أديمولا لوكمان: أحتاج لاتخاذ قرار حاسم بتمثيل إنجلترا أو نيجيريا قبل مونديال 2022

مهاجم لايبزيغ الألماني يأمل المساهمة مع فريقه بشكل أكثر فاعلية هذا الموسم

لوكمان أظهر قدراته مع فريق لايبزيغ لكنه يأمل المشاركة أكثر أساسياً
لوكمان أظهر قدراته مع فريق لايبزيغ لكنه يأمل المشاركة أكثر أساسياً
TT

أديمولا لوكمان: أحتاج لاتخاذ قرار حاسم بتمثيل إنجلترا أو نيجيريا قبل مونديال 2022

لوكمان أظهر قدراته مع فريق لايبزيغ لكنه يأمل المشاركة أكثر أساسياً
لوكمان أظهر قدراته مع فريق لايبزيغ لكنه يأمل المشاركة أكثر أساسياً

عندما يجد المهاجم الإنجليزي الشاب أديمولا لوكمان نفسه في حاجة إلى الشعور بالطمأنينة - وقد حدث ذلك في بعض المناسبات القليلة على مر السنين - فإنه يقوم بالاتصال بشخصين يعرفانه أفضل من أي شخص آخر تقريباً.
وهذان الشخصان هما ديس وفيليكس، اللذان قاما بتدريبه من سن الحادية عشرة وحتى السادسة عشرة، عندما كان يلعب مع نادي ووترلو. ويصف لوكمان هذين الرجلين بأنهما كانا بمثابة «معلمين» له لأطول فترة يمكن أن يتذكرها. وعندما كان اللاعب الشاب ينتابه أي شعور بالشك أو عدم اليقين خلال سنوات المراهقة، كان هذان الرجلان يساعدانه على الفور على العودة إلى حالته الطبيعية، من أجل التركيز على الهدف الذي كان يسعى دائماً لتحقيقه.
يقول لوكمان: «كنت أسعى للعب في أحد أكاديميات الناشئين، وعندما كان الوقت يمر كنت أقول لنفسي: الوقت يمر بسرعة فمتى يحدث ذلك؟ كنت أشعر في بعض الأحيان بأنه ربما لن أتمكن من تحقيق هذا الهدف أبداً. لكنهما كانا على الفور يقولان لي: ما الذي تتحدث عنه؟ يجب أن تدرك أن الله قد منحك هذه الموهبة لسبب ما، لذلك لا يجب عليك أن تستسلم أبداً».
ويضيف: «إنهما يذكراني دائماً بالقدرات التي أمتلكها. حتى عندما كنت أعاني من لحظات من الشك، كانا يقولان لي: لا، لا تقلق، فنحن لم نلعب كرة القدم من أجل التشكيك في أنفسنا، لكننا نفعل ذلك لأننا ندعم أنفسنا بغض النظر عن الوضع الذي نعيشه».
وربما ينتاب لوكمان هذا الشعور الآن، نظراً لأنه يمر بفترة صعبة في حياته الكروية. وقد أجريت هذا الحوار مع لوكمان بعد انتهائه من تدريب شاق لمدة ساعة ونصف مع نادي لايبزيغ الألماني. وفي هذه الحصة التدريبية التي تم خلالها تقسيم اللاعبين إلى فريقين كل منهما يضم 11 لاعباً يلعبون في ثلثي الملعب فقط، سجل لوكمان هدفين بشكل رائع، وكان من الواضح أن ينفذ تعليمات المدير الفني للفريق، جوليان ناغيلسمان، بكل دقة.
لكن الوضع في المباريات الرسمية مختلف تماماً عما يحدث في التدريبات، والدليل على ذلك أن لوكمان لم يلعب سوى 201 دقيقة فقط طوال الموسم مع لايبزيغ متصدر الدوري الألماني الممتاز. لكن على المستوى الشخصي، يعتقد لوكمان أن خطوة انتقاله إلى لايبزيغ، والتي ظل يفكر فيها لأكثر من عام، لم تحقق النجاح الذي يريده حتى الآن.
وكان لوكمان قد أحرز خمسة أهداف في النصف الثاني من موسم 2017 - 2018 مع نادي لايبزيغ عندما لعب له على سبيل الإعارة من إيفرتون الإنجليزي في فترة شهدت تألقه بشكل لافت وساعدت على عودته إلى الدوري الألماني مرة أخرى. يقول اللاعب الإنجليزي الشاب عن ذلك: «الوضع مختلف تماماً هذه المرة. في المرة الأولى، كان هناك ما يمكن وصفه بطفرة في شعوري بالإيمان في قدراتي، لكن هذه المرة فأنا أشعر بأن الوقت يمضي بطريقة تقليدية. لقد تغير النادي وأصبح الفريق أقوى عن ذي قبل - أقوى كثيراً - وهناك مدير فني جديد، لذلك يتعين علي أن أتأقلم مع هذه الأمور».
وخلال الموسم الماضي، كان من الصعب في البداية على لوكمان أن يتغلب على مشاعر الإحباط وخيبة الأمل عندما رفض إيفرتون عرضين لرحيله. يقول لوكمان عن ذلك: «لقد شعرت بالإحباط في بداية الأمر، لكنني عندما فكرت في الأمر قلت لنفسي إنه إذا كنت أريد البقاء فإن النادي يتمسك بي الآن، وبالتالي يجب علي أن أستغل هذه الفرصة وأعمل بقوة لإثبات نفسي».
وكان لوكمان قد حصل على وعود من المدير الفني السابق لإيفرتون، ماركو سيلفا، بأنه سيدفع به في عدد أكبر من المباريات، لكن ذلك لم يحدث أبداً، حيث لم يشارك في التشكيلة الأساسية للفريق سوى في ثلاث مباريات فقط، ويعترف بأنه كان يتساءل في بعض الأحيان عن الأسباب التي لا تجعله يشارك، خاصة أن اللاعبين الذين يشاركون في مركزه لم يقدموا الأداء المتوقع منهم.
وكان هذا موقف آخر من المواقف التي لعب فيها كل من ديس وفيليكس دوراً لا يقدر بثمن، حيث نصحاه بألا «يخرج عن الموضوع الرئيسي»، وهو العمل بكل قوة والتركيز على تحقيق هدفه. ويبدو أن نصيحتهما بدأت تؤتي ثمارها الآن، نظراً لأن لوكمان، وإن كان لا يشارك بشكل مستمر في المباريات، يمتلك ثقة كبيرة في قدراته وإمكانياته ويعرف أن الفرصة ستأتي لا محالة من أجل إثبات هذه القدرات للجميع. ويتحدث لوكمان بشغف وبشكل مطوّل عن تجربته مع نادي ووترلو، ذلك النادي الذي أنشئ قبل عقدين من الزمن لتوفير مكان داعم وشامل للشباب في المناطق المحرومة بضواحي العاصمة لندن.
ووصف لوكمان اللاعبين الذين لعب معهم في نادي ووترلو بأنهم «مجموعة من الأشقاء»، مضيفاً: «كنا فريقاً رائعاً ويلعب بمنتهى القوة والجدية. كان من المفترض أن يلعب كل لاعبي هذا الفريق في أعلى المستويات. كل لاعب من اللاعبين الستة عشر الذين كان يضمهم هذا الفريق، بما في ذلك البدلاء، كانوا رائعين. لقد التحق بعضهم بالجامعة الآن أو التحقوا بسوق العمل، وبعضهم يلعب كرة القدم مع الهواة».
انتقل لوكمان إلى نادي تشارلتون بعد خوضه مباراة تجريبية مع الفريق في عام 2013. ثم تم تصعيده إلى الفريق في غضون عامين. وبسؤاله عما إذا كان مستواه قد تأثر سلباً بعدم انضمامه لإحدى أكاديميات الناشئين بشكل مستمر، قال لوكمان: «هذا الأمر صحيح وغير صحيح في الوقت نفسه، فمن جهة هناك بعض الأشياء التي أحب أن أتعلمها، ومن الناحية التكتيكية أيضاً هناك بعض الأشياء التي لا أعرفها، ومن المؤكد أنه كان من الممكن تعلم هذه الأشياء في أكاديميات الناشئين. لكن من جهة أخرى، لم أنقطع في أي وقت من الأوقات عن التدريب، وكنت ألعب دائماً مع أصدقائي، وقد كان هذا شيئاً رائعاً».
في الحقيقة، يتسم الحديث مع لوكمان بأنه ممتع ومبهج ومليء بالكثير من الجوانب التي تؤكد ثقته في الأمور ستتحسن خلال المرحلة المقبلة. وقد طلب منه ناغيلسمان، المدير الفني الألماني البالغ من العمر 32 عاماً، «أن يلعب بحرية»، ويشجعه دائماً على تطوير قدراته. يقول لوكمان: «إذا كان علي التفكير فيما سأفعله، فهو أن ألعب بشكل طبيعي وتلقائي. وعندما ألعب بشكل طبيعي فإنني أقوم بأشياء غير مألوفة».
وعلى جانب آخر، ما زال لوكمان يفكر بشأن مستقبله على المستوى الدولي، فمن المستبعد استدعاؤه في الوقت الحالي لصفوف المنتخب الإنجليزي الأول، الذي يحق له اللعب معه نظراً لأنه مثل منتخب إنجلترا تحت 20 عاماً في نهائيات كأس العالم قبل عامين من الآن، كما يحق له اللعب مع نيجيريا - موطن والديه. ورغم أن مسؤولي المنتخب الإنجليزي على تواصل دائم مع لوكمان، فإنه يعرف جيداً أنه يتعين عليه اتخاذ «قرار جاد» بشأن مستقبله الدولي، خاصة أنه يسعى للمشاركة في نهائيات كأس العالم 2022. يقول لوكمان: «أنا لم أغير رأيي بشأن الرغبة في تمثيل المنتخب الإنجليزي، لكنني أفكر في الأمر بعقل متفتح ومن الجيد أن تتاح لي فرص مختلفة».
وبحلول كأس العالم 2022. يأمل لوكمان أن يكون قد أثبت نفسه بشكل جيد مع نادي لايبزيغ، الذي يعتمد مديره الفني على طريقة تقوم في المقام الأول على الاستحواذ الدائم على الكرة. وأكد لوكمان على أنه لم يمر من قبل بمثل هذه الظروف الصعبة بسبب عدم مشاركته في المباريات، لكنه أشار إلى أن الفترة المقبلة ربما تشهد مشاركته في المزيد من المباريات.
وخلال توقف الدوري الألماني الممتاز في تلك الأسابيع، سيعمل لوكمان على تطوير نفسه خارج الملعب أيضاً: فعندما يكون بمفرده في شقته يقرأ كثيراً ويستمتع بمشاهدة خطب ومحاضرات لعدد من الأشخاص الذين يلهمونه، بما في ذلك الممثل الأميركي دينزل واشنطن.
يقول لوكمان: «أحب أن أتعلم المزيد عن أناس مختلفين. وحتى لو شاهدت شيئاً ما 10 مرات، فإنني سأتعلم شيئاً جديداً في كل مرة أشاهده فيها».
ورغم شعوره بالإحباط خلال الأشهر الخمسة الماضية بسبب عدم مشاركته في المباريات، يؤكد لوكمان على أنه في المكان المناسب، حتى لو كان من الصعب على اللاعبين الإنجليز الشباب التأقلم مع أجواء اللعب خارج إنجلترا. ويقول: «نعم، هذا صحيح، لكن في حالتي فقد نجحت في البداية، وسوف تكون تجربتي أكثر نجاحاً خلال المرحلة المقبلة».


مقالات ذات صلة

رئيس وحدة ترشح السعودية لمونديال 2034 لـ«الشرق الأوسط»: المملكة تعيش لحظات تاريخية

خاص حماد البلوي (الشرق الأوسط)

رئيس وحدة ترشح السعودية لمونديال 2034 لـ«الشرق الأوسط»: المملكة تعيش لحظات تاريخية

أكد حماد البلوي رئيس وحدة ترشح السعودية لمونديال 2034 أن شعوره بالفوز رسمياً بالاستضافة هو شعور أي سعودي يعيش هذا اليوم بكل فخر واعتزاز.

فارس الفزي (الرياض)
رياضة سعودية ياسر المسحل خلال حضوره اجتماع كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (أ.ف.ب)

السعودية تستعرض رؤيتها الطموحة لاستضافة كأس العالم 2034 في كونغرس الفيفا

في كلمة ألقاها رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، ياسر المسحل، خلال عرض الملف الرسمي لاستضافة المملكة لكأس العالم 2034 في كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

هيثم الزاحم (الرياض)
رياضة سعودية الفيصل والمسحل خلال «كونغرس فيفا» (أ.ف.ب)

ياسر المسحل: ولي العهد أشرف على ملف السعودية لمونديال 2034 بنفسه

قال ياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أشرف على ملف المملكة العربية السعودية لاستضافة مونديال 2034 بنفسه.

فارس الفزي (الرياض)
رياضة عالمية سونز قال إن كرة القدم لا تنتمي فقط إلى الغرب (رويترز)

خبير ألماني: السعودية دولة مهمة في كرة القدم

دافع سيباستيان سونز، الخبير الألماني المتخصص في شؤون الإسلام والسياسة، عن قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الأربعاء بمنح السعودية حق استضافة مونديال 2034.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة سعودية الأمير عبد العزيز بن تركي يحتفل لحظة الإعلان رسمياً عن استضافة السعودية كأس العالم 2034 (وزارة الرياضة)

وزير الرياضة السعودي: نسخة «كأس العالم 2034» ستكون استثنائية

أكد الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة، الأربعاء، أن نسخة «كأس العالم 2034» التي ستستضيفها السعودية ستكون استثنائية.

سلطان الصبحي (الرياض)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.