رمزاً، بالإضافة لإمكانية بعث سلسلة تغريدات في آن واحد (ثريد)».
ويوضح الأحمد أن «اللغة العربية هي اللغة الثالثة على منصة (تويتر)، بعد اللغة الإنجليزية واليابانية، وأن مستخدمي (تويتر) من الخليج العربي يشكلون نسبة مرتفعة مقارنة ببلدان أخرى». ويعزو الأحمد ذلك لعدة نقاط، أهمها: «ثقافة التحاور والتواصل بين العرب بدول الخليج أقوى من بقية الدول العربية. ففي بداية ظهور (تويتر) كان الهاتف الذكي متاحاً على جوال شركة (أبل) فقط، وكان سعره باهظاً في تلك الفترة، ولكن المستخدم العربي الخليجي لم تكن لديه تلك المشكلة، لوجود السيولة وسهولة الإقراض من البنوك، وسرعة الإنترنت، وظهور الـ(3 جي) والـ(4 جي) بدول الخليج كان أسرع، وهنا نهض المحتوى المنتج من المستخدم، ثم بدأ المشاهير على أرض الواقع الدخول. بدءاً من مشاهير القطاع الديني، ثم مشاهير التلفزيون والسينما، وجاء بعدهم السياسيون».



«واشنطن بوست» لن تؤيد أي مرشح للرئاسة الأميركية

باتريك سون شيونغ (أ.ب)
باتريك سون شيونغ (أ.ب)
TT

«واشنطن بوست» لن تؤيد أي مرشح للرئاسة الأميركية

باتريك سون شيونغ (أ.ب)
باتريك سون شيونغ (أ.ب)

في كل انتخابات رئاسية وعامة تشهدها الولايات المتحدة، كان للمؤسسات الإعلامية الأميركية على الدوام نصيب من تداعياتها. وفي العادة أن جلّ المؤسسات الاعلامية كانت تنحاز لأحد طرفي السباق، حتى في بعض الانتخابات التي كانت توصف بأنها «مفصلية» أو «تاريخية»، كالجارية هذا العام. بل وكان الانحياز يضفي إثارة لافتة، لا سيما إذا «غيّرت» هذه المؤسسة أو تلك خطها التحريري المألوف، في محاولة للظهور بموقف «حيادي».

غير أن الواقع كان دائماً يشير إلى أن العوامل التي تقف وراء هذا «التغيير» تتجاوز مسألة الحفاظ على الحياد والربحية وتعزيز المردود المالي. إنها سياسية بامتياز، خصوصاً في لحظات «الغموض والالتباس» كالتي يمر بها السباق الرئاسي المحتدم هذا العام بين نائبة الرئيس كامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي والرئيس السابق دونالد ترمب مرشح الحزب الجمهوري.

مقر «اللوس أنجليس تايمز» (أ.ب)

«واشنطن بوست» لن تؤيد أي مرشح!

يوم الجمعة، أعلن ويليام لويس، الرئيس التنفيذي وناشر صحيفة «واشنطن بوست»، التي يملكها الملياردير جيف بيزوس، رئيس شركة «أمازون» العملاقة، أنها لن تؤيد أي مرشح رئاسي لا في هذه الانتخابات، ولا في أي انتخابات رئاسية مستقبلية. وأضاف لويس، في مقال: «نحن نعود إلى جذورنا بالإحجام عن تأييد المرشحين الرئاسيين... هذا من تقاليدنا ويتفق مع عملنا في 5 من الانتخابات الـ6 الأخيرة». وتابع لويس: «ندرك أن هذا سيُفسَّر بطرق مختلفة، بما في ذلك اعتباره تأييداً ضمنياً لمرشح واحد، أو إدانة لمرشح آخر، أو تنازلاً عن المسؤولية... هذا أمر لا مفر منه. لكننا لا نرى الأمر بهذه الطريقة. إننا نرى ذلك متوافقاً مع القِيَم التي طالما دافعت عنها صحيفة (واشنطن بوست)». واختتم: «إن وظيفتنا في الصحيفة هي أن نقدّم من خلال غرفة الأخبار، أخباراً غير حزبية لجميع الأميركيين، وآراءً محفزة على التفكير من فريق كتّاب الرأي لدينا لمساعدة قرائنا على تكوين آرائهم الخاصة». إلا أنه في بيان وقّعه عدد من كبار كتّاب الرأي في الصحيفة، بينهم ديفيد إغناتيوس ويوجين روبنسون ودانا ميلبنك وجينيفر روبن وروث ماركوس، وصف الموقّعون القرار بأنه «خطأ فادح». وتابع البيان أن القرار «يمثّل تخلّياً عن المُعتقدات التحريرية الأساسية للصحيفة... بل في هذه لحظة يتوجّب على المؤسسة أن توضح فيها التزامها بالقيَم الديمقراطية وسيادة القانون والتحالفات الدولية والتهديد الذي يشكله دونالد ترمب على هذه القيم...». ومضى البيان: «لا يوجد تناقض بين الدور المهم الذي تلعبه (واشنطن بوست) بوصفها صحيفة مستقلة وممارستها المتمثّلة في تقديم التأييد السياسي... وقد تختار الصحيفة ذات يوم الامتناع عن التأييد، لكن هذه ليست اللحظة المناسبة، عندما يدافع أحد المرشحين عن مواقف تهدّد بشكل مباشر حرية الصحافة وقِيَم الدستور».

مقر «الواشنطن بوست» (آ. ب.)

... وأيضاً «لوس أنجليس تايمز»

في الواقع خطوة «واشنطن بوست» سبقتها، يوم الأربعاء، استقالة مارييل غارزا، رئيسة تحرير صحيفة «لوس أنجليس تايمز»، كبرى صحف ولاية كاليفورنيا، احتجاجاً على منع مالك الصحيفة، الملياردير باتريك سون شيونغ، مجلس التحرير من إعلان تأييد هاريس. وهذه الخطوة أشاد بها ترمب، وعلّقت حملته، في بيان، بأن «زملاء هاريس في كاليفورنيا يعرفون أنها ليست مؤهلة للوظيفة». غارزا كتبت في رسالة استقالتها «أن الصمت ليس مجرد لامبالاة، بل هو تواطؤ»، معربة عن قلقها من أن هذه الخطوة «تجعلنا نبدو جبناء ومنافقين، وربما حتى متحيّزين جنسياً وعنصريين بعض الشيء». وأردفت: «كيف يمكننا أن نمضي 8 سنوات في مهاجمة ترمب والخطر الذي تشكّله قيادته على البلاد ثم نمتنع عن تأييد المنافس الديمقراطي اللائق تماماً الذي سبق لنا أن أيدناه لعضوية مجلس الشيوخ؟»، في إشارة إلى هاريس. من جانبه، كتب سون شيونغ، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، أن هيئة التحرير «أتيحت لها الفرصة لصياغة تحليل واقعي» للسياسات التي يدعمها كل مرشح خلال فترة وجوده في البيت الأبيض، وعلى مسار الحملة الانتخابية، كي يتمكّن «القراء (أنفسهم) من تحديد مَن يستحق أن يكون رئيساً»، مضيفاً أن الهيئة «اختارت الصمت»!

هل الدافع تجاري؟

بالمناسبة، سون شيونغ يُعد من الداعمين للديمقراطيين عموماً، يرجح البعض أن يكون الدافع وراء موقفه الاعتبارات التجارية، ومنها جذب مزيد من القراء، بمَن فيهم الموالون للجمهوريين، لرفع نسبة الاشتراكات والدعايات والإعلانات، عبر محاولة تقديم الصحيفة بمظهر وسطي غير منحاز. كذلك، سون شيونغ، الطبيب والقطب في مجال التكنولوجيا الحيوية من منطقة لوس أنجليس، الذي ليست له أي خبرة إعلامية، كان قد اشترى الصحيفة التي يزيد عمرها على 140 سنة والشركات التابعة لها، مقابل 500 مليون دولار عام 2018. لكن خسائر الصحيفة استمرت، ما دفعه إلى تسريح نحو 20 في المائة من موظفيها هذا العام. وذكرت الصحيفة أن مالكها اتخذ هذه الخطوة بعد خسارة «عشرات الملايين من الدولارات» منذ شرائها.

ترمب يدعو لإلغاء تراخيص الأخبار

ما حصل في «واشنطن بوست» و«لوس أنجليس تايمز» سلّط حقاً الضوء على التحديات التي تواجهها المؤسسات الإعلامية الأميركية وسط الضغوط المتزايدة عليها، وتحويلها مادة للسجال السياسي.

وفي الواقع، تعرّضت وسائل الإعلام خلال العقد الأخير للتهديدات ولتشويه صورتها، وبالأخص من الرئيس السابق ترمب، الذي كرر اتهام منافذ إخبارية كبرى بالتشهير، ومنع الصحافيين من حضور التجمّعات والفعاليات التي تقام في البيت الأبيض، وروّج لمصطلح «الأخبار المزيفة»، الذي بات يتبناه الآن العديد من قادة اليمين المتطرف في جميع أنحاء العالم.

وفي حملات ترمب الجديدة على الإعلام، اقترح أخيراً تجريد شبكات التلفزيون من قدرتها على بث الأخبار، إذا كانت تغطيتها لا تناسبه. وكتب على منصته «تروث سوشال» في الأسبوع الماضي «يجب أن تخسر شبكة (السي بي إس) ترخيصها. ويجب وقف بث برنامج (60 دقيقة) على الفور». وكرّر مطالبه في الخطب والمقابلات، مردداً دعواته السابقة لإنهاء ترخيص شبكة «الإيه بي سي» بسبب استيائه من الطريقة التي تعاملت بها مع المناظرة الوحيدة التي أُجريت مع هاريس.

وقال في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» الداعمة له: «سنستدعي سجلاتهم»، مجدداً ادعاءه أن تحرير الشبكة لمقابلتها مع هاريس في برنامج «60 دقيقة»، كان «مضللاً» ورفض عرض الشبكة إجراء مقابلة معه. وأيضاً رفض الإجابة عما إذا كان إلغاء ترخيص البث «عقاباً صارماً»، ليشن سلسلة من الإهانات لهاريس، قائلاً إنها «غير كفؤة» و«ماركسية».