رفض عربي لـ«صفقة ترمب» للسلام

مجلس الجامعة يرفض التعاطي معها ويعتبرها «مجحفة»

اجتماع مجلس الجامعة العربية في القاهرة أمس (إ.ب.أ)
اجتماع مجلس الجامعة العربية في القاهرة أمس (إ.ب.أ)
TT

رفض عربي لـ«صفقة ترمب» للسلام

اجتماع مجلس الجامعة العربية في القاهرة أمس (إ.ب.أ)
اجتماع مجلس الجامعة العربية في القاهرة أمس (إ.ب.أ)

أعلن مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري رفضه لـ«خطة السلام الأميركية» التي طرحها الرئيس دونالد ترمب، ووصفها بأنها «مجحفة ومخالفة للقانون الدولي بشأن القدس، والجولان، والاستيطان الاستعماري الإسرائيلي، وقضية اللاجئين ووكالة الأونروا».
وأشار المجلس في اجتماعه الطارئ الذي استضافته الجامعة في القاهرة، أمس، أنه لن يُكتب النجاح للخطة الأميركية «باعتبارها مخالفة للمرجعيات الدولية لعملية السلام ولا تلبي الحد الأدنى من تطلعات وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف وفي مقدمها حق تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط 4 يونيو (حزيران) عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وحق العودة على أساس قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948». وأكد وزراء الخارجية العرب على «مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للأمة العربية جمعاء، وعلى الهوية العربية للقدس الشرقية المحتلة، عاصمة دولة فلسطين، وعلى حق دولة فلسطين بالسيادة على جميع أراضيها المحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشرقية، ومجالها الجوي والبحري ومياهها الإقليمية ومواردها الطبيعية وحدودها مع دول الجوار». وشدد المجلس على «عدم التعاطي مع هذه الصفقة المجحفة، أو التعاون مع الإدارة الأميركية في تنفيذها، بأي شكل من الأشكال».
وأعلن مجلس الجامعة أن «مبادرة السلام العربية، كما أقرت بنصوصها عام 2002، هي الحد الأدنى المقبول عربياً لتحقيق السلام، من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكامل الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام 1967، وإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين وفق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948، والتأكيد على أن إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، لن تحظى بالتطبيع مع الدول العربية ما لم تقبل وتنفذ مبادرة السلام العربية». كما أعلن وزراء الخارجية العرب في بيانهم الختامي وقراراتهم «العمل مع القوى الدولية المؤثرة والمحبة للسلام العادل لاتخاذ الإجراءات المناسبة إزاء أي خطة من شأنها أن تجحف بحقوق الشعب الفلسطيني ومرجعيات عملية السلام، بما في ذلك التوجه إلى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، وغيرها من المنظمات الدولية».
وحذّر المجلس كذلك «من قيام إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، بتنفيذ بنود الصفقة بالقوة متجاهلة قرارات الشرعية الدولية»، محملاً «الولايات المتحدة وإسرائيل المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه السياسة، ودعوة المجتمع الدولي إلى التصدي لأي إجراءات تقوم بها حكومة الاحتلال على أرض الواقع». وخلال الكلمات أمام الجلسة الطارئة، أكد أمين عام الجامعة أحمد أبو الغيط، أن قضية المقترح الأميركي على «درجة من الخطورة والأهمية للعالم العربي تقتضي أن يكون موقفنا الجماعي على المستوى نفسه من الجدية والشعور بالمسؤولية»، قائلاً إن «فلسطين ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، ولم تكن كذلك في أي وقت، ولن تكون، وهي قضية عربية تهم العرب جميعاً وتجمع شملهم من المحيط إلى الخليج». واعتبر أن «الاجتماع يبعث برسالة للعالم أجمع بأن الفلسطينيين ليسوا وحدهم... وأن القرار الفلسطيني الحُر، له ظهير عربي... مساندٌ في كل حال، وداعم في كل حين». ولفت أبو الغيط إلى «أن العرب يأخذون كل مقترح للسلام، من أي طرفٍ كان، بالجدية الكاملة وبروح المسؤولية، لأن إنهاء الصراع مع إسرائيل هو مصلحة فلسطينية وعربية مؤكدة»، ومنوهاً بأن الدول العربية طلبت من «الإدارة الأميركية وغيرها من الأطراف انخراطا أكبر لدفع الطرفين للتفاوض، حتى لا تدور المحادثات في دائرة عبثية من تفاوض لا ينتهي، ولكننا - وبكل صراحة - لم نكن نتوقع أن تكون النهاية المُقترحة للطريق مخيبة للآمال ومجافية للإنصاف على النحو الذي صدر».
بدوره، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس «عدم القبول بضم القدس لإسرائيل إطلاقاً، ضمن صفقة القرن». وقال: «لن أقبل أن يسجل في تاريخي أنني بعت القدس عاصمتنا الأبدية». واعتبر الرئيس «أبو مازن» أن «إسرائيل لا تريد التوصل إلى حل للأزمة»، مشيراً إلى أن «رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لا يؤمن بالسلام». وحذّر من «التداعيات الخطيرة لصفقة القرن»، مشدداً على مواصلة «النضال لنيل حقوقنا المشروعة بالوسائل السلمية». وأضاف «إننا نؤمن بالسلام وفق ما تقره المواثيق الدولية»، مؤكداً «أهمية إنشاء آلية دولية للسلام، وفق المرجعيات الشرعية ومبادرة السلام العربية».
وفي إجراء لافت، قال عباس إن السلطة الوطنية «قطعت علاقاتها على إثر صفقة القرن مع الولايات المتحدة وإسرائيل، بما في ذلك الجوانب الأمنية». وتابع: «وجهت رسالة إلى الجانبين الأميركي والإسرائيلي: لن يكون هناك أي علاقة معكم، بما في ذلك العلاقات الأمنية، في ضوء تنكركم للاتفاقات الموقعة والشرعية الدولية، وعلى إسرائيل أن تتحمل المسؤولية كقوة احتلال».
أما وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان فقد شدد على «دعم المملكة للحقوق الفلسطينية والدفاع عنها أمام المحافل الدولية»، مشدداً على «أن إقامة السلام العادل والشامل عبر التفاوض هو الخيار الاستراتيجي». وأكد أن «نجاح جهود الدفع بعجلة التفاوض للتوصل لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يستلزم أن يكون هدفه النهائي هو تحقيق حلٍ عادلٍ يكفل حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية».



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.